السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيد حجاب: الحضارات تسقط السيئ من تاريخها وتحتفظ بالجيد




«محسوبكم العبد لله شاعرعلى باب الله، مساء الخير والحق والجمال، ما أجمل أن نلتقى فى حضن هذا الوطن الذى نحلم إن يكون حراً مستقلاً مستقراً مستنيراً».. بهذه الكلمات افتتح شاعر العامية سيد حجاب أمسية شعرية وغنائية أقيمت بقاعة «أبجدية» بطلعت حرب.
 
 
بدأ حجاب فى تعريف نفسه قائلا: أنا شاعر من الستينيات تلك الفترة التى تعتبر لقاء المبدعين الذين عاش إبداعهم إلى الآن وسيستمر، لأنه إبداع حقيقى نابع من ثقافة وفكر وصدق، أثناء فترة الشباب كنت متمردا على أشياء كثيرة، مثل باقى أبناء جيلى الذين كانوا حائرين بين أفكار الرأسمالية التى تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، والعدالة الاجتماعية التى تنادى بها الاشتراكية.
 
وأكمل حجاب: أنا ابن رجل بسيط تلقى تعليمه بالأزهر، والدى عاشق للثقافة وصاحب مكتبة بها كتب تراثية فى كل الفروع، من مواليد مدينة المطرية بالدقهلية على بحيرة المنزلة تعلمت من صياديها الشعر، وكان من أجلهم ديوانى الأول «صياد وجنية»، كتبت أول قصيدة عن الشهيد «نبيل منصور» وقال لى عنها شحاتة سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط بالمدرسة: ياحجاب اكتب عن مشاعر الناس ستجد لديهم الكثير، ولا تقصر شعرك على مشاعرك أنت، بص حواليك هتلاقى الصيادين 30 ألف صياد، عندك بقى 30 ألف قصيدة»، وكتبت فى بداياتى بالفصحى ثم بالعامية ممزوجة بالفصحى، واعتبرتها كلها أدوات فى أدوات توصيل الرؤية.
 
 
وعن أول لقاء جمعه بالابنودى وصلاح جاهين قال: جئت إلى القاهرة عطشان لمقابلة صلاح جاهين، فبدأت أحضر كل الندوات الثقافية مثل صالون نجيب محفوظ، وأتذكر أننى رأيت يوما بيرم التونسى فى أحد مقاهى باب اللوق، وعندما هممت بالاقتراب منه لأعرفه بنفسى وجدته يتشاجر مع القهوجى فخفت ولم أتقدم إليه.
 
 
ثم تقابلت فى إحدى الندوات مع شاب أسمر صعيدى مجند، أصبح بعد ذلك الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، ثم جاء لقاء القمة مع صلاح جاهين وتم فى بيت الملحن سليمان جميل، وهو شقيق الفنانة فايدة كامل، وطلب منى أن أقول شعراً فأسمعته ثلاث قصائد، وانتظرت أى رد فعل إلى أن نطق صلاح جاهين قائلا لفؤاد قاعود: «عمار يا مصر احنا بقينا ثلاثة يا فؤاد».
ثم عاد حجاب لذكريات أول قصيدة تنشر له فى مجلة «صباح الخير» قدمنى الشاعر فؤاد قاعود وقال « قد نعشق من أول نظرة وهذا الشاعر عشقته من الشطر الأول فى القصيدة انه سيد حجاب» . وفى احد المواقف طلب منى تغيير كلمة فى القصيدة، ولكن لم أغير كلمة احترم الجميع عنادى واحترامى لقصائدى.
 
 
وعن الصراع بين الأصالة والمعاصرة قال حجاب: النقاش فى هذه القضية كان من منطلق تلفيقى توفيقي، بمعنى ماذا نأخذ من الأصالة وماذا نضيف من المعاصرة؟ وهذا نقاش بلا منهجية.
وعن سبب عدم نشره قصائده فى كتب والاتجاه إلى الأعمال الدرامية والغنائية قال: أزعجنى ألا يصل شعرى للفقراء الأميين، وأولهم طبعا الصيادين الذين كتب لهم أول ديوان، فقررت أن أتواصل معهم سماعياً، حيث الأغنية والمسلسل والإذاعة، وأنا اليوم بصدد إصدار أعمالى مطبوعة فى مجموعة كاملة قريباً.
 
 
وعن رأيه فى الوضع الحالى للمثقف فى مصر قال: عار علينا أن تصل نسبة الأمية لدينا إلى 40%، وأضاف: ما حدث فى مصر ثورة مالهاش زى، وأكبر من الثورة الصينية، أنا متفائل وأرى أننا مقبلون على عالم جديد وإبداع جديد سوف يسقط الفنون والثقافات السيئة من تاريخه ويحتفظ فقط بالجيد.