الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

توفيق الدقن مات وعاشت «إفيهاته»

توفيق الدقن  مات وعاشت «إفيهاته»
توفيق الدقن مات وعاشت «إفيهاته»




كتب - محمد سعيد هاشم
 
عُرف الفنان المصرى توفيق الدقن كأحد أشهر ممثلى أدوار الشرّ فى السينما، وكأحد أطيب الناس وأكثرهم وفاءً فى الحياة. ولد الدقن عام 1923 فى المنوفية، واستخدم شهادة ميلاد أخيه الأكبر المتوفى لسنوات عديدة؛ بسبب رفض والده استخراج شهادة ميلاد خاصة به. وقد عانى توفيق منذ ولادته من كونه «بدل فاقد» كما كان يقول عن نفسه.
تركت عائلته المنوفية واتجهت إلى المنيا، وهناك زاول دراسته فكان والده يحلم أن يصبح توفيق وكيلاً فى النيابة العامة. غير أنّ هذا الحلم لم يتحقق، فقد توفى الأب وترك له مهمة إعالة العائلة. اضطر إلى العمل والدراسة فى آن معاً، ومن الرياضة إلى الفن، انتقل توفيق الدقن. ففى العام 1946، اشترك فى العرض الرياضى لجمعية الشبان المسلمين، وهناك تعرّف إليه المخرج صليب يونان، فطلب منه أن يكون بديلاً لممثل تعرض لوعكة صحية، وذلك فى عرض مسرحية «حب الأبرياء» التى قامت ببطولتها الممثلة روحية خالد. أُعجبت روحية بأدائه ونصحته بالالتحاق بمعهد التمثيل. شدّ توفيق الرحال وانطلق إلى القاهرة عام 1949 حيث التحق باختبار الأداء، فتمّ قبوله مع 16 ممثلاً فقط، اختيروا من بين آلاف المتقدمين بحسب ظهورهم وشخصياتهم التمثيليّة.. كانت مشاركته السينمائية الأولى عام 1951، حيث شارك بالتمثيل بفيلم «ظهور الإسلام»، ليعود وينضمّ إلى فرقة المسرح الحديث بعدها. ولكنه وعددا من زملائه قرروا عدم الالتحاق بمسرح الدولة، على أن ينشئوا مسرحا خاصا يقدمون من خلاله أفكارهم ورؤياهم. فأسس فرقة «المسرح الحر» مع كل من عبد المنعم مدبولى، وزكريا سليمان وعبد الحفيظ التطاوى وسعد أردش الذين قدموا من خلاله عددًا من المسرحيات أهمها «الناس اللى تحت».، ترك توفيق الدقن رصيداً منوّعاً وكبيراً من الأعمال المسرحية والسينمائية، يصل إلى أكثر 250 عملا،  رحل توفيق الدقن وبقيَت ذكراه بين مواقفه وطيبته التى تناقض أدواره الشريرة فقط. ترك الفنّان مجموعة عبارات تندرج ضمن «الإفيهات» التى بقيت محفورة فى ذاكرة الجمهور العربى مميّزةً مسيرته عن غيره من الممثّلين، منها «استر ياللى بتستر»، «أحلى من الشرف مفيش» و«صلاة النبى أحسن»، إضافة إلى عدد كبير من أدواره التى أثّرت فى وجدان الناس فى أفلامه.