الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القصص تعيد «بوابة خمسة» بأيام عمان المسرحية

القصص تعيد «بوابة خمسة» بأيام عمان المسرحية
القصص تعيد «بوابة خمسة» بأيام عمان المسرحية




بعد نجاح عرضه بأيام قرطاج المسرحية، والاستقبال الجماهيرى الحافل الذى شهده عرض «بوابة خمسة» فى تونس، شارك العرض الأردنى، ضمن فعاليات مهرجان أيام عمان، والذى انتهت فعالياته الثلاثاء الماضى، العرض يتناول قضية الهجرة من الوطن، فى مزج ممتع بين لغة الغناء والجسد والمسرح، وقالت عنه مخرجته الأردنية مجد القصص:
«بوابة خمسة» تم إنتاجه فى 2015، وعرضناه 10 عروض متتالية، فى ابريل ثم اشترت أمانة عمان ثمانية عروض فعدنا به من جديد، واشترى مهرجان جرش عرضين، بمناسبة اختيار جرش عاصمة للثقافة الأردنية لهذا العام، ثم عرضنا عرضًا آخر ببيت قديم اسمه «ساقية الدراويش»، كانت له خصوصية شديدة، وكان عرضا مذهلا وتجربة مختلفة.  وتقول : فى عروضى دائما، لابد أن تكون هناك قضية أناقشها على خشبة المسرح، واى فنان بعيد عن قضايا أمته، هو فى رأين ليس بفنان، وسبق وأن قدمت على مدار تاريخى 62 مسرحية، كلها كانت تحمل قضايا، عامة انسانية أو وطنية، فدائما تشغلنى قضية الوطن والقومية العربية والحرية، إلى جانب أن قضية مسرح فيزياء الجسد، من ضمن همومى بالعمل المسرحى، وهو ما تخصصت فى دراسته بلندن، لاننى لم أعد أتحمل مسرح الحكى، فالجسد أيضًا له لغة، وقادر أن يعبر تماما مثل اللغة المنطوقة والحوارية، وأنا تخصصت فى هذا المسرح، لأن كل ممثلى العالم العربى، يقدمون تمثيلا إذاعيًا، معتمدين على منطقة الرأس فقط، لذلك مسرح الجسد، يكون حاضرا بكل أعمالى، لأننى اتقنه، أما حرصى على الغناء بكل عروضى فلأننى اعشقه، وأذكر أنه «بالملك لير»، قدمت غناء صوفيًا للحلاج والتوحيدى، ورابعة العدوية، وابن الفارض، وبأعمالى الأخرى اشعر أن الغناء دائمًا ما يمس القلب لأن مخاطبة الجمهور، لابد أن تكون قائمة على مخاطبة العقل والقلب والروح، والغناء يخاطب الروح مباشرة، وبالتالى تستطيعين الوصول، من خلاله لأنه يحمل الكلمة، واللحن، والإنشاد، لكننى هنا تخوفت من اختياراتي، للغناء، لأننى تصورت أن النفس القومى العربى مات، وإذا وضعت «موطنى موطني» لإبراهيم طوقان من فلسطين، و«بكتب اسمك يا بلادي» وهى قصيدة لبنانية، خشيت من تبلد مشاعر الجمهور الوطنية، لكننى اكتشفت أنهم يتمتعون اليوم، بحس وطنى، خاصة فى عمان وتونس، تفاعل الجمهور مع هذه الأغانى بشكل لم أكن أتصوره.
وعن قضية العرض تقول : يتناول العمل الهجرة الممنهجة، وذكرنا فى العرض، أنه عندما حاربنا الأتراك هاجرنا، وعندما حاربتنا إسرائيل هاجرنا، وحاربتنا أمريكا وأوروبا فهاجرنا أيضا، وتقسمت طوائفنا فهاجرنا، فوضعنا اسباب الهجرة المتعددة، هناك هجرة قصرية ولأسباب طائفية، لذلك جعلت اثنين لا يسافرون، كان الفنان الذى يرفض الهجرة، لأنه ضمير الأمة، والغزاوى لأننى لا أريد للفلسطينى أن يهاجر، ويترك وطنه، وجعلتهما يعيدان حسابتهم فى هذه المسألة .
وتضيف: اطلقت على العرض اسم «بوابة خمسة»، لأن رقم خمسة، يكتب فى اللغة العربية، على شكل دائرة، والدائرة فى الفلسفة، هى اللانهاية، ونحن فتحنا ابواب جهنم بلا نهاية، من بوابات الهجرة، من سوريا ومصر واليمن وفلسطين، ولم يتوقف الشرق الأوسط أن يكون مقصدا للتهجير الممنهج.
وتقول: شعرت بإحساس مختلف بين الجمهور التونسى، هذا العام، فى استقبالهم للعرض ،لأننى سبق وقدمت عروضًا، فى تونس، وكان الجمهور يحتفى بى دائمًا، لكن هذه المرة أعتقد انها أكثر مرة أشعر فيها، باحتفاء الجمهور التونسى، بشكل أكبر، كما أننى أقدم نصًا مسرحيًا مباشرًا، للمرة الأولى فكنت دائما اتهم أننى نخبوية، لكن اليوم أجد أن الوضع العام، لا يحتمل الترميز، وبالتالى المباشرة هى الأنسب فى هذه المرحلة.