الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع: قصة الإشارة

واحة الإبداع: قصة الإشارة
واحة الإبداع: قصة الإشارة




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات بريشة الفنان حازم فتح الله

كتبتها – عزة دياب  

طابور طويل، كل ما أعرفه أنه غايتي، أحاول إقحام نفسى فيه، لا أصمد يزحزحوننى خارجه، دورت حوله، حين ابتسمت لمن صادفتنى ابتسامته، مد لى يده لم أتردد تشبثت به وتولى هو تثبيتى ما أجمل أن يكون هناك من يهتم بأمرك، رائحة العرق والأفواه والأحذية،  ونظرات  صاحبى المعنفة على أى التفاتة،  كل هذا وما زلت فى ذيل الطابور.
تشجعنى نظرات من حولى،  عاينت من يستطيع أن يقدم أكثر،  تعلقت من يد إلى أخرى،  ابتسم فى وجوه وأعبس فى وجوه،  فجأة يتحول الطابور إلى حبل أتعلق به،  اصرخ،  الناس تسير من حولى ولا تسمعنى،  أصحو من نومى مبهورة الأنفاس.
اتابعه بشغف،  نظرته تقول إنى متصنعة، ونظرتى تقول يحق لك إن تفرح حين أسكنك عينى،  حين أحدث نفسى أقول تواضعى الآن أو ذوبى انكسارا، لحظك الذى كم حيرى يرتد إليك خائبا.
تتجاهلنى عيناه وفى التفاتة جريئة يمنحنى نظرة حانية، أضحكتنى طريقته ذكرتنى بألاعيبى، المفروض إن احدد مصلحتى لأرسم الطريقة المثلى للإيقاع به،  ابتسمت لابد انه يفكر فيما أفكر فيه.
طوى أوراقه منهيا محاضرته،  قاربت الوصول إلى مكانه القريب من باب القاعة،  وجدت من جئت معه بسيارته يشير إلى: فينك كل دى رنات؟! تنبهت:ـ التليفون صامت.
سحبنى من يدى،  عبرته وبنظرة جانبية وجدته يتابعنى،  لماذا أسلم قيدى لهذا الهمجى واتبعه طائعة،  كل ما بيننا انه معرفة قدم لى كتب ووجبات جاهزة وقدمته لأوساط مشهورة.
تلفت أبحث عن فتاي،  رأيت امرأة وافرة الزينة تبادله الضحكات،  سار معها إلى سيارتها،  تجاورت سيارتانا فى الإشارة،  نظرت إليها المقود أمامها ونظرت إلى جارى وجدتهما متشابهان.
ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه جاري، أشار إلى من يجلس الشاب بجوارها وقال:-كأنى أراك بعد عشرين عاما.
العرق أزال المسحوق المرطب والملون وكدت أشعر بجلدى يتسلخ.