الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استنفار أوروبى لملاحقة منفذى تفجيرات باريس

استنفار أوروبى لملاحقة منفذى تفجيرات باريس
استنفار أوروبى لملاحقة منفذى تفجيرات باريس




ترجمة ـ داليا طه – وسام النحراوى – وكالات الأنباء

أعلنت الشرطة الفرنسية أنها اعتقلت والد وشقيق أحد الانتحاريين الذين هاجموا قاعة «باتاكلان» للموسيقى فى باريس إلا أنها عادت وأكدت أن مجموع أقارب الانتحارى المعتقلين بلغ ستة فى المجموع.
فيما صرحت الشرطة بأن أحد المهاجمين فرنسى تحتفظ السلطات بتحريات عنه تشير إلى أنه متشدد إسلامى محتمل، بينما تستمر السلطات فى إجراء عمليات تفتيش فى منازل أقارب المهاجمين فى منطقة «أوبى» فى شمال شرق البلاد وفى إيسن جنوبى باريس.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الهجمات تعد الأسوأ أوروبيا منذ تفجيرات قطارات مدريد فى 2004 التى قتل فيها 191 شخصا.
من جانبها، ألقت السلطات الأمنية فى بلجيكا القبض على عدد كبير من الأشخاص بعد «هجمات باريس» وذلك عقب الانباء الواردة عن استخدام المهاجمين  الإرهابيين سيارة تحمل لوحة ترخيص بلجيكية.
وأعلن وزير العدل البلجيكى كون جينز للتليفزيون العام أن الاعتقال تم فى إطار عملية واسعة للشرطة فى ضاحية مولنبيك بمنطقة بروكسل على صلة باعتداءات فرنسا.
فى السياق نفسه، كشف المدعى العام الفرنسي، فرنسوا مولين، هوية أحد الانتحاريين مشيرا إلى أنه مواطن فرنسى يدعى عمر إسماعيل مصطفى،29 عاما، ومولود بأحد ضواحى باريس، من أصول جزائرية ولديه شقيقتان وشقيقان يملك أحدهما مقهى للشيشة فى مدينة شارتر.
وأشار إلى أن إصبع مقطوعة وجدها المحققون فى مسرح الهجمات، ساهمت فى كشف هوية أحد الانتحاريين «غير الملثمين».
أما المفاجأة هى أن عمر كان معروفاً من قبل الأجهزة الأمنية وأن اسمه متداولا لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية منذ العام 2010، حيث نظمت باسمه ملفاً لاسيما بعد ميله نحو التشدد والتطرف، خاصة عقب سفره بضعة أشهر إلى سوريا عبر تركيا.
على صعيد متصل، خلفت اعتداءات باريس الدامية عددا من الضحايا الأجانب يحملون عشرين جنسية مختلفة، من بينهم ثلاثة بلجيكيين وثلاثة تشيليين وبرتغاليان ورومانيان وتونسيتان وجزائريان ومغربى وبريطانى وإسبانى وأمريكية-مكسيكية وإسبانية-مكسيكية، فيما رجحت الخارجية السويدية أن يكون بين القتلى مواطن سويدى ولكنها لم تتأكد من ذلك حتى الآن.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس: إن فرنسا فى «حالة حرب» و«ستضرب عدوها» حتى تدمره فى أوروبا وسوريا والعراق، مضيفا: إن الرد الفرنسى سيكون بالمستوى نفسه.
دوليا، أكد سياسيون روس أن هجمات باريس أكدت ضرورة إنهاء الغرب والكرملين خلافاتهما وتوحيد الصف للقضاء على تنظيم داعش فى سوريا وهى استراتيجية تحث عليها موسكو منذ أشهر دون جدوى.
أما بريطانيا، فقد عقدت اجتماع أزمة حكومى برئاسة وزيرة الداخلية تيريزا ماى لتقييم رد بريطانيا بعد الهجمات التى وقعت فى باريس بمشاركة لجنة الطوارئ بمجلس الوزراء.
وكان رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قد رأس اجتماعًا مبدئيًا للجنة الطوارئ لبحث الهجمات فى وقت سابق وقال بعد الاجتماع إن بريطانيا ستلتزم بمستوى التأهب الحالى لمواجهة التهديدات.
أما الصحف العالمية، فقد أدانت بشدة التفجيرات الإرهابية بداية بمجلة «فورين آفيرز» الأمريكية التى أكدت أن الهجمات الارهابية التى تعرضت لها باريس ليست علامة على وجود تهديد إرهابى متزايد على الاراضى الفرنسية فحسب، بل تكشف عن الفشل المنهجى لمؤسسات مكافحة الإرهاب لحماية باريس حيث فشلت جميع الأجهزة فى تحديد حجم الهجوم وأهدافه وارتفاع عدد القتلى مؤشرا على ضخامة هذا الفشل.
وتوقعت المجلة الأمريكية إقالة رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس وحكومته ومحاسبتهم مع جميع المقصرين فى الداخل وإجراء تحقيقات حول فشل الشرطة فى تعقب الجناة وإقالة جميع المسئولين عن وقوع الحادث خلال الأسابيع القادمة.
وتخوفت «فورين افيرز» من توابع هذا الهجوم المتمثلة فى كراهية الأجانب للمسلمين والعرب، مشيرة إلى أنه من الخطأ معاقبة جميع العرب حيث إنه فى حقبة من الزمن كان هناك فرنسيون فوضويون تبنوا فترات من العنف.
أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فقد اعتبرت أن هجوم باريس هو أول هجوم منسق ومنظم لـ«داعش» خارج منطقة الشرق اﻷوسط، حيث يستعرض التنظيم قدرته على التكتيكات اﻹرهابية العالمية لتحقيق الشرعية والرد على الأعداء.
فيما حثت صحيفة «اتلانتك» الأمريكية الرئيس باراك أوباما على الوقوف بجانب فرنسا مثلما فعلت هى قبل 14 عامًا أثناء أحداث 11 سبتمبر، مشيرة إلى أن باريس كانت صديقة جيدة لواشنطن ويجب على اﻷمريكيين حاليا رد الجميل.
وحذرت الصحيفة فرنسا بشكل مباشر من القرارات الخاطئة المتهورة، ليس تشجيعًا أو موافقة على الهجمات التى تعرضت لها، ولكنها محاولة لتجنب السقوط فى نفس أخطاء أمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر.
وحددت الصحيفة أوجه المساعدة اﻷمريكية لفرنسا، فى تبادل المعلومات، وشن الهجمات على اﻹرهاب، بجانب تحذير قادة باريس من اتخاذ قرارات متهورة يمكن أن تؤدى إلى صدمة فى العالم، وتجنب اﻷخطاء التى وقعت فيها واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر.