الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كسرنا شوكة «القاعدة».. والإعمار التحدى الأكبر




■ كيف ترى العلاقات المصرية العراقية وهل يوجد تخوف من صعود التيارات الإسلامية؟
 
 
- العلاقات المصرية العراقية من أفضل علاقاتنا الخارجية وسبق للعمالة المصرية أن التحقت بمئات الآلاف فى العراق وكان الراتب المصرى أكثر من نظيره العراقي، فالمصرى لا يشعر بالغربة فى بغداد، ولا يوجد لدينا تخوف من صعود التيار الإسلامى للسلطة خاصة حينما تتوافر الأجواء الديمقراطية، فالشعب هو من يختار حكومته.
 
■ كيف تقرأ المشهد السياسى والأمنى فى العراق، وكيف يمكن الخروج من الأزمة السياسية؟
 
- ما يشهده المشهد السياسى هو أمر طبيعى فى عملية الانتقال الكبرى وبالرغم من المشاكل السياسية والأمنية إلا أننا تجاوزنا عنق الزجاجة وانتهت حقبة الخطر وبقيت تداعيات بسيطة جدا ويمكن تجاوزها والسيطرة عليها ولسنا قلقين منها.
 
وللخروج من الأزمة السياسية لا خيار لنا إلا بالحوار لبناء دولة ودستور يكفل حرية التعايش السياسى فيها، فمستقبل العراق زاهر لأنه غنى بإمكانياته البشرية وإرثه الثقافى والثروات الهائلة التى تستطيع أن تغطى حاجات العراق.
 
■ هل الصراع الطائفى سببه عدم الاستقرار السياسى بالعراق؟
 
- لا يوجد صراع طائفى فى العراق فنحن نتعايش منذ أكثر من 1400 عام ولم نميز بين السنى والشيعى فليس هناك نزاع طائفي، ولكن ربما هناك تغذية لخلق صراعات ونزاعات ولكنها لم تنجح، وهى ليست داخلية بل جاءت من أطراف أجنبية خارجية أرادت تحويل بغداد إلى "حوض للخلافات" ولكن العراق أسقط هذه النظرية ولم يكن هناك نزاع كما يروج البعض.
 
■ ماذا عن الفراغ الأمنى الذى نشأ نتيجة لجلاء القوات الأمريكية؟
 
- لا نعانى من فراغ أمنى بعد جلاء القوات الأمريكية فلدينا استعداد كامل لضبط "إيقاعات الوضع الأمني" بشكل تفصيلي، وهناك من يشعل بعض الخلافات بيننا كمكونات سياسية لإثارة المشاكل عن طريق التفجيرات، ولكن ذلك لا يعبر عن قوى حقيقية موجودة على الأرض، والأيام المقبلة ستكشف ذلك، فالوضع الأمنى العراقى تحت السيطرة.
 
■ هل هناك تواجد لتنظيم القاعدة بالعراق؟
 
- القاعدة دخلت العراق بثقلها ولكن شوكتها انكسرت أمام الوعى والإصرار العراقي، ولم يبق منها إلا عدد من المضللين والمغفلين الذين لا يشكلون خطراً على الدولة العراقية، فلن نسمح بنمو طفيل على دمائنا، وبالأيام القادمة سوف نقضى على القاعدة بالعراق نهائيا.
 
 
■ ما هى التحديات الداخلية والخارجية التى تواجه العراق؟
 
- التحديات الكبرى هو ما ورثناها من النظام البائد من خراب ودمار فالأرض المحروقة التى مارسها صدام لم يبقى منها شيء يمكن للدولة أن تؤسس عليه وبدأنا من الصفر ربما تحت الصفر ونحتاج إلى إعادة إعمار العراق وهو التحدى الكبير ونحتاج إلى حل المشكلات من بطالة وكهرباء وفقر ومشكلة الأمن.
أما التحديات الخارجية، فهناك من لا يروق له أن يستقر العراق، الذى يتمتع بموقع الصدارة والريادة بالعالم العربى لذلك هناك من احتل موقع العراق بعد سقوط النظام السابق ولا يريدون له أن يتعافى ليعود لمكانه الطبيعى لكنهم فشلوا وبدأوا ينسحبون من مواقعهم التى احتلوها، ونرى ذلك جليا ما أفرزته القمة العربية والحشد الهائل من القيادات العربية التى حضرت وشهدت بعينها كيف يستطيع العراق ان يتعافى ويستطيع ان يحل مشاكله وينطلق مرة ثانية بطلا وعملاقا.
 
