الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قناة إسرائيلية: «جيتو إسلامى» فى أوروبا ملىء بالتطرف والمخدرات والعنف




تسعى إسرائيل بشكل دائم لإحداث الوقيعة والفتنة بين الدول العربية أو بصفة خاصة المسلمين وبين الدول الأوروبية، عن طريق إلصاق كافة التهم والأحداث الإرهابية التى تحدث بأوروبا بالمسلمين المهاجرين هناك وهذا ما أكدته إحدى الصحف الإسبانية «إن بى سى» باتهامها بأنها من تقف وراء الفيلم الأمريكى المسىء للرسول «صلى الله عليه وسلم» لإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر بصفة خاصة وجميع دول العالم.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن أقباط المهجر بأوروبا وأمريكا شاركوا فى إنتاج الفيلم بمساعدات مالية تم جمعها من 100 يهودى بل إن مخرج الفيلم إسرائيلى أمريكى يدعى «نيكولا باسيلى».
 
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل أرادت توجيه رسالة إلى العالم الإسلامى وليس الأوروبى لاستفزازه وإشعال الغضب فيه ضد الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق دبلجته باللغة العربية.
 
مستغلة فى ذلك فوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية، وهو ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين التى يعتبرها أقباط المهجر جماعة إرهابية تسعى للقضاء على المسيحيين، مما يزيد من حدة الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين وإرسال صورة سيئة عن المصريين المسلمين لأوروبا.
 
وفى السياق ذاته حملت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مسئولية الفيلم المسىء للرسول فى تقرير لها تحت عنوان «الدم على يد إسرائيل» وكشفت الصحيفة النقاب عن أن إسرائيل وأمريكا الداعمان الرئيسيان لإنتاج هذا الفيلم، وأن الدم يلوث يدهما معًا معتبرة أن الفيلم سيقود العالم إلى كراهية إسرائيل بالرغم من محاولاتها تبرئة نفسها من المسئولين لكون المخرج إسرائيليًا، مشددة على أن كل دم أريق فى أعقاب الفيلم الذى سخر من النبى محمد فإن يد إسرائيل ملوثة به.
 
ولم تكتف الصحيفة بذلك بل أنها استرجعت حادثة الرسوم الكاريكاتيرية للنبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، أو التى انتشرت عقب عرض الفيلم وأكدت تورط الإدارة الإسرائيلية فى ذلك كمحاولة لإشعال غضب المسلمين، وهو ما جاء برد فعل عكسى حيث شن المسئولون الغربيون هجومًا لاذعا ضد صناع الفيلم المسىء للنبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
 
وفى الوقت نفسه أعدت القناة العاشرة الإسرائيلية تقريرًا يهدف لبث روح الكراهية ضد الإسلام ولإظهار العرب والمسلمين بأنهم انعزاليون ومجرمون وربط التقرير بين انتشار المخدرات والسلاح والجرائم بأوروبا وتجمعات المسلمين هناك، معتبرا لجوئهم لذلك حل لضائقتهم المالية هناك.
 
كما أنهم خلقوا «الجيتو الإسلامى» بأوروبا والذى يقود ظاهرة التعصب الدينى والجريمة بالدول الأوروبية.
 
 

 
بدأت المغامرة الصحفية عندما قرر "تسيفى يحزيقالى" الإسرائيلى اختراق التجمعات الإسلامية فى أوروبا، "يحزيقالى" محرر القناة العاشرة الإسرائيلية للشئون العربية والشرق أوسطية والذى يتحدث اللغة العربية بطلاقه ادعى أنه عربى مسلم حتى يمكنه هذا من الاندماج وسط المسلمين.
 
قرار التجربة لم يكن سهلا، لكن الأصعب منه هو القيام بها سافر "يحزيقالى" برفقة مصور لأوروبا لتقديم حلقة عن المسلمين فى أوروبا، فى بداية الأمر قال إنها محاولة لعرض ظروفهم بصورة أكثر قربا، لكن مع الوقت يظهر العرب والمسلمون بشكل أقرب للجريمة والانعزالية التامة عن باقى السكان فى الدول التى يعيشون بها، فقط ربط التقرير المصور بين الجرائم والمخدرات والسلاح وبين التجمعات الإسلامية المتواجدة فى تلك البلدان، ورأى أن أوروبا قد تحولت خلال العقود الأخيرة للمكان المفضل للملايين من المسلمين،لاجئين ومهاجرين بحثا عن العمل، الذين اندمجوا وسط الشعب الأوروبى، ربما نجحوا فى حل ضائقتهم المالية، لكنهم فى نفس الوقت خلقوا فى داخل أوروبا ما اسماه "الجيتو الإسلامى" من التعصب الدينى والجريمة والانعزالية.
 
