الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصنع العسل «أسود» على المنياوية

مصنع العسل «أسود» على المنياوية
مصنع العسل «أسود» على المنياوية




المنيا ـ علا الحينى


مع بداية شهر نوفمبر تبدأ مراكز المنيا الجنوبية فى حصاد محصول قصب السكر والذى يدخل بشكل أساسى فى صناعة السكر والعسل الأسود، ويعد مركز ملوى من أكبر مراكز تصنيع العسل الأسود المصدر للعالم والمستهلك للسوق المحلية، حيث كانت مصر تعد ثانى الدول على مستوى العالم فى تصدير العسل الأسود للسوق الأوروبية، ولكن التصدير يحتاج لمعايير معينة تتطلب توافرها من أجل فتح فرص تصديرية جديدة.
وصناعة العسل تعد من الصناعات الموسمية التى تعمل نحو 6 شهور فى العام تبدأ مع موسم الحصاد وقبله قليلا وتحديدًا من شهر أكتوبر وتنتهى بعدها بـ5 أشهر، علاوة على أن المنيا تمتلك أكثر من 200 عصارة من بين 400 عصارة على مستوى الجمهورية طبقا لبعض احصاءات وزارة الصناعة، وتنتج  نحو 70% من العسل الأسود فى مصر، إلا أن تلك العصارات تعمل بشكل بدائى يفتقر التطوير من أجل زيادة استثماراته.
وبدأت فكرة تطوير صناعة العسل الأسود عندما تحدثت ماجدة الفولى الشريف، أستاذة بالمعهد العالى للهندسة، أثناء مؤتمر بكلية هندسة المنيا عن تطوير صناعة العسل الأسود عام 2003، وقدمت خلالها دراسة ومشروع لمصنع تكون مهمته تطوير الصناعة ونموذج لباقى العصارات للتطوير ويهدف المشروع  لتطوير صناعة العسل الأسود وإنتاجه على أحدث النظم والمواصفات العالمية بتكلفة منخفضة‏.
اهتم حسن حميدة، محافظ المنيا الأسبق، بالمشروع وقرر البدء فى تطوير تلك الصناعة من خلال محافظة المنيا وبروتوكول تعاون بين المحافظة ووزارة الصناعة والهيئة العربية للتصنيع وبإشراف الدكتورة ماجدة الفولي، صاحبة الدراسة واستشارى المشروع، لتكون مصدرًا للدخل القومى المصرى من العملة الصعبة.
وتم إنشاء أول نموذج لمصنع صغير لإنتاج العسل الأسود آليا مع الاستفادة من مخلفات القصب‏ «المصاص» وتحويلها إلى أسمدة وأخشاب من خلال صناعات تكميلية لإنتاج الأسمدة والخشب وذلك على مساحة فدانين بتكلفة تصل إلى 10 ملايين جنيه.
وقالت الفولى إن المحافظة وفرت بعض قطع الأراضى لتخصيصها لإنشاء المصنع واختارت موقع المصنع الحالى بقرية تونا الجبل ليكون بجوار الطريق الصحراوى الغربى لتسهيل نقل المنتج بعد تصنيعه وتعبئته لتغطية السوق المحلية والتصدير وأيضا لقربها من زراعات القصب والعصارات.
وأوضحت استشارى المصرى أن صناعة العسل الأسود صناعة موسمية تستغرق نحو 6 أشهر فقط ويبقى العاملون بتلك المشروعات بلا عمل باقى السنة، لكن كانت فكرة التطوير أن يتم استغلال المصنع طوال العام فى صناعات أخرى مثل «صلصة الطماطم ـ المربات»، لافتة إلى أن المنيا زراعية وبالتالى سيتم توفير فرص عمل دائمة وليست موسمية وإدخال صناعات تستفيد من إمكانات المحافظة الزراعية.
وتابعت: وبالفعل تم إنشاء المصنع بعد توفير الأرض المقام عليها من قبل المحافظة وتم تنفيذ المبانى من المحافظة تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتوفير المعدات والغلايات من قبل الهيئة العربية للتصنيع بمشاركة وزارة الصناعة، مشيرة إلى أن مصر من الدول الرائدة فى تصدير العسل الأسود لأوروبا، لكن التصدير يتطلب التطوير والوصول بالمنتج للمعايير العالمية فى الغلى والتعقيم.
وقالت الفولى: تلقيت العديد من العروض ومازلت أتلقى من دول إفريقية لتنفيذ هذا المشروع بها مقابل مبالغ مادية عالية لكننى رفضت لأن كل هدفى أن يكون التطوير من مصر حتى نتمكن من توفير عملة صعبة للبلد.
وأشارت إلى أن فكرة المصنع تحمس لها اللواء حسن حميدة، المحافظ الأسبق، وتمكن اللواء فؤاد سعد الدين، من إنجاز المشروع، وعقدنا بعض الاجتماعات أثناء تولى الدكتور أحمد ضياء، لتشغيل المصنع لكن دون جدوى ومنذ عام 2010 ظل المصنع مغلقا ولا حديث عن تشغيله حتى الآن، متسائلة: كيف يمكن تجاهل مثل هذه الصناعة التى توفر العملة الصعبة خاصة إنه تم إنشاء المصنع بالفعل؟