الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزير الطيران: مصر قادرة على حل لغز سقوط الطائرة

وزير الطيران: مصر قادرة على حل لغز سقوط الطائرة
وزير الطيران: مصر قادرة على حل لغز سقوط الطائرة




كتب - أحمـد سنـد

 

رغم اتفاق آراء رئيسى مصر وروسيا إضافة إلى العديد من الخبراء على ضرورة عدم القفز إلى استنتاجات مسبقة قبل ظهور نتائج التحقيقات الرسمية التى يجريها خبراء مصريون وروس وألمان وفرنسيون فى حادثة الطائرة الروسية المنكوبة والتى تحطمت لسبب غير معلوم حتى الآن، إلا أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية أصرت على الاستمرار فى نشر استنتاجات وتخيلات مغرضة لا يمكن إثبات أنها  الأسباب الحقيقية لما حدث  للطائرة بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ بـ23 دقيقة.. ويشكل الصندوق الأسود للطائرة مفتاح حقيقة ما حدث من أسباب أدت إلى سقوط الطائرة الروسية وتحطمها وذلك عقب تفريغ المتخصصين والخبراء لمحتويات بياناته وتحليلها فى ظل المعطيات الفعلية المبدئية والحقائق الثابتة والمؤكدة ملاحيا.

 

