الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر يوافق على تداول كتاب يرصد أربعين مخالفة شرعية لداعش

الأزهر يوافق على تداول كتاب يرصد أربعين مخالفة شرعية لداعش
الأزهر يوافق على تداول كتاب يرصد أربعين مخالفة شرعية لداعش




وافق الأزهر الشريف على تداول كتاب يرصد اربعين مخالفة للشريعة لتنظيم داعش للمؤلف محمد محمود حبيب الباحث الشرعى تحت عنوان: «جديد الردود الشرعية على مخالفات تنظيم داعش وأمثاله للشريعة الإسلامية» وقد تضمن 40 مخالفة هى: رفع الرايات السود (راية داعش)، وتحريم الاشتغال ببعض الوظائف السيادية أو دخول الجيش فى الأنظمة التى لا تنتهج فكرهم، والسعى لإنشاء الخلافة الإسلامية، والمخالفة الرابعة: استخدام الشعارات الدينية فى العمل السياسى، والمخالفة الخامسة: رفض الحساب الفلكى، والمخالفة السادسة: التحريم المطلق لفن التمثيل، والمخالفة السابعة: التحريم المطلق للغناء والموسيقى، والمخالفة الثامنة: هدم التماثيل، والمخالفة التاسعة: ذم الأدب مطلقا ورواية ألف ليلة وليلة نموذجا، والمخالفة العاشرة: المبالغة فى الإعجاز العلمي، والمخالفة الحادية عشرة: رفض الطرق العلمية الحديثة فى تغيير العادات والصفات السيئة، والمخالفة الثانية عشرة: الاعتقاد بحتمية استخدام العنف فى نشر الإسلام باسم الجهاد، والمخالفة الثالثة عشرة: حرق الأسرى، والمخالفة الرابعة عشرة:قتل المصلحة، والمخالفة الخامسة عشرة: خطف المخالف واعتباره من الرقيق، والمخالفة السادسة عشرة: القول بعدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدا، والمخالفة السابعة عشرة: تحريم فوائد البنوك وخاصة فوائد شهادات قناة السويس، والمخالفة الثامنة عشرة: عدم بدء اليهود والنصارى بالسلام، والمخالفة التاسعة عشرة: الاعتقاد بضرورة هدم الكنائس، والمخالفة العشرون: رفض مبدأ المواطنة، والمخالفة الحادية والعشرون: فرض الجزية، والمخالفة الثانية والعشرون: المنع من قتل القمل فى شعر اللحية والرأس، والمخالفة الثالثة والعشرون: تحريم تهذيب اللحية أو الأخذ منها، والمخالفة الرابعة والعشرون: الاعتقاد بمشروعية نكاح الجهاد، والمخالفة الخامسة والعشرون: إلزام المرأة بالسير على حافة الطريق ومنعها من السير وسط الطريق، والمخالفة السادسة والعشرون: الاعتقاد بتحريم ثوب الشهرة (زاهى الألوان)، والمخالفة السابعة والعشرون: تحريم مصافحة الرجل للمرأة (من غير المحارم)، والمخالفة الثامنة والعشرون: تحريم خروج النساء من بيوتهن متعطرات، والمخالفة التاسعة والعشرون: القول بوجوب ختان الإناث، والمخالفة الثلاثون: الاعتقاد بوجوب ارتداء المرأة ثوبا طويلا جدا لدرجة ملامسته للأرض، والمخالفة الواحدة والثلاثون: القول بوجوب النقاب ومعاقبة غير المنتقبات، والمخالفة الثانية والثلاثون: رضاع الكبير، والمخالفة الثالثة والثلاثون: الاعتقاد بأن المرأة عورة، والمخالفة الرابعة والثلاثون: المبالغة فى التكفير، والمخالفة الخامسة والثلاثون: عقاب مربى الحمام، والمخالفة السادسة والثلاثون: الاعتقاد بأن الاجتماع للتعزية من النياحة والبدع، والمخالفة السابعة والثلاثون: ملصق هل صليت على النبى (صلى الله عليه وسلم) على غير وجه التعبد، والمخالفة الثامنة والثلاثون: عدم تخصيص سيدنا علىّ بتكريم الله لوجهه، والمخالفة التاسعة والثلاثون: استخدام الضرب فى علاج الممسوس من الجن، والمخالفة الأربعون: تحريم إطلاق كلمة أخ أو أخت على غير المسلم.
وقد اهتم الكتاب بالرد على عدد من الشبهات على رأسها استخدام الشعارات الدينية فى العمل السياسى، حيث أكد أن الشعارات مهما كانت حارة أو مؤثرة فهى لا تنصر دينًا، ولا تنشئ دولة، ولا ترفع شخصًا، إنما ينتصر الدين وتزدهر الدول ويسمو الأشخاص بالخُلق القويم والعلم الشامخ والكفاح المشرّف، واستغلال الشعارات الدينية فى العمل السياسى يعرّض تلك الشعارات للابتذال وجعلها ككلام البشر الذى قد يصدق أو يكذب، ولم يأت أى دليل شرعى يوضح مشروعية ذلك (وهو التسربل بشعار دينى).
