الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ذكرى الحبايب حب

ذكرى الحبايب حب
ذكرى الحبايب حب




كتبت: مديحة عزت
إلى صاحبة الذكرى أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف هذه الأبيات من مراثى أمير الشعراء أحمد شوقى فى ذكريات وذكرى ميلاد روزاليوسف التسعين:
أخذت نعشك مصر باليمين
وحوته من يد الروح الأمين
لقيت طهر بقاياك كما
لقيت «يثرب» أم المؤمنين
اضجعت قبلك فيه «مريم»
وتوارى بنساء المرسلين
واقذفى بالهم فى وجه الثرى
 واطرحى من حالق عبء السنين
أم الصحافة ومالى لم أقل
أم مصر من بنات وبنين
ادخلى الجنة من روضته
إن فيها غرفة للصابرين
رحم الله سيدة الصحافة فاطمة اليوسف التى تمر هذه الأيام الذكرى التسعين لإصدارها العدد الأول من مجلتها الأولى روزاليوسف ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقى الشاعر العظيم وصديق صاحبة الذكرى وصاحب العمارة التى خصصت منها الشقة التى بدأت فيها سيدة الصحافة عملها الصحفى وصدر منها العدد الأول من روزاليوسف صحيفة أسبوعية أدبية مصورة.. صاحبة ومديرة المجلة السيدة روزاليوسف.. هذه كانت الترويسة.
تمر ذكرى فاطمة اليوسف القمة الشامخة والشخصية المجاهدة العنيدة الفنانة الرائدة التى كانت تقاوم الظلم والطغيان بكل قسوة وضراوة وتدعو إلى الحق والعدالة.. وكفاها فخرا ومجدا أنها رحلت عن عالمنا منذ نصف قرن وسوف تمضى السنوات وسيبقى ذكرها يتردد على كل لسان فقد عرفت كيف تحفر اسمها فى سجلات التاريخ وسيعترف بفضلها على مر الزمان كل من تربى وتخرج فى دار روزاليوسف.. حتى أصبحت «مؤسسة» هذا المعهد الحى المتدفق.. وسيذكرها بالاحترام كل من تأثر بها من قريب أو بعيد وهم من الكتاب السياسيين والأدباء والزجالين والفنانين والفنيين والعاملين والعمال والبعض منهم ما زال يعمل فى روزاليوسف.
والبعض الآخر توزع وانتشر هنا وهناك بين دور الصحف المختلفة.. وهى باقية.. وهى إذا ما كانت تركتنا بجسدها من زمن إلا أن روحها الخالدة ما زالت تطوف حولنا لأن الحق باق والخير باق والحب باق وهى كانت كل هذا!
وبعد، وبمناسبة احتفالنا بالعيد التسعين ومن الذكريات التى حكتها لى صاحبة الذكرى أن السيدة روزاليوسف قد أصدرت عدة صحف ومجلات أخرى غير مجلة روزاليوسف الأسبوعية.. كان يحدث هذا كما قالت إنه كلما كانت الحكومات تصادر مجلة روزاليوسف وأحيانا كانت تلغى رخصتها... كانت تصدر مجلة بديلة حتى تنتهى الأزمة بينها وبين الحكومات.. تعود إلى إصدار «روزاليوسف» الأسبوعية المجلة الأم ومن المجلات التى أصدرتها، مجلة «الرقيب» التى أصدرتها طبق الأصل من روزاليوسف.. ومجلة «الشرق الأدنى».. ومجلة «صدى الحق».. ثم مجلة «مصر الحرة» ومجلة «الصرخة» وكانت كلما تصادر مجلة تصدر الأخرى طبق الأصل من «روزاليوسف» الأصلية حتى إنها أخيرا أصدرت الجريدة اليومية عام «1935» التى لم تسلم من المصادرة وكانت تقول لقد خاصمت الأحزاب كل الأحزاب.. ولم تهتز من المصادرة.. والتعطيل والسجن والتشريد وحاربت الملك فؤاد والملك فاروق وحواريهم من وزراء وموظفين وانتهت الأحزاب وقضى على الملكية وبقى وجه صحيفتها واسمها وكانت دائما تقول «ما ضاع شعب حافظ أبناؤه على كرامتهم».