وأكد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى المصرى أن الحكومة المصرية بذلت جهوداً كبيرة من أجل الوصول لموقع حادث الطائرة الروسية فى غضون ساعات قليلة بعد أن اختفت الطائرة من على شاشات الرادار، وقد تم انتشال الصندوقين الأسودين فى نفس اليوم وكذلك نقل جثامين الضحايا إلى المستشفيات فى القاهرة على الفور، كما تم تقديم جميع أوجه العون إلى الجانب الروسى لسرعة إرسال رفات الضحايا الى موسكو فى الوقت المطلوب،  وقال  الوزير إنه تم تشكيل  لجنة فى نفس يوم الحادث لتتولى التحقيق، وأن مصر تقود التحقيق  بالتعاون مع الجانب الروسى وأيرلندا (بلد تسجيل الطائرة) والشركة المصنعة وذلك حسب تشريعات الطيران الدولية، وهناك تعاون كامل بين جميع الجهات المشتركة فى التحقيق وقد بدأت اللجنة مهامها فور وقوع الحادث بتفقد موقع حطام الطائرة موضحًا بدأ تفريغ الصندوقين الأسودين ومباشرة اللجنة التحقيقات عقب انتهاء البحث الميدانى التى تقوم بها بموقع الحادث حيث بدأ العمل فى اجراءات التحقيق والتى تشمل بحث جميع الشواهد وتحليل بيانات الصندوق الأسود.
وأضاف كمال: أن لجنة التحقيق لديها كل الأدوات والخبراء للتعامل مع التحقيق وإصدار التقرير النهائى الذى سوف يستغرق بعض الوقت، كما أن مصر ترحب بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية بالحادث.
 وأشار إلى أن  جميع التكهنات التى تنشر حول سبب وقوع الحادث فى هذه المرحلة سابقة لأوانها ولا تعتمد على أية معطيات أو أدلة ملموسة.
ومن جانبه أكد اللواء مهندس وائل المعداوى وزير الطيران اﻷسبق ورئيس شعبة البحوث بالقوات الجوية سابقا أن الصندوق اﻷسود يشكل الشاهد الوحيد فى حادث الطائرة الروسية المنكوبة، موضحا أن مكانه فى مؤخرة كل طائرة يسجل سكناتها ويحصى كل حركاتها ليقدم بيانات موضوعية كشاهد عيان لا غنى عنه حينما تحل الكارثة.
وأشار المعداوى إلى اللجنة الدولية المؤلفة من خبراء روس ومصريين وفرنسيين وايرلنديين وألمان، المكلفة بتحليل بياناته لإعطاء صورة واضحة عن السبب الحقيقى لتحطم الطائرة الروسية، موضحا أنه فرصة الحصول على معلومات جلية عن أسباب تلك الكارثة المفجعة، خاصة أن حالة الصندوقين الأسودين للطائرة جيدة.
وقال: يبلغ طول الصندوق 20 بوصة والعرض 5 بوصات والارتفاع 7 بوصات، ويكون فى ذيل الطائرة لزيادة الحماية. سمى بالصندوق الأسود لارتباطه بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرة وهو فى الحقيقة صندوق ذو لون برتقالى، والصندوق يسجل كل كبيرة وصغيرة داخل الطائرة من ارتفاع الطائرة وسرعة الرياح والاتجاه والوقت والتسارع العمودى.
ونوه إلى أن الصندوق الأسود وهو الذى يسجل بيانات الطائرة قادر على تسجيل ما لا يقل عن 17 نوعا من المعلومات، وبعد تطور آلات التسجيل أصبحت قادرة على تسجيل ما لا يقل عن 100 نوع من المعلومات فى وقت واحد، وذلك عن طريق تلقى المعلومات من المستشعرات من سرعة الرياح والارتفاع والبوصلة والساعة الزمنية ودرجة الحرارة خارج الطائرة ووضع الطائرة فى الجو، وكل هذا يرتبط بإبرة تسجيل تقوم بتسجيل كل البيانات وهى مثل إبرة جهاز رسم تخطيط القلب.
كما يحتوى الصندوق الأسود على تقنية متقدمة، فهو الدليل الوحيد الذى يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة لمعرفة أسباب وقوع الكارثة وهو أغلى قطعة فى الطائرة.
وأكد وزير الطيران الأسبق أن الصندوق الأسود يتصف بالمواصفات التالية:
لونه برتقالى ومغطى بأشرطة عاكسة للضوء، يقاوم حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية للهب مغذى بالوقود لمدة 30 دقيقة، والصناديق تصنع من التيتانيوم ولذلك تقاوم اختراق قضيب من الفولاذ وزنه ربع طن يسقط من ارتفاع 3 أمتار، ولا يفقد بالاهتزاز أى معلومات.
كما يحتوى صندوق الطائرة على مرسل لاسلكى لتحديد موقعه تحت الماء ويطلق ذبذبات ضوئية عالية التردد 37.4 كيلو هيرتز بملامسة الماء والثلج، ويمكن تمييز تلك الإشارة من بعد 2.5 ميل وعلى عمق 20 ألف قدم تحت الماء ولمدة 30 يوما متواصلة، وفيه شريط تسجيل المعلومات جيد النوعية بعرض ربع بوصة وقابلية تسجيل لمدة 25 ساعة متواصلة يعود التسجيل من جديد بعد انتهاء المدة، وذلك فوق المعلومات القديمة التى تمسح تلقائيا.
أوضح المعداوى أنه يوجد صندوق آخر فى قمرة قيادة الطائرة يسجل آخر الأحداث التى أدت إلى تحطم الطائرة، وهى تعرّف المحققين بما إذا شعر الطيارون بوجود خلل قبيل تحطم الطائرة، وبنوعية الخلل، مما يتيح إمكانية مقارنة المعلومات الموجودة فى الصندوق الأسود مع مسجل قمرة القيادة «كابينة الطائرة»، وهى تسجل مكالمات الملاحين منذ تشغيل الشبكة الكهربائية للطائرة وحتى توقفها عن العمل وذلك لمدة نصف ساعة وهى فترة قصيرة بالمقارنة مع الصندوق الأسود، وهى تسجل أهم جزء وهو الجزء القريب جدا من الحدث.
وعن قدرات تسجيل صندوق قمرة القيادة، يقول وزير الطيران اﻷسبق إنه يسجل كل ما يقع فى مداه بما فى ذلك تردد 400 ميجا هيرتز الصادرة عن الشبكة التى تبلغ قوتها 28 فولت وأصوات مراوح التبريد والاهتزازات الضعيفة.
وبالرغم من تصريحات أرملة قائد الطائرة والتى نقلتها قنوات التليفزيون الروسية حول تخوف واستياء الطيار من الحالة الفنية لطائرته من طراز ايرباص من طراز 321 إلا أن  شركة «كوجاليم آفيا» صاحبة الطائرة المنكوبة كشفت عن تفاصيل آخر لحظات التحليق، فى الوقت الذى شدد فيه الكرملين على عدم جواز استبعاد أية فرضية من مسببات الكارثة.
