الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المرأة «وقود» الإعلانات.. وبهارات الترويج لأى سلعة

المرأة «وقود» الإعلانات.. وبهارات الترويج لأى سلعة
المرأة «وقود» الإعلانات.. وبهارات الترويج لأى سلعة




كتبت - هاجر كمال


تقدم الإعلانات المصرية التى تظهر على القنوات المختلفة صورة نمطية وتقليدية وذلك على الرغم من التطور التقنى الذى وصلنا له خلال السنوات الأخيرة إلا أن القائمين على الإعلانات مازلوا يحرصون على تقديم المرأة فى صورة الموديل وهى صورة لا تعكس الجانب الحقيقى والواقعى لمشاكل المرأة وطموحاتها الحقيقية، أما الرجل فيظهر بصورة الاقتصادى الناجح مالك الشركات والمؤسسات الاستثمارية صاحب الشخصية القيادية والقادر على إدارة المال والأعمال، وتعتبر المرأة المصرية هى أكثر من استغلت فى الترويج الإعلانى وإعلانات التسويق خلال السنوات الاخيرة، ولا يمكن أن يستمر الإعلان فى استخدامه للمرأة على أنها سلعة تنتهى بانتهاء الاعلان وذلك لأن اللغة التى تستخدم فى الإعلان تبقى حية فى الأذهان لفترة طويلة.
فى البداية تقول دعاء صالح، طالبة بكلية الإعلام، مفهوم المرأة فى الإعلانات ينحصر على صورة واحدة لا تتغير ولا تواكب العصر التكنولوجى الذى وصلنا له، فدائما تجدها تسعى للبحث عن متطلبات الحياة الأساسية والمنتجات الاستهلاكية، بينما تجد إعلانات السيارات أو الأجهزة التكنولوجية لا تستعين بالمرأة ولكن تعتمد بشكل كلى على الرجل، لافتة إلى أن إعلانات المرأة تتلخص فى الشكل الخارجى لها والبحث عن أدوات التجميل أو السلع الغذائية فقط ولكن لو نظرنا فى الواقع فالمرأة لها دور واحتياجات أخرى مثلها مثل الرجل ولهذا يجب أن ينظر القائمون على صناعة الإعلانات نظرة مختلفة وجديدة لصورة المرأة التى يقدمونها.
وأضافت أنه يجب ألا ننسى أن دور المرأة فى الإعلانات بدأ فى فترة الحرب العالمية الأولى والثانية وكانت الصورة التى اعتبرت نمطية فى هذه الوقت هى صورة المرأة ربة البيت بامتياز، فكل الإعلانات التى تستغل صورة المرأة كانت لمساحيق الغسيل والطبخ واستعمال أولى الأجهزة الكهربائية ولكن ثبت مفهوم ظهور المرأة خلال الاعلانات عند هذة الفترة ولم يطور حتى الوقت الحالى وظلت هذه الإعلانات مرتبطة بالمرأة المصرية والعربية أيضا إلى يومنا هذا.
وتضيف منى مدحت، موظفة، دائما ترتبط المرأة فى الإعلانات المنتشرة حاليا بصورة المرأة الجميلة التى تبحث عن أدوات تزيد من جمالها وتهتم بشخصيتها القوية وملابسها الأنيقة، ويقوم صناع الإعلانات باستغلال صورتها للترويج لأكبر الماركات سواء من العطور أو منتجات العناية بالشعر والجسم وتسير معظم الإعلانات على هذه الوتيرة، ولكن توجد إعلانات أخرى لابد أن تشارك بها المرأة وتظهر فى صورة صانع القرار الذى يشارك فى قرارات الأسرة لأن الثبات على صورة واحدة  للمرأة خلال الإعلانات ينقل صورة ذهنية خاطئة لدى الأجيال القادمة بأن هذا هو الإطار الذى لابد أن تلتزم به المرأة.
فيما أكدت الدكتورة هبه السيد، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، أن استغلال المرأة فى الإعلانات وحصرها فى دور ثانٍ بعد الرجل غير مقبولًا ولابد من تحسين صورة المرأة خلال الفترة المقبلة عن طريق ظهورها فى جميع أنواع الإعلانات وعدم حصرها على مضامين بعينها دون الأخرى.
وأضافت أن القائمين على الإعلانات لا يجدون من يتصدى لهم ومعارضتهم ولهذا فإنهم يستمرون فى تقديم نفس مضمون الإعلانات النمطى الذى يجعل المرأة سلعة ويقوم باستغلالها، كما يجب على المرأة نفسها أن تعترض على  صورتها فى الإعلانات وتقديم أنواع مختلفة من المضامين الإعلامية حتى لا تؤثر على المرأة فى المستقبل وعلى الصورة الذهنية لها.