استعد المحرر الإسرائيلى لرحلته، ترك لحيته دون حلاقة على أمل أن تساعده فى إقناع المسلمين بالشبه - حتى ولو فى العادات – بالإضافة إلى لكنته الشامية العربية، أحضر معه شالاً فلسطينياً وآخر أردنياً، وقال إنه لم يقدم على تلك الخطوة بسبب الخوف ولكنه يقول: "تعالوا لا نخشى المسلمين فى أوروبا، تعالوا لنرى قصتهم".
 

 
بدأ التقرير المصور الذى أذيع على شاشة و القناة العاشرة من التليفزيون الإسرائيلى بعنوان " الله.. إسلام " بمشاهد أليمة من المظاهرات التى اجتاحت فرنسا عام 2005 وعرفت باسم "انتفاضة المهاجرين"، وظهر خلال العرض مظاهر استخدام العنف من المهاجرين –ومن بينهم العرب والمسلمين- تجاه الشرطة الفرنسية، بالرغم من أن الشرطة هى من بدأت بالعنف مع المهاجرين، حيث أظهرت لقطات شباب يحرقون سيارات الشرطة ويلقون الحجارة على الدوريات ويغلقون الشوارع بالإطارات المحروقة وصناديق القمامة المشتعلة، وعرض تصويراً قديم لأحد الإسلاميين وهو يؤكد على عدم التخلى عن نصرة الإسلام قائلا: "لا نتوقف هذا أبدا، حتى ولو تم حبسنا فسنواصل الدفاع عن الإسلام "، وقال آخر عن الشرطة الفرنسية: "أننا سوف ندهس هؤلاء الشرطيين أبناء العاهرات"، كانت تلك المقدمة التى استهلت بها القناة العاشرة الإسرائيلية حلقتها المميزة للغاية.
 
"السويد"، كانت أولى محطات للطاقم الإسرائيلى فى حلقته التليفزيونية، وبالتحديد مدينة "مالمو"، وبدا أول منظر بها يحدث "يحزيقالى" رفاقه من السهو بعدم التحدث باللغة العربية لإقناع الأوساط الإسلامية بأنهم عرب مسلمون، تحدث مع أحد الباعة المسلمين الذى يبيع الخضار فى سوق المدينة، وأكد له أنه زار كافة المدن الأوروبية لكنه يفضل السويد، "مالمو" تلك المدينة السويدية تحولت فى العقد الأخير لمدينة اللاجئين، والآن أصبح واحد بين خمسة مسلم، ويرى "يحزيقالى" أن وصول المسلمين لخمس سكان تلك المدينة قد يؤدى لتغير طابعها من أقصى لأقصى.
 
لم يجد صعوبة فى الولوج لإحدى المدارس المتواجدة فى قلب المدينة، والتى اعتبرها النموذج الجيد لإحداث تغيير كبير، تحدث فى البداية مع السكان، وقالت له إحداهن: "منذ عشر سنوات لم يكن هناك العديد من المهاجرين فى السويد، ولكن فى الأعوام الثلاثة الأخيرة جاء العديد من المسلمين للمدينة للدراسة فى تلك المدرسة، حتى أصبح عددهم فى تلك المدرسة يزيد على النصف بنسبة 60%، وربما يزيد أيضا على هذا"،
ومن المشاهد التى بثتها القناة العاشرة خلال الحلقة، حديث بين معلمة فى المدراس وأحد الطلاب المسلمين، وهو شاب فى اوائل العشرينيات، حيث تطالبه بالدخول لحضور المحاضرة إلا أنه يأبى ويقول أن هذا الأمر ليس من شأنها، ربما يترك هذا المشهد انطباعا سلبيا عن المسلمين والعرب لدى الغرب – وإسرائيل خاصة – تجاه المسلمين والعرب ومدى التزامهم، والاستهتار الذى يحيون به.
 

