الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

175 ألف قنطار قطن معرضة للتلف في الفيوم







لم يعد الذهب الأبيض قادرا علي الصمود أمام التحولات الأقتصادية بعد أن فقد هيبته وشموخة.. ولم يعد القطن الهرم الزراعي الأول لمزارعي الفيوم منذ أن تم استنباط أصناف غير مناسبة للاراضي المصرية مما أدي إلي ضياع القطن طويل التيلة والأشموني «قصير التيلة ومتوسط التيلة» و«دندرة» بعد أن انقض اللصوص علي هذه السلالات والأصناف دمروها لتحرم مصر من أحد المصادر المهمة للعملة الصعبة بعد قناة السويس.
 كان الفلاحون يعتبرون موسم جني القطن عيدهم الأكبر حيث تقام الأفراح وتشيد المنازل ويرتدي الأطفال الملابس الجديدة والآن خيم الحزن والبؤس علي وجوه المزارعين.
«روزاليوسف» رصدت مأساة مزارعي القطن في الفيوم، في البداية يتباكي حسين عبدالوهاب «من كبار مزارعي القطن» علي ايام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بسبب ضياع هيبة القطن وسرقة سلالاته الأصلية التي كانت تجلب لمصر الدولار والاسترليني.
ويكشف حسين عن مأساة حقيقية تتضمن تفاصيلها انه بعد فترة حكم عبدالناصر دخل اليهود مصر وقاموا «بسرقة أمهات السلالات الأصلية من أصناف القطن طويل التيلة والأشموني ودندرة وهذه الاصناف كانت قابلة للتصدير وتنتظرها الأسواق العالمية. لكن الحكومات التي تلت عهد الرئيس عبدالناصر فتحت أبواب مصر علي البحري لخبراء الزراعة اليهود والأوربيين لتدمير الزراعة المصرية وليس تحسينها مثلما كان يدعي خبراء الزراعة وهو ما أدي إلي تدمير اهم المحاصيل الحقلية للفلاح المصري.
ويقول عبدالحميد سيد عمر «مزارع»: زرعت 10 أفدنة قطن وانفقت علي الفدان نحو 1700 جنيه مصروفات جني ونحو 800 جنيه أسمدة ونحو 2000 جنيه مصروفات «تنظيف المحصول من الحشائش الغريبة» وللأسف بعد جني نحو 70 قنطارا لم أجد لها تسويقا والمحصول مهدد بالتلف خاصة انه ليس مثل المحاصيل الأخري فتسويقه معروف.
ويضيف سيد رجب «فلاح» انه يمتلك 3 أفدنة قام بزراعة فدانين منها بالقطن خاصة ان هذا المحصول لا يستهلك مياها كثيرة في ظل ندرة مياه الري في منطقة أبجيج.
وأشار إلي أنه اقترض 5 آلاف جنيه حتي يتم جني القطن والآن فأنا مهدد بالسجن بسبب عجزي عن سداد هذا القرض لعدم قدرتي علي بيع الذهب الأبيض.
وتشير جميلة محمد توفيق «مزارعة» إلي أنها بعد وفاة زوجها وترك لها فدانين و ثلاث بنات فشلت هذا العام في تدبير نفقات زواج ابنتها «وفاء» بسبب عدم قدرته علي بيع 12 قنطار قطن من ناتج أرضها.
وأوضحت انها ذهبت إلي أحد التجار والذي عرض عليها مبلغ 3 آلاف جنيه لحين تحديد سعر القطن لافتة إلي ان هذا التصرف سيجبرها علي بيع المحصول «بتراب الفلوس» علي حد قولها.
ويري أيمن عويس « فلاح» ان محصول القطن لم يعد يمثل طموحا للفلاح مثلما كان يحدث مع آبائهم الذين شيدوا المنازل وزوجوا الابناء من إيراد القطن.
ويوضح عزت عبدالعاطي أن مكسب القطن ينصب فقط للعاملين في الجني حيث يحصل الرجل أو السيدة علي 20 جنيها خلال 4 ساعات عمل من 6 صباحا حتي العاشرة لينتهي قبل سخونة الشمس.
ويطالب عادل عكوش «مزارع» بضرورة عودة نظام التوريد لبنك التنمية والائتمان الزراعي بعد فشل نظام تحرير القطن والذي جاء لصالح بعض الشركات والتي يتحكم فيها بعد كبار المسئولين منها وزير زراعة «محبوس حاليا» فهؤلاء يستعبدون الفلاحين ويجعلونهم أسري لهم مما يدفع مزارعي القطن ببيع المحصول لهم بالأسعار التي يريدونها.
من جهته يطالب الدكتور حسين طرفاية الخبير بمعهد البحوث الزراعية من الحكومة تحديد أسعار القطن قبل زراعته وتحمل تكاليف نقله ومستلزماته وإنتاجه من أسمدة ومبيدات وتحديد سعر «الرتبة» بالإضافة إلي إجبار بنوك التنمية والتعاونيات باستلام القطن من المزارعين وعدم تركهم فريسة للتجار وأصحاب الشركات.
أما وفيق زكي وكيل وزارة الزراعة بالفيوم فيؤكد أنه تم زراعة 25 ألف فدان بالمحافظة من صنف جيزة 85 وأن متوسط انتاج الفدان هذا العام يصل إلي 7 قناطير مشيرا إلي انه سيحدث انفراجة لمزارعي القطن حيث سيتم توريد المحصول إلي إدارات التعاون الزراعي حتي لا يقعوا فريسة للتجار.