الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السفير الصومالى بالقاهرة : انتخاب الرئيس الجديد ينقل الصومال إلى دولة المؤسسات وفى انتظار عودة المبعوث المصرى




 
مرحلة جديدة تدخلها الصومال بعد انتخاب الرئيس الجديد للبلاد، وهى مرحلة تتطلب من المجتمع الدولى والدول العربية الوقوف إلى جانب الصومال شعبًا وحكومة على حد تعبير السفير عبدالله حسن سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. كما أكد فى حواره عن تفاؤله بانتخاب رئيس جديد للبلاد، معه تنتقل الصومال من الوصاية الدولية إلى الدولة المستقلة. كما رحب بأى جهد ودعم من الأشقاء العرب والمجتمع الدولى وذلك عبر الحكومة والرئيس المنتخب.. وفى السياق ذاته طالب الحكومة المصرية بالمساواة فى المعاملة مع الصوماليين خاصة أثناء منحهم تأشيرة الدخول إلى مصر تعتبرهم من الجنسيات الأخرى.
 
■ ما رؤيتكم للعلاقات بين مصر والصومال؟
 
ـ العلاقات بين مصر والصومال علاقات تاريخية إلا ان النشاط المصرى فى الصومال ينحصر فى مجالى التعليم والصحة، ولا توجد معاملات فى اى مجالات اخرى، وأحاول الآن التواصل مع الجهات المعنية فى الحكومة الجديدة لتطوير العلاقات.
 
■ ما تقييمك للوجود المصرى فى الصومال؟
 
ـ لا وجود لمصر الآن فى الصومال ولا حتى الوجود الامنى، والمبعوث المختص بالشأن الصومالى موجود ويسكن بنيروبى، وطالبنا الحكومة المصرية بنقله الى مقديشيو.. الا ان هذا المطلب لم يستجب الى الآن.
 
■ ما مطالب الصومال من مصر فى الوقت الحالى؟
 
ـ ان يعامل الصوماليون فى إطار من الشرعية والعدالة مثلهم مثل ابناء الدول الأخرى عند دخولهم مصر.. فهذا النظام مستمر منذ النظام السابق حيث يمنع الصوماليون من الدخول رغم استيفاء أوراقهم لجميع الاجراءات وحصولهم على التأشيرات، حتى الشرطة تعاملهم معاملة سيئة، فلماذا تطبق هذه المعاملة مع الصوماليين فقط؟
 
■ بالنسبة لدعم الصومال، الى أى مدى وصل؟
 
ـ هناك بند خاص بدعم الصومال موجود منذ القدم ومصر مشهورة بالدعم التعليمى والصحى ، لكن لا وجود دبلوماسي فى الصومال، والصحافة دائما ما تنشر معلومات مغلوطة فى هذا الشأن.
 
■ ما مشكلات الصومال؟ وما آليات حلها؟
 
ـ توجد فى الصومال مشكلات كثيرة غائبة عن الساحة الدولية، فلدينا ما يطلق عليهم «مجموعة الشباب المجاهدين» ونحن لا نسميهم الا القتلة وهم فئات متمردة تقتل المسلمين الساجدين والراكعين ولا يريدون الاستقرار للصومال منذ 22 عامًا وحتى هذه اللحظة.
 
 والمشكلة الثانية هى البنية التحتية، فهى محطمة فى الصومال تماما وتحتاج الى إعادة اعمار على المستوى الدولى والعربى.
 
■ ما دور الاتحاد الافريقى فى الصومال؟
 
ـ يشارك الاتحاد الافريقى فى المسألة الامنية بقوات «اميسوم» التى رفضت الدول العربية المشاركة فيها وأحجمت عنها الا انه لا يستطيع تقديم الدعم المادى لانه ليس لديه سيولة كافية.
 
 واريد ان ألفت انتباه الإخوة العرب ان الصومال الآن بدأت تتعافى باختيار رئيس جديد وبدأنا ندخل فى مرحلة من الاستقرار وضعفت حركة الشباب ولم يبقوا قوة أساسية كما كانوا من قبل ، ولكن توجد منهم مجموعات صغيرة تقتل وتختفى فليس من السهل القضاء عليهم بسرعة، لكن المستقبل امام الصومال وسيأخذ مكانه فى المجتمع العربى والافريقى.
 
■ ما شكل العلاقة بين الصومال ودول الجوار؟
 
ـ علاقتنا ودية ولم تكن موجودة فى السابق فلدينا مصالح مشتركة مع كينيا وإثيوبيا وجيبوتى ولا توجد مشكلات كثيرة فى موضوع التجارة كما كان من قبل.
 
