الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سلامـًا عليك مالًا سياسيـًا!

سلامـًا عليك مالًا سياسيـًا!
سلامـًا عليك مالًا سياسيـًا!




وليد طوغان يكتب

صحيح هناك ملاحظات على الفائزين بعضوية النواب فى المرحلة الأولى، وملاحظات أكثر متوقعة على الفائزين بالمرحلة الثانية.
مؤكد هناك كلام فى محله فى بعض المتصدرين للقوائم، وفى بعض المستقلين. لكن لو عادت نغمة «الثورة اتسرقت.. والوطنى عاد.. ورموز الثورة تم تهميشهم»، فالنتيجة ليست خطيرة على الواقع السياسى فقط، إنما أشد خطورة على «ساسة يناير» نفسهم.
السؤال الذى يصح طرحه: هل الانتخابات نزيهة أم لا؟ لو كانت الاجابة: «نعم نزيهة» تعالى نتكلم.
بعضهم يرى أنها كانت نزيهة، لكن الشباب «قاطع» ضيقا من ترشح وجوه قديمة.
حقهم.. لكن هناك فى المقابل من يرى إن المقاطعة ليست حلا، ولو ان قدرة المقاطعين فعالة، وجبارة، ونافذة، فالأولى كان حشدهم للتصويت، لتغيير النتائج وقطع الطريق على من يرونهم وجوها قديمة.
هى إذن فرضية ليست فى صف من قاطعوا، ولا من استهانوا، لو سلمنا بقدرتهم، أو قوتهم، أو كتلتهم.
ثانيا: لو الانتخابات، نزيهة، بينما عادت وجوها قديمة.. فالمعنى ان هذه الوجوه، هى ترجمة لارادة الناخب فى الوقت الحالى يعنى الناخب اراد عبد الرحيم على، وتجاهل عمرو الشوبكى الناخب صّوت لأحمد مرتضى منصور وتجاهل عمرو الشوبكى ايضا.
الناخب لا يريد عمرو الشوبكى. او عمرو الشوبكى نفسه لم يستطع الوصول إلى الناخب الأزمة عند عمرو الشوبكى إذن. المشكلة فى صفوفه.. الأسئلة مفترض أن تبدأ من عنده. ليس على الشوبكى أن يسأل: كيف للناخب ان يتجاهله وهو واحد من «رموز يناير»؟
السؤال الأصح هو: ما الذى جعل الناخب يتجاهل الشوبكى وهو واحد ممن يصدرون أنفسهم على انهم «ثمرة يناير»؟
مقابلة نتائج المرحلة الأولى بـ«ضغينة»، ووساوس قهرية، وإحساس بالاضطهاد، واوهام دعم الرئاسة لمرشحين بعينهم، ليس لها تفسير إلا انها ارتباك فى التفكير.. واضطراب فى محتوى المنطق.
بعضهم يقولون: «مال سياسى» هم أحرار.. لكن فى المقابل، هناك أحرار أيضا فى إن يردوا بأن «المال السياسى» فى المرحلة الأولى كان على عينك يا تاجر. الكل أنفق مما يحب من مال سياسى وزيادة. الكل صرف.. والكل بعزق.
مصطلح «المال السياسى» غريب ودخيل، وليس له محل من الاعراب. التمويل ظاهرة انتخابية فى الدول الديمقراطية يجمعون مصاريف الحملات الانتخابية الرئاسية بالملايين.. وقبل التصويت بسنوات. الانتخابات فى أكثر الدول الديمقراطية «موسم» لشركات الدعاية، ومكاتب تنظيم المؤتمرات. سرادقات الانتخابات على الطريقة الأمريكية مثلا، ومصاريف حشد الناخبين هناك بملايين الدولارات. هيلارى كلينتون، المرشحة للرئاسة الأمريكية صرفت على حملتها حتى الآن أكثر من 78 مليون دولار لو فازت كلينتون، لن يقبل المواطن الأمريكى الحديث عن استخدام حملتها للمال السياسى!
المال السياسى ليست نقيصة انتخابية، بدليل ان هناك من أنفق ببذخ مال سياسى، على مال غير سياسى، على مال مشكوك فى مصدره.. ولم يشم رائحة الفوز ايضا. بدليل ان تحالفات كثيرة تراجعت، أسُست بمال سياسى. لو كانت فازت كان المال السياسى حلال.. اما وانها سقطت من الدور العشرين، فهى تتكلم الآن عن المال السياسى.
 سلاما عليك مالا سياسيا.