الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مهرجان التلى العربى

مهرجان التلى العربى
مهرجان التلى العربى




يكتب: د.حسام عطا
كانت أسيوط مقصدنا للمشاركة فى فعاليات مهرجان التلى العربى الذى أقامته مؤسسة سعد زغلول الثقافية المستقلة، وهى مؤسسة أسيوطية لا تهدف للربح، وتهتم بشكل جوهرى بمسألة حماية الحرف التقليدية ودعم فنون الطفل، وإلى جانب مجموعة منتقاة من الجماعة الثقافية المصرية شاركت المملكة العربية السعودية والكويت الشقيق بوفدين رسميين وحضر فنانون من الجزائر والعراق ولبنان جعلوا من حى الوليدية الشعبى بأسيوط تجمعا لمحبى الفنون من الوطن العربي، وأقاموا مهرجانا للأمل والبهجة بداية من ورش الرسم فى الشارع والتى شارك فيها أطفال الحى مع الفنانة منال سعد والفنانة السعودية سعاد بلاخضر، والتى جذبت نساء الحى وأطفالهن.
إن الأطفال هم أحد اهتمامات الفنان سعد زغلول الرئيسية فى لوحاته، يرسمهم على حد وصف الناقد محمد كمال وهو يمدهم بالبأس والشدة دون تجريدهم من نشوة اللهو، إنه يرسمهم أقوياء ممتلئين، متجاهلا الظروف المكانية والموضوعية الصعبة.
وقد مزج المهرجان بمشاركة صندوق التنمية الثقافية وهيئة قصور الثقافة بين الفنون المختلفة من شعر ورقص شعبى وغناء وموسيقى، بينما كان (التلي) وهو نوع من النسيج اليدوى التقليدى يستخدم الفضة فى صناعة أثواب نسائية تقليدية شديدة الخصوصية والجمال، وهو جزء من تراث المرأة الصعيدية، وقد كانت المفاجأة فى المهرجان هو ذلك التشابه الشديد بين ثوب العروس التلى السعودى والكويتى والصعيدى لدرجة تقترب من التطابق.
هذا كما أقيمت عدة ندوات عن علاقة المرأة بالفن التشكيلي، وعن التاريخ والرصيد وإعادة الاهتمام بالحرف اليدوية الفنية، وكانت من أبرز الندوات وأكثرها إثارة للجدل تلك التى حاضر فيها الشاعر والكاتب الصحفى أسامة عفيفى عن ضرورة إعادة كتابة تاريخ الفن فى مصر وفى قلبه مسألة الحرف التقليدية بالتأكيد مشيرا إلى اهتمام مبكر من الزعيم مصطفى كامل والحزب الوطنى القديم بالسعى لإنشاء مدرسة للحرف اليدوية والصنائع أطلق عليها دار الحرف الوطنية كتطوير لمعهد العمليات الذى أقامه محمد على لتعليم الرسم والحرف اليدوية.
كما أشار إلى وصف تلك الحرف بالوطنية، كما طلب المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعى بضرورة الخروج بالفنون التقليدية والشعبية نحو الممارسة الاجتماعية، وكذلك دعمت الفنانة الكبيرة سهير المرشدى ذلك الاتجاه، مؤكدة ضرورة تعليم الحرف والصنائع لأطفال الشوارع فى مؤسسة مختصة راقية.
أما الملاحظة الضرورية عن تجربة الفنان سعد زغلول فى إنشاء متحف خاص لأعماله ومؤسسة ثقافية ببلده جاعلا من الأطراف البعيدة مصدرا للإشعاع الثقافى المصرى والعربى نحو عواصم ثقافية متعددة.