■ ما أسباب المجاعة فى الصومال؟
 
ـ جفاف الآبار وعدم سقوط الامطار الذى ادى الى انتشار الجفاف والامراض فى كل المحافظات فلم يجد المواطنون الماء لهم ولا لماشيتهم فنفقت المواشى، ولم يبادر الاشقاء العرب بالمساعدة الا بعد زيارة أردوغان للصومال ورؤيته وهو يقدم المساعدات بنفسه، فقدم بعض العرب الميسورين المساعدات بعد ذلك.
 
 كما ساعد على تفاقم مشكلة المجاعة الحرب الأهلية التى صنعتها حركة الشباب مما أدى الى هروب بعض الصوماليين الى دول اخرى مثل كينيا واليمن وغيره، فالشعب الصومالى فى معاناة.
 
■ ما تقييمك للعملية الانتخابية التى تمت فى الصومال منذ بدايتها برلمانيا حتى وصلت الى الرئاسة؟
 
ـ العملية الانتخابية التى تمت فى الصومال هى الافضل منذ اكثر من 40 عامًا، والبرلمانيون عينهم أعيان القبائل حيث اتفقت كل قبيلة على مرشحها بالتعيين ولم يحدث خلاف كبير فى هذه الناحية.
 
 ثم قام اعضاء البرلمان باختيار رئيس البرلمان ونائبيه بكل شفافية مثل الدول المتقدمة.
 
ثم جاء دور رئيس الجمهورية وهو رجل فى الخمسينيات يتمتع بثقافة غربية ولديه ميول اسلامية كبيرة فالشعب الصومالى شعب مسلم 100 % وليس كما يروج الاعلام ان المسلمين 90 بالمائة فقط ولا يوجد سوى واحد فقط ارتد ولكنه ليس بالنسبة التى تذكر.
 
 وانتخب رئيس الجمهورية يوم 10 سبتمبر وتعدد المرشحون لكن سقطوا فى الجولة الاولى ولم يتبق فى الجولة الثانية سوى الرئيس الحالى حسن شيخ محمود فحصل على ثلثى الاصوات امام الرئيس السابق الشريف شيخ احمد، فى عملية تتصف بالشفافية والعدل والوضوح والصوماليون متفائلون خيرا.
 
■ هل ستتحول الصومال بالانتخابات الرئاسية الجديدة من المرحلة الانتقالية الى دولة مؤسسات؟
 
ـ نعم ستنتقل الصومال وتكون دولة مؤسسات وربما ستصبح مطمعًا للآخرين فى المرحلة المقبلة فى التجارة وكل المجالات الاخرى لما تحتويه أرضها من ثروات.
 
■ النزاعات القبلية فى الصومال، الى أين وصلت؟
 
ـ لم يعد للنزاعات القبلية وجود فى الصومال فى الوقت الحاضر فالصومال هى السيارة التى تخرج من جنوب جيبوتى تمر الى حدود كينيا ولا يتعرض احد لأحد، حتى الدول التى كانت تسبب مشكلات، فبدأ الصوماليون الآن يهتفون «سلام سلام – أمن أمن – تنمية تنمية».
 
■ لماذا وجد اعتراض قبلى فى الفترة السابقة على تمثيل المرأة فى البرلمان رغم أحقيتها القانونية بنسبة 30 %؟
 
ـ نعم يوجد فى الدستور الصومالى ما ينص على ان نسبة تمثيل المرأة تصل الى 30 % الا انه لن يتم التطبيق فى الوقت الحالى كاملا فقد دخل البرلمان ما يزيد على 25 سيدة ولكن لم تصل الى نسبته المطلوبة.
 
 والصومال دولة متطورة وسباقة على العرب والغرب فى هذا المجال ولا توجد فروق بين المرأة والرجل فى الصومال فتتواجد فى المؤسسات وتتقاضى نفس الراتب ويتعلمون فى فصول دراسية واحدة.
 
■ ما دور الجامعة العربية فى الصومال؟ وهل ستخضع الصومال الى قرارات الجامعة؟
 
ـ الجامعة العربية مثل الدول العربية ولكن الامانة العامة التى كان يمثلها عمرو موسى والآن نبيل العربى لم تتراجع للحظة عن تقديم المساعدات للصومال.. فالأمانة العامة والامين العام بريئون تماما نحو الصومال والدول الباقية هى التى تقاعست.
 
 ولن ترفض الصومال تطبيق قرارات الجامعة ولكن يجب على كل الدول العربية ان تدفع حيث تدعم دولة او دولتين فقط والبقية يصمتون.
 
■ ما مطالبكم من الرئيس الصومالى الجديد؟
 
ـ انا لا اطالبه بشىء سوى أن يخدم شعبه بأخلاق وأن يحاول العمل على استقرار الامن فى الصومال وان يتكاتف الشعب الصومالى معه ومع حكومته لانه لن يستطيع فعل شىء بمفرده فمشكلات الصومال كثيرة.