 
ظهر "يحزيقالى" يقف بين عدد من الطلاب المسلمين بينهم فتيات محجبات ويبدأ بالحديث معهم حول أصولهم وحياتهم فى تلك المدينة، قالت إحداهن إنها فلسطينية من حيفا، تم تهجيرهم إلى لبنان ومكثوا فى "شتيلا" ثم هاجروا إلى السويد، وتحدث معهم باللغة العربية باللهجة الشامية، وأخرى قالت "دائما أقول أننى فلسطينية مسلمة" عندها سألها إن كانت تمتلك بطاقة هوية سويدية أجابت: "نعم ولكننى لا أعترف بها".
 
سأل مجموعة من الشباب: "اخبرونى، فى منازلكم وأحيائكم هل تعيشون معا مثل القبائل والعشائر؟ " رد عليه أحد الطلاب: "فى الحارة كلنا عرب"، وسأله عن اسم هذا الحى الذى يقطنه العرب أجابه أنه حى يدعى بـ"روزن جارد"، حى عربى بالكامل فى السويد ولا تجد فيه أى سويدى، يتحدث أهله فقط باللغة العربية.
 
ثم تأتى لقطة سريعة يظهر فيها "يحزيقالى" يقف مع فتاتين،وتم إخفاء معالم وجههما، وهو يقول لهن: "من الأفضل ألا نظهر هنا هويتنا الإسلامية "،وهو ما يزيد من الانعزالية.
 

 
يستمع "يحزيقالى" للطلاب وهم يحكون عن الحياة فى هذا الحى العربى "روزن جارد" الذى يقطنه بالكامل المهاجرون العرب والمسلمون، حيث لا يسمح بالدخول لهذا الحى للغرباء بدون مرافق من سكان الحى، ويتواصل مع أحد الطلاب من ساكنى الحى ويقنعه باصطحابه معه، لكنه يجد الطلاب فى بداية الأمر يتصل بوالده ليستأذنه، ويتركوا يومهم الدراسى – ويظهرهم بالمظهر غير الملتزم خلقيا، حيث يغادرون قبل انتهاء اليوم الدراسى.
 
وفى الطريق يتحاور مع الشباب الذى رافقهم ويدعى "أنور السياف"،عراقى الأصل، ويقول له: "عندما يسألك شخص من أين أنت وتجيبه من "روزن جارد" يخاف منك، حيث تعرف المنطقة بالأشقياء"، وأضاف "عندما تسير مع أحدهم فى هذا الحى تضع يدك على قلبك من الخوف فلا تشعر بالأمان فقد يتسبب رفقيك فى حدوث مشاكل لك".
 

 
وأضاف قائلا: "فى مرة يأتى فيها العرب لهذا المكان يخربوه، يجلسون ليلا على الطرقات يدخنون النرجيلة ويلقون بالقمامة فى الشوارع . وأثناء السير يطلب أحد المارة فى الحى وقف التصوير، وعندما سأل "يحزيقالى" أنور عن السبب اجابه أنه أحد المطلوبين من الشرطة، أسهب "أنور" بأنه إذا دخل غريب فى "روزن جارد" لا ينظر فى عين أحد، وإذا فعل فيسألونه: " ف إيش عم تتطلع؟ "، ساردا له حادثة قريبة عندما أمسكوا غريباً فى المنطقة قاموا بقطع أذنيه وقاموا بتحطيم سيارته حتى لا يعود للحى ثانية.
 