وحدد الكاتب أدلة تبين عدم جواز استخدام هذه الشعارات فى العمل السياسى منها قوله عز وجل ﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾، وفيها بيان المخاطر المترتبة على عدم الوفاء بالعهد الذى تم ربطه بالدين وما يحدثه ذلك من تنفير الناس من الدين!!
كما نقل الكتاب تفسير هذه الآية من كتاب تفسير القرآن لسيد قطب فى كتابه (فى ظلال القرآن ج ٤/ ص ٤٨٧) فى قوله: «واتخاذ الأيمان غشًا وخداعًا يزعزع العقيدة فى الضمير، ويشوه صورتها فى ضمائر الآخرين، فالذى يقسم وهو يعلم أنه خادع فى قسمه لا يمكن أن تثبت له عقيدة، ولا أن تثبت له قدم على صراطها وهو فى الوقت ذاته يشوّه صورة العقيدة عند من يقسم لهم ثم ينكث ويعلمون أن إقسامه كان للغش والدَخل، ومن ثم يصدهم عن سبيل الله بهذا المثل السيئ الذى يضربه للمؤمنين بالله، ولقد دخلت فى الإسلام جماعات وشعوب بسبب ما رأوا من وفاء المسلمين بعهدهم ومن صدقهم فى وعدهم ومن إخلاصهم فى إيمانهم، ومن نظافتهم فى معاملاتهم».
كما رصد الكتاب مخالفة داعش من تحريم إطلاق كلمة أخ أو أخت على غير المسلم حيث يستند الدواعش وأمثالهم على عدة أدلة واهية لتحريم ذلك، وأغلبها أدلة غير صريحة وبعيدة تتعلق بالولاء والبراء، وقد جاءت أدلة قوية تؤيد إباحة ذلك منها أن هناك عدة آيات فى القرآن تبرز إطلاق لفظ الإخوة على غير المؤمنين بالله، ولم يأت أى دليل آخر يخالف ذلك، والأدلة الواضحة على إباحة ذلك هى قوله تعالى: ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ)، وكذلك وصف النبى (صلى الله عليه وسلم) لواحد من غير المسلمين وقتها بأنه بئس أخو العشيرة وهو ما أخرجه البخارى فى صحيحه عن عَائِشَةَ: أَنَّ رَجلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو العَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ العَشِيرَةِ» فَلَمَّا جلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى وَجهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ رَأَيْتَ الرَّجلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِى وَجهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، مَتَى عَهِدْتِنِى فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ».
كما رصد الكاتب مخالفة داعش الشرعية برفض الحساب الفلكى، وقال: «يظن بعض المتشددين كداعش وغيرهم رفض اللجوء للحساب الفلكى فى رؤية الأهلة مطلقا استنادا لحديث انا أمة أميّة لا تكتب؟! مع أن الحديث إخبار عن واقع لحادثة فى عصره (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان اليهود يعملون بالتقويم القمرى كذلك وليس الشمسي، وكانت لهم طريقة غير دقيقة فى الحساب الفلكى تعتمد على حساب المطلع الفلكى للقمر، وكان العرب آنذاك أمةٌ أمية لا يعرفون الكتابة ولا الحساب. فمن الطبيعى أن يرفض رسول الله عرض اليهود بحساب مطالع الشهور والذى يعتمد على التقويم العبري، وهو يقوم على التقويم القمرى لكنه يخضع لعمليات من التعديل والزيادة والنقص حتى يتوافق مع التقويم الشمسي، وهذه العمليات تعلمها كهنة المعبد أيام السبى البابلي...وعلى هذا فالحسابات الفلكية فى حد ذاتها ليست مرفوضة، وإذا كانت الحسابات الفلكية العلمية تثبت بشكل قطعى استحالة رؤية الهلال، كان ذلك دليلا على خطأ مدعى الرؤية.
أضاف أن القول بأن الرؤية لا تكون إلا بالعين، فهذا يرد عليه بأن الرؤية تتحقق فى أيامنا هذه بالحساب الدقيق. والرؤية فى اللغة العربية تحتمل كل ذلك بل أكثر. فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾. ومعلوم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم ير الحادثة «بعينه» بل بالإخبار، فتأمل. فإذا كان الإخبار بمرتبة اليقين، صح لك أن تقول أنك رأيت الأمر... مشيرا إلى أن الحساب آلة للتثبت من صحة الرؤية، وليس بديلا عنها. فكلام المتخصصين من الفلكيين مُقدَّمٌ على رؤية منفرد عامى ليس من أهل الاختصاص ما دام الحساب يقضى بالاستحالة، والمراصد تنفى وجود الهلال. وأهل الاختصاص خرجوا ولم يروا شيئا. فإذا جاء رجل وقال لقد رأيت الشمس تغرب الساعة 3 بعد الظهر (وأنت تعلم أن وقت الغروب الرابعة والنصف)، فهل تصدقه حتى لو كان ثقة؟ أم تبحث عن سبب الخطأ فى توهمه الرؤية.