السيسى من «عاصمة الضباب»: مصر لن تعود إلى الوراء

كتب - أحمد إمبابى

بحث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى بمقر رئاسة الوزراء فى «داوننج ستريت» سبل دعم العلاقات فى جميع المجالات والاستثمارات البريطانية فى مصر والتبادل التجارى إلى جانب التعاون فى مكافحة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها القضية الفلسطينية والتطورات فى سوريا وليبيا.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية عدم استباق نتائج التحقيقات فى حادث سقوط الطائرة الروسية والتى سيتم إعلانها فى إطار من الشفافية والوضوح.
وقال خلال استقباله أمس وفدا من أعضاء مجلس العموم وعددا من المفكرين الاستراتيجيين ورجال الدولة السابقين أن هناك تعاونا وتنسيقا أمنيا مع المملكة المتحدة، حيث سبق استقبال وفد أمنى بريطانى منذ عشرة أشهر بمطار شرم الشيخ والذى أبدى ارتياحه لاستجابة مصر لكافة الاجراءات الأمنية الاحترازية التى تقدم بها لتأمين المطار معربا عن حرصه على الاستمرار فى التنسيق مع الجانب البريطانى خلال الفترة المقبلة.
وذكر السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد خلال اللقاء أن مصر لن تعود إلى الوراء وأنها ماضية على مسار الإصلاح وستنضج تجربتها الديمقراطية مع مرور الوقت، مشيرا إلى أهمية إدراك الأطراف الدولية لما شهدته مصر من تغييرات كبيرة سيكون لها انعكاساتها الايجابية على شكل ومستقبل الدولة الحديثة فى مصر، منوها إلى أهمية عدم النظر للأوضاع فى مصر من منظور غربى، ومراعاة التباين الثقافى والاقتصادى وما تواجهه مصر من تحديات للتصدى لخطر الإرهاب وبناء دولة القانون.
وشدد الرئيس على التزام الدولة بآليات السوق الحر وتوفير البيئة المناسبة لمجتمع المال والأعمال للاضطلاع بمسئولياته فى المشاركة فى عملية التنمية، منوها إلى أن رؤية الدولة الاقتصادية تقوم على تشجيع كافة الاستثمارات بمختلف أنواعها وتطوير البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار للقضاء على البيروقراطية والفساد، مشيرا إلى أنه تم إقامة منطقتين صناعيتين فى إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وفقا لقانون خاص سيقدم تسهيلات إضافية للمستثمرين.
وأشار الرئيس إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لايجاد مخرج لمختلف الأزمات فى المنطقة واستعادة مفهوم الدولة الوطنية من أجل حماية الشعوب فى مواجهة تهديدات الإرهاب، موضحا أن سقوط الدول يوفر أرضية خصبة لمد أذرع الإرهاب وإطلاق أفكار التطرف.
وأوضح أن مصر لديها مواقف متوازنة من مختلف القضايا الاقليمية تقوم على دعم قوى الاعتدال فى المنطقة والقضاء على جميع مسببات التطرف.
وفى كلمته أمام أعضاء المعهد الدولى للدراسات فى لندن أكد الرئيس أن التغيرات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط فرضت تصورا جديدا للعقد الاجتماعى بين الشعوب والحكومات لا يمكن التراجع عنه، وأن هذا لا يعنى سقوط الدولة الوطنية كما يروج البعض، وأن مكافحة الإرهاب تتطلب جهدا جماعيا وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين.
 وشدد الرئيس على أن مكافحة الإرهاب لم تعد ترفا والجميع يجب أن يتضامن لمواجهة المخاطر، وأن من المسلمات اليوم أن يتحدث الجميع عن مكافحة الإرهاب، ولكن للأسف هناك الكثير من الأمور المرتبطة بهذا الموضوع ليست محل اتفاق دولى بعد.. غير أن ما يهمنى هنا هو التأكيد على أن أى تنظيمات أو جماعات تعمل أو تحرض على تقويض سلطة الدولة والسيطرة على مساحات من الأراضى وعلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح إنما هى تنظيمات إرهابية يتعين مكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها ومدها بالسلاح.
وشدد على أن الأهم يتمثل فى ضرورة دحض وتفنيد الأفكار المتطرفة والعنيفة التى تستند إليها الجماعات الإرهابية فى أنشطتها من خلال جهود فكرية وثقافية وإعلامية دؤوبة ومنسقة وعميقة، موضحا أن ظاهرة المقاتلين الأجانب تدعونا إلى التمعن فى أسباب جاذبية هذه الأفكار المتطرفة بالنسبة لفئة من الشباب يعيشون فى مجتمعات تتسم بمساحة كبيرة من الحريات والمساواة.
وأضاف السفير علاء يوسف أن رئيس شركة «بريتش جاز» أكد للرئيس اعتزام الشركة زيادة استثماراتها فى الفترة المقبلة وتكثيف أعمالها فى مجال تنمية حقول الغاز، وتوقعها لنتائج ايجابية فى ضوء الفرص الواعدة التى يوفرها هذا القطاع فى مصر.