رافق "يحزيقالى" أنور لأحد المولات التجارية، والتى يظهر فيها مسلمات يرتدين الحجاب، وتنتشر فيه المحلات العربية . والتقى أحد العرب وتحدث معه حول المشاكل التى يعانونها فقال له إن لديه مشكلة مع السلطات السويدية فى منح الجنسية لابنه، فبالرغم من أنه حصل على الجنسية السويدية ويسكن فيها من أكثر من خمسة أعوام إلا أن السلطات تأبى هذا، وبدون سبب . وقال له "يحزيقالى" أنه عراقى، مشيرا إلى انه منذ حرب العراق فى 2003 نال حوالى 200 ألف عراقى حق اللجوء للسويد، وذهب مع أنور لمنزله، "أنور" الذى راح معظم أهله ضحية للعمليات الإهابية فى العراق، وفر الباقى لروزن جارد طالبين اللجوء هاربين من الدم، يدخل البيت ويتعرف على والدته، التى قالت له أن بعد رفض مصر والأردن قبولهم ذهبوا لمعسكر لاجئين فى سوريا حيث بدأوا يحلمون بمستقبل جديد بعيد عن الشرق الأوسط والديكتاتوريات العربية،حيث إختاروا تجربة حظهم فى السويد، والديمقراطية الأوروبية، وحكت له عن المشاكل التى تعرض لها ابنها الكبير ورفض السلطات السويدية إدخاله، لانه قال الصدق ولم تكن قصته مقنعة للسلطات كى يسمحوا له بالدخول.
 
 
وفى شكل غريب تصاعد الحوار بينهما عن إبنها الكبير المتواجد فى العراق، وقالت إنه إذا حدث له أى مكروه ستتحمل السلطات السويدية المسئولية على رفضها إدخاله قائلة "سأحرق السويد إذا قتل أبنى لأنكم من أرجعتوه"، ليظهر "يحزقالى" بهذه التصريحات صورة متطرفة للعرب فى السويد وفى أوروبا ككل.
 
وإستكمل جولته فى الحى مع "أنور"، وأشار له أنور إلى أحد المبانى التى يتواجد بها العشرات من الأطباق الهوائية مشيرا إلى أن تلك المنازل هى للعرب وأنهم من يفعلون هذا ويذهب معه للجلوس على أحد المقاهى العربية، حيث يرتادها العرب ويلعبون الورق ويدخنون النرجيلة، ويبرز التقرير المصور هنا وصف "أنور" للعرب والمسلمين فى السويد، فقد قال: " العرب يحبوا أن يقعدوا ويعيشوا على حساب الدولة، وان تصرف عليهم الدولة دون أن يعملوا، فنجد أن اللاجىء الجديد يحصل على سبعة آلاف كرونة كدعم من الدولة"، تحاور "يحزيقالى" مع عدد من العرب فى المقاهى، وأوضح عدد منهم أنهم دخلوا للسويد بطرق غير شرعية.
 
وفى حديثه مع مؤرخ سويدى يدعى "لارس هيديجارد" قال له أن المشكلة تكمن فى أن دخول ثقافة مختلفة يتسبب فى مشاكل كبيرة لمجتمعه لأن العادات متناقضة وليست مختلفة فقط، واصفا تلك الأحياء العربية بـ"الجيتو"، وأوضح له أن الأحياء حوله بات يملؤها المسلمون، وتحول بعضها لحى إسلامى 100%، مؤكدا أن السويديون يخشون من الإضرابات التى يتسبب فيها المهاجرون.
 
تطرق "أنور" إلى حدوث صدامات مسلحة بين من سمامهم "المافيا المسلمة فى الدنمارك" وبين "المافيا فى روزن جارد" –أى العصابات التى تتشكل من العرب والمسلمين، وأن المافيا الموجودة فى "روزن جارد" تعمل فى كل شىء، على جانب آخر استعرض التقرير حياة العرب هناك، وهو "العلاقات الجنسية مع الفتيات السويديات"، حيث قال له "أنور" إنه من السهل إغواء الفتيات مقابل تدخين "الحشيش"، وإقامة حفلات للتعاطى والتى تنتهى بعلاقات جنسية معهن، والتى تتسبب بعد ذلك فى مشاكل كبيرة داخل الحى، حيث تقع أحيانا حوادث اغتصاب للسويديات.
 
وبث فيديو حول صدامات عنيفة بين سكان الحى المسلمين وبين الشرطة السويدية، ووصف الأمر أنه مع ساعات الليل تتحول المنطقة لأحراش للمهاجرين، وأظهر مقطع مصور لمجموعة من الشباب يقومون بإحراق إحدى الشاحنات، ويقومون بإشعال النار فى صناديق القمامة وإغلاق الشوارع بها، ويقص له "أنور" واقعة عن إطلاق النار على سيارة للشرطة،وأن الشرطة لا تتدخل فى المشاكل التى تنشب داخل الحى إلا بعد انتهاء الجزء الأليم منها خشية التعرض لهم بالأسلحة، حيث تحتاج قوات الشرطة لدعم كبير لدخول هذا الحى أو غيره من الأحياء المشابهة . ويلمح له أن الجميع فى هذا الحى يحمل السلاح، ويتجول به، مشبها الوضع بالحال فى العراق.
 