هكذا كانت السيدة العظيمة فاطمة اليوسف التى عاشرتها كتلميذة وصديقة رغم فرق السن وأستاذة ومعلمة.. ولو أننى عدت إلى الماضى وحاولت أن أكتب عن الذين علمونى صغيرة وحاولت أن أتأثر بهم وتأثرت بهم فى حياتى وفى بناء شخصيتى.
وكان لهم فضل كبير فيما وصلت إليه من العلم بالحياة وأسرارها والمعرفة بشئون الحياة والناس والفن والصحافة بلا شك فإن أستاذة الصحافة فاطمة اليوسف هى صاحبة الفضل الأول فى حياتى وفى حياة الكثيرين من الذين عاصروها وعاشروها وعملوا معها..
وبعد أن استقرت مجلتها «روزاليوسف» الأسبوعية منذ أكتوبر عام 1934 آخر تاريخ تصادر فيه مجلة روزاليوسف حتى ثورة يوليو عام 1952 وقررت أن تؤنسها بشقيقة أسبوعية، فأصدرت «صباح الخير» عام «1956» فى شهر يناير ولما سألتها لماذا الاسم «صباح الخير» قالت إن الصباح عندى هو رمز النصر والغروب رمز الهزيمة.. الصباح رمز الأمل والغروب فيه رمز ومعنى الخيبة والفشل.. صباح الخير تحية فيها إشراقة الصبح وفيها أمنية الخير!
أما هذه فأمنية صحفية ورجاء من كل من يهمه أمر استقرار الصحافة.. يا رب بعد القضاء على الإرهاب والفساد الإعلامى وسيطرة الإعلانات على البرامج الإعلامية يا رب تنتصر الصحافة القومية على المتسلقين وراكبى الموجة للقفز على الصحافة بالطرق الملتوية وإشاعة الشائعات وبهدلة سيرة الصحافة كذبا وافتراء ونميمة.
وأخيرا..
وقبل السلام والتحية من قلبى أطلب من الله.. يارب لو كان لى دعاء مستجاب أجلعه دعاء لمحمد عبد المنعم أحد أهم من رأس روزاليوسف المجلة والدار فقد كان بصلاحه وفضله أصلح دار روزاليوسف ومن فيها وخلص الدار من أخطاء الذين قبله وزاد من أصول المؤسسة بضم وبشراء القصر إلى المؤسسة وحل عشرات من المشاكل الذين قبله.. وكان أخ وصديق جميع العاملين فى روزاليوسف بداية من أكبر كاتب حتى أصغر عامل وأصبح واحدا من شخصيات روزاليوسف الذين لا يمكن أن تلتقى بها فى الطريق ولا فى دور الحكومة ولا فى المقاهى ولا فى أى مكان.. شخصيات لا تلتقى بها إلا فى روزاليوسف فقط.. شخصيات فنية كأن يد فنان قد رسمت كلا منها وميزتها عن باقى الناس هكذا كنا أيام محمد عبدالمنعم..
شخصيات تتحرك وتسير وتأكل وتنام وتصحو فى عالم الصحافة فى روزاليوسف لهذا كانت وحتى اليوم تجد فى كل صحيفة عربية تصدر فى مصر أو فى أى مكان من العالم العربى شيئا من روزاليوسف.. هذا هو ما تعتز به روزاليوسف منذ صدورها حتى اليوم!
ومن قلبى دعاء خالص بالصحة والسلامة إلى الصديق العزيز محمد عبد المنعم أحد عظماء روزاليوسف ودعاء له بتحقيق كل ما يتمنى وبالهناء وبالحب مع كل حبايبه وكل من يحب ويعاشر..
والذكريات والحكايات كثيرة لنا معها لقاءات قادمة بإذن الله لو كان فى العمر بقية..
وكل عام وأنتم وأنا والحبايب وروزاليوسف بألف خير وسلامة وسلام.. وحب..
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.