الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليس إلا «رغرغة» صابون!

ليس إلا «رغرغة» صابون!
ليس إلا «رغرغة» صابون!




كتب: وليد طوغان

غريب موقع «دوتش فيلة» على أبواب المرحلة الثانية من انتخابات، بدت فيها أحزاب يناير ساقطة بالثلاثة، خصص الموقع تحقيقا من العيار الثقيل لحملة «افضحوهم».
مين «افضحوهم»؟
مجموعة شباب من مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى، ومدمنى الثورة، أسسوا حملة اليكترونية، الهدف منها قطع الطريق على رجال مبارك والإخوان من الوصول إلى كرسى البرلمان!
الصحفيون معترفون فى دوتش فيلة، لكن ضمائرهم ليست خالصة، ومجهوداتهم ليست لوجه رب كريم. أغلب وسائل الإعلام والصحافة الغربية إلى الآن ليست ضمائرهم خالصة أيضا.. ولا مجهوداتهم لوجه رب كريم.
النبرة السائدة حتى الآن فى وسائل إعلام غربية كثيرة إن الثورة «سرقها» الإخوان و«بواقى نظام مبارك» هناك اتجاه لتعميم هذا المفهوم لدى الرأى العام الغربى، وفى الأوساط «الثورية» فى مصر. هناك رغبة شديدة فى الإيحاء بأن الميزان مال لغير أحزاب ورموز ما بعد يناير فى الانتخابات، بفعل فاعل.. وهو كلام غير صحيح.
فى الانتخابات، ستُمنى أحزاب «ما بعد يناير»، وسياسيون ما بعد يناير، بسقوط مدوى.
المؤشرات واضحة والشواهد ظاهرة فى المرحلة الأولى، ومع نهاية المرحلة الثانية من التصويت.. صحيح الانتخابات هذه المرة لها شكل غريب.. حتى أنت تلاحظ ان «الجو ليس جو انتخابى».. لكن رغم هذا، فالصراع يبدو محسوما، لتشكيلات وتكتلات وتحالفات ليس من بينها إلا قليل القليل من «سياسيى يناير» وأحزاب الثورة.
صحيح الخريطة تغيرت، لكن حتى بعد تغيرها لا يبدو لمن قالوا إنهم «ثورة»، فاستخرجوا «كارنيهات ثورة» لوحوا بها فى الشارع، وعلى شاشات الفضائيات، فصدعونا، وارهبونا، وخونونا.. لم يبدو أن لهم مكانا.
فى المقابل أغلب الإعلام الأوروبى يريد أن يدلل بهذا الوضع على سرقة الثورة يتماشى هذا الرأى مع آراء أخرى فى مصر ترى أنه «بالفعل الثورة سُرقت». اكثر هذه الآراء لا تريد الالتفات إلى أن «موجة سياسيين» ما بعد يناير هى التى فشلت وهى التى سقطت وهى التى توقع منها الشارع أكثر مما كان يمكن أن تقدمه فلفظها، وختم بشعار «مرفوض» أو «ساقط فى كل الاختبارات» على أوراقها.
فى دوائر إعلام غربية، وعلى نطاق واسع، يتداولون أن «رموز مبارك» وبقايا الإخوان سرقوا الانتخابات أيضا.. وهو كلام ليس فى محله مرة أخرى.
لم يسرق أحد الانتخابات، لكن أحزاب ما بعد يناير هى التى فشلت، وهى التى تبين أنها كانت «فقاقيع صابون» تلهب العين، دون أن يكون لها وزن.. ولا شكل، ثم «شوية ميه» تزيل أثر الصابون.
كما الإعلام الأوروبى يساوى شباب «افضحوهم» بين ما يسمونهم «رموز مبارك» وبين جماعة الإخوان، وأعضاء التيارات الدينية..حتى لو سلمنا بتلك التسميات، وتلك التقسيمات مجازا لا تصح المساواة بين من تمنطق بالسلاح، وزرع القنابل، وفجر محطات الأتوبيس، وتترس بالأهالى فى سيناء.. وبين أى نظام سياسى ورد على مصر.. حتى ولو كان نظام مبارك.
نظام مبارك، مازال «البعبع» الذى يحّمله مجموعات من «الفقاقيع».. المسئولية عن «طرقعة بلالين الصابون»!
لو أرادوا خيراً.. مفترض أن ينسوا مبارك. مصر الآن فى عهد السيسى. ماذا قدموا فى عهد السيسى؟
لا شىء.. إلا «رغرغة صابون»!