وقدمت الشركة الروسية خلال مؤتمر صحفى عقدته منتصف اﻷسبوع الجارى  استنتاجاتها حول آخر لحظات تحليق طائرة الرحلة « 9268» من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج يوم 31 أكتوبر لكنها امتنعت عن التعليق على طبيعة السبب الذى أدى إلى تفكك الطائرة فى الجو، معتبرة أنه يرتبط بتأثير خارجى.
وكشفت الشركة أن الطائرة فى آخر لحظاتها، سارعت باتجاه الأرض غير خاضعة لأية سيطرة من الطاقم، وذلك بسبب «أضرار كبيرة بهيكل الطائرة».
وقال ألكسندر سميرنوف نائب مدير عام شركة «كوجاليم آفيا» صاحبة الطائرة المنكوبة المعنى بالتشغيل إن الشركة ترجح تعرض الطائرة لتأثير خارجى، باعتباره التفسير الواقعى الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة وهى فى الجو، قبل سقوطها على الأرض.
وأوضحت الشركة أنه بعد حصول الحالة الطارئة، تراجعت سرعة الطائرة فى غضون أقل من دقيقة بـ300 كيلومتر فى الساعة، بالتزامن مع انخفاضها بـ1.5 كيلومتر.
ومن اللافت أن فرضية الشركة الروسية تتعارض مع ما نقلته وكالات الأنباء العالمية عن مصدر فى اللجنة المعنية بتحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، إذ استبعد تعرض الطائرة لأى تأثير خارجي.
وقال إن الاستنتاج المذكور يعتمد على التحليل الأولى لتسجيلات الصندوقين. وأضاف أن قائد الطائرة لم يتصل بالأجهزة الأرضية قبل تحطمها وتم العثور على حطام الطائرة التى كان على متنها 217 راكبا وطاقمها المكون من 7 أفراد.
واستبعد نائب مدير شركة «كوجاليم آفيا» وقوع عطل فنى فى أجهزة الطائرة كان من شأنه أن يؤدى إلى تفككها فى الجو. ورجح سميرنوف مصرع جميع ركاب الطائرة وأفراد الطاقم قبل سقوطها على الأرض، مشددا على أن طاقم الطائرة فقد قدرته على إدارة الطائرة مع حدوث الحالة الطارئة التى تعجز الشركة عن تحديد طبيعتها.
ووصف المسئول الحالة الفنية للطائرة لدى إقلاعها من مطار شرم الشيخ، بأنها كانت «ممتازة»، نافيا ورود أية شكاوى بهذا الشأن من الطاقم خلال الرحلات الخمس الماضية التى نفذتها.
وأكد سميرنوف أن المراقبين الجويين لم يتلقوا أية اتصالات طارئة من طاقم الطائرة خلال التحليق.
بدوره أكد أندريه أفيريانوف نائب مدير عام الشركة المعنى بالمسائل الفنية والإنتاجية تعرض الطائرة فى عام 2001 لحادثة أثناء عملية هبوط أدت إلى إلحاق أضرار بذيلها، لكنه شدد على أنه تم إصلاح الطائرة بالكامل، واستبعد أى دور لهذه الحادثة القديمة فى المأساة، التى وقعت فى أجواء سيناء.
ومن الجدير بالذكر أن حادث سيناء ليس الأول من نوعه بالنسبة لخطوط طيران «كوجاليم آفيا» والتى تستخدم طائرات تحمل شعار «ميتروجيت»، فالشركة شهدت حادثًا لاحتراق إحدى طائراتها فى عام 2011، أثناء رحلة داخلية بين مدينة «سورغوت» والعاصمة الروسية «موسكو»، وكانت الطائرة قد احترقت عند اقترابها من مدرج هبوط مطار موسكو،
 من جانبه أعلن رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوى ألكسندر نيرادكو أن استنتاجات شركة «كوجاليم آفيا» حول تعرض الطائرة المنكوبة لتأثير خارجي، عديمة الأساس وسابقة لأوانها.
وتابع: أن تحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة سيجرى فى القاهرة، مؤكدا أن هذه العملية لم تبدأ بعد، بل ستنطلق بعد انضمام جميع المشاركين فى التحقيق وهم ممثلو فرنسا وألمانيا باعتبارهما الدولتين المطورتين لطائرات «اير باص» واالمنتجتين لها، وممثلو أيسلندا وهى الدولة التى كانت الطائرة مسجلة فيها، إضافة إلى المحققين فى وزارة الطيران المدنى المصرية.
وأضاف أن الجانب المصرى لم يسلم المحققين الروس أى تسجيلات للمكالمات مع طاقم الطائرة المنكوبة أو بيانات الرادارات الخاصة بالتحليق.
بدورها أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة فى «حالة جيدة».
وأكد ذلك وزير الطوارئ الروسى فلاديمير بوتشكوف بعد لقائه الطيار حسام وزير الطيران المصري، إذ ركزت المحادثات على تنسيق العمل المشترك فى إطار عمليات البحث فى مكان تحطم الطائرة وإيصال جثامين الضحايا وأغراضهم الشخصية إلى مدينة سان بطرسبرج  الروسية.
وأعرب بوتشكوف عن شكره للحكومة المصرية على الجهد المبذول على مدى الأيام الماضية فى التعامل مع الحادث، وتقديم الدعم الكامل من جانب وزارة الطيران المدنى والوزارات المعنية الأخرى، كما أعرب عن تقديره للقيادة السياسية، وكذلك دور الحكومة المصرية فى تقديم جميع التسهيلات اللازمة، وسرعة إنهاء إجراءات سفر جثامين الضحايا إلى روسيا.
 وكشف بوتشكوف أن فرق الإنقاذ التابعة لوزارته بالتعاون مع الشركاء المصريين توسع دائرة البحث فى سيناء لتبلغ مساحتها 30 كيلومترا مربعا.
وأكد أن عملية البحث ستتواصل حتى العثور على جميع جثث الضحايا.
 وقال دميترى بيسكوف الناطق الصحفى باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إنه «لا يجوز استبعاد أى فرضية فى المرحلة الراهنة من التحقيق»، ودعا إلى انتظار النتائج بصبر، دون الانخراط فى التخمين والإدلاء بتصريحات لا أساس لها حول أسباب الكارثة.
بدورها، أكدت لجنة التحقيق الروسية أنه لا توجد فى الوقت الراهن أية فرضيات رئيسية فى سياق التحقيق فى تحطم الطائرة.
وقال فلاديمير ماركين الناطق باسم اللجنة «تنظر لجنة التحقيق فى جميع الفرضيات دون استثناء، كما هو الحال لدى وقوع أية كارثة جوية. لكن الحديث عن الفرضيات ذات الأولوية لا يمكن إلا بعد انتهاء عدد من الإجراءات، وأهمها إتمام تحليل تسجيلات الصندوقين الأسودين».