الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تراجيدية فى البداية هزلية فى النهاية» أحداث غيرت مجرى التاريخ

«تراجيدية فى البداية هزلية فى النهاية» أحداث غيرت مجرى التاريخ
«تراجيدية فى البداية هزلية فى النهاية» أحداث غيرت مجرى التاريخ




صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة بالتعاون مع مركز المحروسة للنشر الطبعة العربية من كتاب «تراجيدية فى البداية.. هزلية فى النهاية» من تأليف سلافوى جيجيك ومن ترجمة غادة الإمام ومن مراجعة محمد مدين.
بحسب المؤلف فإن القصد من عنوان الكتاب يتمثل فى كونه مقياسا أوليًا لمعدل ذكاء القارئ، حيث يتعامل الكتاب مع أمرين مختلفين كليهً وهما: التراجيديا والهزلية، فانه يكشف أيضا وجهين للتاريخ: وجه تراجيدى وآخر هزلى وهو يتعامل مع الحدثين اللذين يعدان علامة على بداية ونهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين: أى هجوم 11 سبتمبر عام 2001 والأزمة المالية العالمية فى عام 2008.
ويستطرد المؤلف، ينبغى علينا أن نلاحظ التماثل بين لغة الرئيس بوش فى خطابه إلى الشعب الأمريكى بعد أحداث 11 سبتمبر وخطابه بعد الانهيار المالي: فما سمعه الأمريكان يبدو إلى حد بعيد وكأنه نسختان للخطاب نفسه، ففى كلا الخطابين كشف بوش التهديد الذى يتعرض له أسلوب الحياة الأمريكية، والحاجة إلى اتخاذ الإجراءات السريعة والحاسمة للتعامل مع الخطر ومواجهته، وفى كلا الخطابين دعا إلى التعليق الجزئى للقيم الأمريكية من قبيل: ( كفالة الحرية الفردية وضمانها والسوق الرأسمالية) لحماية تلك القيم ذاتها فمن أين يأتى هذا التماثل؟!
ويشير الفصل الأول إلى تشخيص وتحليل المأزق واستخلاص الأساس للايدولوجيا الرأسمالية التى تحدد كل من الأزمة نفسها وأسلوب إدراكاتنا وتصوراتنا لهذه الأزمة ومدى استجاباتنا لها، أما الفصل الثانى فيحاول أن يوضح أوجه موقفنا الذى يفتح ويفسح مكانا للأشكال الجديدة للعمل الشيوعى فمع ذكر أحداث 11 سبتمبر قد ماتت الليبرالية مرتين مرة بوصفها مبدأ سياسيا ومرة بوصفها نظرية اقتصادية.
ويُعد الكتاب بانوراما للعالم بأحداثه المختلفة وثوراته التى غيرت مجرى التاريخ، إذ ينخرط فى قلب الأحداث الثورية التحررية، ويَعى معناها الحقيقى، فالحقيقة انه لا ينبغى أن تُقاس اى ثورة بما أتاحته من لحظات الروعة والسمو فى فترة اشتعالها،وإنما تقاس بالتغيرات التى يتركها هذا الحدث الكبير على مستوى الحياة اليومية وينطبع تأثيره عليها، اى بانعكاسات الثورة على العهد الجديد بعد التمرد وسقوط النظام.
يذكر أن المؤلف سلافوى جيجيك، فيلسوف ومنظر اجتماعى وناقد سلوفيني. له مساهمات فى النظرية السياسية ونظرية التحليل النفسى. وهو باحث كبير فى معهد علم الاجتماع بجامعة ليوبليانا بسلوفينيا وأستاذ فى كلية الدراسات العليا الأوربية، كما عمل أستاذا زائرا فى عدة جامعات منها جامعة شيكاغو وجامعة كولومبيا، وجامعة نيويورك. وهو حاليا مدير للمعهد الدولى للعلوم الإنسانية (بيركبك) بجامعة لندن ورئيس جامعة التحليل النفسى النظرية. له عدد كبير من المؤلفات فى العديد من الموضوعات كالرأسمالية والعنصرية والتسامح والتعددية الثقافية وحقوق الإنسان والبيئة والعولمة والثورة وما بعد الحداثة،من أشهر أعماله كتاب (سنة الأحلام الخطيرة) الذى تُرجم مؤخرا إلى العربية، أما المترجمة غادة الإمام فهى حاصلة على دكتوراه فى الفلسفة، مدرس فى الفلسفة وعلم الجمال فى جامعة القاهرة، لها عدد كبير من الأعمال نذكر منها: «الفن والحقيقة فى فلسفة هيدجر»، «جماليات الصورة عند جاستون باشلار»