■ كيف ترى الخلافات القائمة بين الحكومة وإقليم كردستان؟
 
- مشكلة كركوك هى مشكلة على مناطق متنازع عليها وحلها الاحتكام المدنى الذى ورد فى الدستور وعندها سنحل مشاكلنا أما الخلافات بيننا وبين إقليم كردستان لم تصل لذروتها وإنما هناك وجهات نظر مختلفة نتفق فى بعضها ونختلف فى بعضها لأن مرجعيتنا الأساسية هى الدستور العراقى الذى نلتزم به ومن يخالفه سنقف بوجهه.
 
■ ما رأيك فى التدخل الإيرانى فى الشئون الداخلية بالعراق؟
 
- لا يوجد من يستطيع أن يتدخل فى شئوننا فسياستنا قائمة على عدم التدخل فى شئون أحد وعدم السماح بذلك وهو المنهج العام لنا، إلا أن هناك من يريدون التشكيك بقدرة الحكومة وفى وطنيتها، فلا يوجد من يستطيع أن يهدد سيادة العراق واستقراره لا بتدخل إيرانى أو تركى أو أجنبى.. فالبلد الذى استطاع أن يخرج القوات الأمريكية بكل ثقلها وعددتها ، لن يسمح لأى دولة إقليمية أن تكون وريثة للأمريكان.
 
■ كيف يمكن حل البند السابع؟ وماذا عن ملف الصحوات واستهدافهم من قبل الجماعات المسلحة؟
 
- البند السابع فرض على العراق فى ظرف مختلف فلم نعد نشكل تهديداً للأمن بعد حل الجيش، ونحتاج إلى فترة طويلة لكى نعيد تسليح الجيش وبالتالى مبررات وجود "البند" انتهت، وإذا كان بيننا وبين الكويت مشكلة وهى العقدة المتبقية اعتقد ان العلاقات الثنائية والزيارات المتبادلة وحضور أمير الكويت لمؤتمر قمة بغداد كلها سوف تؤكد أن العراق والكويت جادون على حل مشاكلهما.
أما عن الصحوات واستهدافهم، فأعداء الصحوات لا يريدون أن تلتقى الحكومة بهم ولذلك استهدفوهم كما استهدفوا قوى الأمن العراقى أما عن ارتباطهم بالجيش العراق فلا وجود للجيش العراقى الحر.
 
■ كيف ترى قضية الهاشمى والتهم الموجهة إليه؟
 
- تمت إدانته ونحن نحترم القضاء العراقى ونلتزم بقراره.    
 
■ ما رأيك فى اقتراح المالكى بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة؟
 
- حينما يسعى الشركاء السياسيون للمالكى بسحب الثقة منه، ماذا نتوقع منه.. هل يصفق لهم؟..هو رد عليهم بحل مجلس النواب، ولكننى أرى أن المصالحة هى الحل الأمثل الذى يجب أن نسعى لطرحه عبر الحوار.
 
 
■ هل ترى زيارة وزير خارجية تركيا لمدينة كركوك تدخلا فى سيادة العراق؟
 
 
- أعتقد أن وزير خارجية تركيا طالب بتسفير الخلافات مع دول الجوار، وتركيا بينها وبين جيرانها مشكلات جغرافية سواء مع سوريا والعراق وقبرص وأرمينا،ونرى أن يعيد وزير خارجية تركيا النظر فى حسابات العودة للخلافة العثمانية، فلدينا علاقات طيبة ومصالح مشتركة وأى تعكير لهذا الصفو ليس فى صالح تركيا والعراق ونتمنى أن يعود لكلامه السابق عن تسفير الخلافات وإنهائها وليس تضخيمها.
 
■ هل لديكم مخاوف من انتقال الأزمة السورية إلى العراق؟
 
- ليس بيننا وبين سوريا حدود جغرافية بل عشائرية فأى حدث فى العراق يؤثر على سوريا مع ملاحظة أن سوريا كانت ممراً للإرهابيين وهى التى خلقت أزمة فى العراق فى عام 2004، والعراق ينظر بقلق إزاء ما يحدث فى سوريا نحن مع إرادة الشعب السورى ومع رغباته وطموحاته لأنه سيد الموقف فلابد من تشكيل حكومة وطنية، أما عن تزويد المعارضة بالسلاح فقد أعطى مبررا للنظام السورى أن يزيد من مجازره، فلو انتهجت النهج السلمى لأحرجت النظام أكثر..نحن نريد لسوريا أن تعيش مستقرة وما يحدث فيها يسبب أزمة كبرى للمنطقة فلابد من تطويقها عن طريق حوار هادئ بين الحكومة والمعارضة.
 
■ ماذا عن انحياز العراق لإيران، هل سيصعب مساندة الأزمة السورية؟
 
- لماذا سننحاز لإيران؟ لقد اختلفنا معهم كثيراً، بالفعل نحن لسنا مع النظام السورى ولكننا نرفض الفوضى وسفك الدماء وأطالب باللجوء للغة الحوار السلمى بين الرئيس السورى بشار الأسد والمعارضة.