الموت بلا ثمن فى وحدات صحة كفر الشيخ

كفر الشيخ - محمد الأسيوطى


يعانى الآلاف من أهالى كفرالشيخ بالقرى من قصور فى تقديم الخدمات الطبية فى الوحدات الصحية المتعددة، خاصة الوحدات الصحية المتطرفة التى تقع على حدود محافظات الدقهلية والغربية والبحيرة وكذلك القرى الفقيرة والنائية عن المدن، ناهيك عن أن المناطق التى تتمتع بوحدات صحية وبها أطباء فهى أيضا لا تعمل سوى ساعة أو ساعتين صباحا، ومغلقة بالضبة والمفتاح فى أوجه المرضى بدءا من ظهر كل يوم.
يقول محمود محمد علي، مهندس، هناك أكثر من 20 وحدة صحية لا يوجد بها أى إمكانات من التى يجب أن تقدم للمرضى خاصة الوحدات الصحية بقرى الأرقام القريبة من محافظ الدقهلية سواء التابعة لمركز بيلا أو مركز الحامول، بالإضافة إلى وجود 28 مستشفى تكامل أقيمت على مساحات واسعة بالقرى الأم بالمحافظة مهملة تماما وبها أجهزة تعد بالملايين غير مستغلة وعلى رأسها مستشفى التكامل بالجرايدة والذى تحول إلى خرابة.
ويوضح أن الوحدة الصحية بقرية 36 التابعة لمركز الحامول تفتقد بدورها الخدمات الطبية، وليس بها سوى طبيب يأتى يوما واحدا أسبوعيًا، مطالبًا بتحويل هذه الوحدات الصحية إلى مستشفيات مركزية لتوافر فيها غرف للعمليات وإسعافات أولية بالإضافة لعدم وجود الأجهزة الكافية بالمستشفى.
ويشير أشرف السعيد صحصاح، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إلى أن الوحدات الصحية بمحافظة كفر الشيخ كلفت الدولة كثيرًا دون فائدة ولا تقدم سوى الإسعافات الأولية، مؤكدا أن بها كثيرًا من الأجهزة الحديثة مشونة فى كراتين.
ويضيف أحمد أبو زيد غنيم، أحد المتضررين، إلى أن الوحدة الصحية بقرية 58 التابعة لمركز بلطيم الواقعة على حدود محافظتى كفر الشيخ والدقهلية لا تقدم أى أدوية ولا يوجد بها أماكن لإجراء عمليات إضافة إلى أن الطبيب لا يتواجد سوى يومين فى الأسبوع فقط.
ويلف مسعد محمود محمد، صياد، إلى أن مستشفى بلطيم المركزى التى تم هدمه ليتم إنشاء مستشفى جديد خلال عامين تعالت صيحات أهالى بلطيم اعتراضاً على المدة الزمنية التى يستغرقها بناء المستشفى، خاصة أنه تم تشوين الأجهزة، إضافة إلى نقل المرضى فى مبنى صغير لن يؤدى الخدمة الطبية لها، الأمر الذى دفع أهالى بلطيم إلى عقد الاجتماعات لبحث الضغط على المسئولين بالصحة لتقليص المدة من عامين لعام للانتهاء من المستشفى المركزى لبلطيم.
ويتابع: إن المبنى الصغير الملحق الذى تم فيه وضع الأجهزة والأسرة «16 سريرا» لحين الانتهاء من بناء المستشفى الجديد لن يكفى لعلاج المرضى وحجزهم خاصة أن المستشفى يخدم أهالى بلطيم والقرى التابعة لها وكذلك الحوادث على الطريق الدولى الساحلي.
ويطالب مسعد بضرورة توفير وحدة للقلب، منوها إلى أن المساحة المخصصة لمستشفى بلطيم 900 متر فقط لوهذه لا تكفى لتقديم خدمة طبية متكاملة تشمل جميع الأقسام، وفى الوقت الذى يقع فيه المستشفى على الطريق الدولى الساحلى يلزم الاستعانة بأطباء أكفاء خاصة أن نسبة الحوادث متزايدة ومتعددة، ناهيك عن العجز الصارخ فى فصائل الدم.