ينتقل "يحزيقالى" للمحطة الثانية فى رحلته، والتى كانت أكثر فاعلية، "باريس" المحطة الأوروبية الثانية لطاقم التليفزيون الإسرائيلى، يستهل حديثه عنها بوصفها بالمدينة الهادئة والوضع الأمنى مستقر حيث تنتشر قوات الأمن فى المنطقة، لكن بعيدا عن هنا بعدة كيلومترات فى منطقة أخرى يعتبرها القليل مأوى للإرهابيين، حيث يمنع منادى تطبيق الشريعة دخول الشرطة لمنطقتهم.
 
"فرنسا" التى يتركز فيها قاعدة ملايين المهاجرين فى الأحياء المنعزلة الذين انقلبوا على النظام القديم لفرنسا، عندما حاول الطاقم الإسرائيلى الدخول لأحد الأحياء التى يسكنها المهاجرون طالبه أحدهم بإغلاق الكاميرا ، وحذره من أن تلك الأحياء فى منتهى الخطورة، وفى رحلته للبحث عن العرب ظل يجول فى الشوارع ويسأل المارة بالفرنسية "هل تتحدثون العربية؟ " على أمل ان يجد مراده، وفى حديثه مع أحد أساتذة علم الاجتماع ويدعى "رفائيل دراي" قال له أن الحديث بالعربية ستجده فى كل الأماكن، وهو ما دفع الفرنسين للمطالبة بالكف عن التحدث بالعربية والتحدث بالفرنسية طالما هم فى فرنسا.
 
كانت مدينة "مرساى" هى محطته التالية لتتوقف الكاميرا لتصور أحد الرجال الملتحين الذى يصيح فى قلب أحد شوارع المدينة: " أيها المسلمون والمسلمات.. ساعدونا فى بناء مسجد.. هذا واجب علينا يا أمة القرآن "، والتقى "يحزيقالى" برئيسة البلدية وقالت له أنها مسلمة وان أصولها تعود للجزائر حيث هاجر جدها لفرنسا واستقر للعمل بها، لكن النموذج الذى عرضه المراسل الإسرائيلى لتلك المسلمة "سامية جالى" يختلف بعض الشىء عما كانت الكاميرا تتابعه من مسلمات محجبات، فهى لا ترتدى حجاباً، ملابس حديثة ليست بالطويلة، تقبل الرجال مثل العادات الفرنسية والغرب عامة . وقصت له عن مشاكل المهاجرين فى فرنسا، حيث لا تراهم الحكومة كفرنسيين حقيقيين بالرغم من الحصول على الجنسية كما أن بلادهم باتت لا تعتبرهم مواطنين لديها بعد تركها.
 
وهو الحى الذى اشتعلت به عام 2005 انتفاضة المهاجرين التى اجتاحت فرنسا وأسفرت عن مصرع وإصابة العشرات فى مصادمات مع الشرطة الفرنسية، ومنذ هذا الغضب الإجتماعى والإسلامى للمهاجرين فى فرنسا هرب العديد من الفرنسيين من منازلهم لأماكن أخرى بعيدا عن الحى، وفى حديث مع "كازفيه لاموان" رئيس بلدية "مونفيري" قال ان المهاجرين يقذفون بيته بالحجارة وهاجموا أولاده، وحاولوا إضرام النار فى منزله مرتين، "لاموان" الذى يلقبه سكان الحى "العمدة من حزب اليمين"، ووصف الوضع بأنه "حرب ثقافات داخل فرنسا" وتطهير عرقى، ويتهمه المسلمون بالحى أنه مصاب بـ"الإسلاموفوبيا" . وأكد ان البلدية به العديد من الأسر التى لا تتحدث الفرنسية، والتى تتواجد فى فرنسا منذ حوالى 20 عاماً بل يعود بعضها لـ25 عاما.