الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سارة حجازى تعرى عوالم النساء فى «ازدواج»

سارة حجازى تعرى عوالم النساء فى «ازدواج»
سارة حجازى تعرى عوالم النساء فى «ازدواج»




كتب - أحمد الرومى

تعد رواية «ازدواج» للكاتبة سارة حجازى، تجسيدًا لمعاناة الفتاة العربية داخل المجتمعات المنغلقة، التى تكثر فيها العلل النفسية وتعمر بالنواقص الانسانية، ولا يجد أصحاب النفوس والقلوب المرهفة من يرحمهم، بل تندثر كل هذه الأفعال فى معاملات مكسوة بالابتسامات اللطيفة، والأحضان الطويلة، فى مشهد يعبر عن اختمار الازدواج فى النفوس، ذلك ما عملت «حجازى» على تعريته فى أولى رواياتها، من خلال بطلتها «هَنا» التى تتلقى صدمات متتالية من صديقاتها المقربات، اللائى كانت تربطها بهن عواطف، وتعلق عقلى ونفسى قد يرتقى إلى الحب المرضى.
«عندما كان قلبى يطير من السعادة، كان عقلى يبحث عن المتاعب، عما وراء ذلك، فيرفض التصديق على وجود بشر أشبه بالملائكة، يحبون ويعطون دون أغراض أو أهداف...»
فى خضم عثراتها، حاولت «هَنا» بطلة الرواية، بهذه الكلمات، أن تستعيد توازنها فى علاقاتها بمن حولها من مقربات، ساعية إلى الخروج من منطقة الريبة الرمادية التى سقطت فيها، وتقف حائلا بينها وبين الوثب فى عمق الحياة بكل تحرر وتجرد لتهزم خوفها من الخيانة والموت.
اعتمدت «حجازى» فى روايتها على السرد البسيط، مستندة إلى لغة سهلة، متماسكة، فلونت خطاب الراوى باللغة العربية الفصحى فى حين اختارت اللهجة العامية لتكون صيغة الحوار، فإن كنت من هواة البهرجة فى الكتابة فلن تجد مرادك، لكنك ستخرج من الرواية مدهوشا، بعد أن تخيب كل محاولاتك فى توقع أو تخمين سير الأحداث.
فـ«ازدواج» تكاد تكون رواية نسائية صرف، خالية من الرجال تقريبا، ربما يظهر فى الرواية ثلاث شخصيات، على استحياء، اثنان منهم حبها القديم، يطلون فى حوارات مستدعاة من ذاكرة البطلة، أدوارهم ثانوية، يخدم تواجدهم على علاقة «هنا» بنسائها إن صح القول، غير ذلك، تدور أحداث الرواية حول حياة البطلة وصديقاتها، اللائى تسببن لها فى كثير من المعاناة والألم، بدوافع مختلفة لا تبرير لها، صابة اهتمامها فى ثنايا الرواية، على مساحات الغموض التى تكمن فى علاقة النساء ببعضهن.
تمتلك «حجازى» القدرة على أن تفاجئك بالاحداث، أن تبقيك مشدودا طوال الرواية، سعيا لمعرفة إلى أين ستتطور الأمور.
المفاجأة والتشويق، سمتان غطتا على عيب تنسيقى فى الرواية يتلخص فى عدم تقسيمها إلى أجزاء، أو فصول. ليجد القارئ نفسه يتلقى الرواية (الواقعة فى 114 صفحة من القطع المتوسط) دفعة واحدة دون أن يجد محطات يستطيع أن يرسوا عليها ليلتقط أنفاسه.
لم تكن رواية «ازدواج» الصادرة عن دار «ن للنشر والتوزيع» أولى إصدارات سارة حجازى، فسبق لها أن أصدرت مجموعة قصصية بعنوان «برة الدايرة»، وتستعد حاليا لإصدار روايتها الثانية «نساء كسر» خلال الشهور المقبلة.