الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المهرجان.. والتغطية الإعلامية

المهرجان.. والتغطية الإعلامية
المهرجان.. والتغطية الإعلامية




يكتب: عاطف بشاى

«لقد سقطت الطائرة الروسية، لكن مصر لن تسقط أبداً»
هكذا تحدث الفنان «حسين فهمي» فى كلمته التى ألقاها بمناسبة تكريمه هذا العام فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته السابعة والثلاثين، مؤكداً أن مصر بلد الأمن والأمان، وداعياً الشعوب العربية للسفر إلى شرم الشيخ، فما حدث مع الطائرة الروسية لم تكن لمصر يد فيه، مشيراً إلى أن مصر هى رمز السلام بالعالم بكل ما فيها من معالم سياحية وشعب ومجتمع، ولذا فهذه الرسالة موجهة إلى الضيوف الكرام الذين جاءوا إلى «مصر».
وقد لاقت الكلمة احتفاء كبيراً وتصفيقاً حاراً، والحقيقة أن النجوم الكبار قد شاركوا مشاركة إيجابية وفعالة فى القيام بدورهم الوطنى يؤازرهم وزير الثقافة المستنير «حلمى النمنم» الذى جاءت كلمته فى نفس الإطار حيث أكد أن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى هو دعوة لجذب السياحة المصرية ودعوة مهمة للعالم الغربى لمشاهدة آثار مصر وجمالياتها فى مهرجانها، كما أكد أن مصر باقية طالما بقى الفن.
والحقيقة أن المهرجان هذا العام قد حفل بالكثير من الإيجابيات التى ميزته منها اختيار مجموعة جيدة من الأفلام العالمية والتى تشكل جميع اتجاهات السينما المعاصرة فى العالم، والتى تعكس اختلاف وتباين توجهاتهم السياسية وأحوالهم الاجتماعية، كذلك فقد تدارك المهرجان ما تم من إهمال وتجاهل وجحود فنى تجاه رحيل الفنان العالمى «عمر الشريف» وذلك بتكريمه تكريماً خاصاً من خلال المهرجان، فأصبح بذلك تكريمه كأنه إعادة لتأبينه بالشكل الذى يليق بمكانته الكبيرة، فعرضت آخر أعماله «روك القصبة» وهو الفيلم الذى شاركت فى بطولته الفنانة اللبنانية «نادين لبكى» وأخرجته المخرجة المغربية «ليلى المراكشى»، كما يعرض فيلمه المهم «السيد إبراهيم وزهور القرآن».
 كما حصل المهرجان على نسخة مرممة من فيلم «جحا» الذى مثله كوجه جديد أمام «كلوديا كاردينالى» النجمة الإيطالية الشهيرة الفائزة بجائزة «فاتن حمامة» لمهرجان هذا العام، لكن يظل عزوف النجوم الشباب عن الحضور والتواجد، والمساهمة فى الفاعليات يمثل علامة استفهام كبيرة وبصرف النظر عن اختلاف أو تعدد أسباب الغياب فإن الانطباع العام يشير إلى تآكل وتراجع الإحساس بالمسئولية تجاه وطن يعانى من أزمات طاحنة تستلزم المساندة والتكاتف والاصطفاف.
كذلك فتبرز التغطية الإعلامية كأسوأ ما يكون حيث يسيطر على الحوار فى اللقاءات التلفزيونية – بمشاركة رائعة من المذيعات والمذيعين الشباب – الحديث عن مهرجان التبارى فى التنافس المبهر فى الأزياء التى ترتديها النجمات من تصميم المبدع الأثير والذى يشرف حفل الافتتاح بالطبع بحضوره البراق فيضفى عليه بوجوده ألقاً خاصاً، وظهوراً مميزاً، باعتباره مساهماً مساهمة فعالة فى «الديفيليه السنوى» وفى اجتذاب كاميرات المصورين والفضائيات حيث تستعرض كل نجمة فستانها – بالإضافة طبعاً لتسريحة شعرها ومكياجها – لجذب رواد المهرجان بعيداً عن سباقات التمثيل، أو طرح موضوعات جادة للمناقشة لها علاقة بفن السينما أو فنون الأداء، أو تطور أساليب السينما المعاصرة فى الشرق والغرب.
لا شىء سوى ثرثرة جوفاء تافهة لا تضفى قيمة ولا تعكس اهتماماً حقيقياً بالهدف من المهرجان، وأفلامه المعروضة، وفن السينما عموماً، فهاهو مثلاً المذيع الجهبذ يستقبل الفنانة «لبلبة» مجاملاً مسرفاً فى المجاملة اللزجة والبلهاء ويهتف بحرارة مؤكداً: لو لبلبة مش موجودة يبقى مفيش مهرجان!
هل هذا معقول؟!