وينوه إلى أن المستشفى به 20 حضانة تعمل منها 8 حضانات، كذلك وحدة المناظير وجهاز ضربات القلب معطلان، مطالبا بضرورة توفير أجهزة غسيل كلوي، مشددا على ضرورة تفعيل الوحدات الصحية فى الخاشعة وفى الشهابية وفى الحماد، مشيراً إلى أن هناك مستشفيين النرجس والأمل بالمصيف لا يعملان بالأداء المطلوب، مطالبا بسرعة تشغيلهما لاستقبال حوادث الطريق الدولى الساحلى.
من جانبه قال الدكتور أسامة حمدي، محافظ كفر الشيخ، إنه غير راضية عن أداء المنظومة الصحية، وهناك قصور كبيرة ولابد من إصلاح الخلل وإعادة هيكلته لتقديم خدمة طبية متميزة للمرضى، علاوة على إنه يعمل جاهدا على دعم المستشفى العام وسيتم بناء 3 طوابق جديدة تشمل 45 حجرة تحتوى على العديد من الأقسام الجديدة.
وأكد عبدالواحد، أنه سيتم غلق جميع العيادات الخاصة غير المرخصة والمخالفة للقوانين أو من يرتكب أصحابها ما يخالف الاشتراطات الصحية الواجب توافرها، مشددا: «لا تهاون مع كل ما يمثل خطورة على حياة وصحة المواطنين»، منوها إلى أنه شكل لجانا للتفتيش على العيادات الخاصة فى المدن والقري، وكلف وكيل الصحة بالمحافظة بإعداد تقرير أسبوعى عن العيادات الخاصة، ومدى التزامهم باللوائح القانونية والاشتراطات الصحية.
وأشار محافظ كفر الشيخ إلى أنه تم غلق 24 عيادة خاصة مخالفة بإدارة الحامول الطبية، و17 أخرى بإدارة كفر الشيخ لوجود مخالفات إنشائية بتلك العيادات، وتم اتخاذ إجراءات قانونية حيال الأطباء المتغيبين عن العمل تمثلت فى خصم أيام من رواتبهم ومراجعة نسب التقييم الخاصة بهم.
جدير بالذكر أنه تقدم يوسف عبدالحميد المصري، مندوبا عن جمعية حقوق الانسان بكفرالشيخ، ببلاغ إلى نقطة شرطة سخا بندر كفرالشيخ يتهم فيه الدكتورة لميس المعداوى وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، والدكتورة كوثر مدير عام الطب الوقائى بالمديرية، حيث إنه تقدم بطلب رسمي عن جمعية حقوق الانسان إلى الإدارة الصحية بالحامول بتاريخ 29 إبريل 2015 لأخذ عينة من مياه مصر كتشنر بالحامول وتحليلها بمعامل مديرية الصحة بكفرالشيخ وإمداده بنتيجة التحليل.
وأضاف إن الإدارة الصحية أخذت بالفعل العينات وأرسلتها إلى معاملها بتاريخ 4 مايو2015 تحت رقم سرى 5، وبعد أن توجه إلى الإدارة الصحية بالحامول لمعرفة النتيجة التى أفادت بأن الطب الوقائى بالمديرية لم ترسل لهم النتيجة حتى الآن، الأمر الذى دفعه إلى التوجه إلى مدير عام الطب الوقائى ووكيل الصحة بالمحافظة اللذين رفضا المساعدة أيضا.
ويلفت المصرى إلى أن تعنت المسئولين بمديرية الصحة فى المحافظة وراء قيامه بالتقدم ببلاغ رسمي ضد وكيل الصحة ومدير عام الطب الوقائى بتهمة التعمد فى إخفاء معلومات وبيانات قد تضر وتهدد صحة المواطنين، إلى جانب إخلالهما بواجباتهما الوظيفية، حيث لم يتم إرسال نتائج التحاليل إلى الجهات المنوط بها «الإدارة الصحية بالحامول إدارة البيئة قسم المياه بمديرية الري»، وتحرر البلاغ رقم 3ح بتاريخ 14/ سبتمبر 2015 نقطة شرطة سخا.