السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: وسائل الإعلام أدركت الخطأ فى المرحلة الثانية

خبراء: وسائل الإعلام أدركت الخطأ فى المرحلة الثانية
خبراء: وسائل الإعلام أدركت الخطأ فى المرحلة الثانية




تحقيق- محمــد خضــير

مع  انتهاء الانتخابات البرلمانية بعد الاعادة فى المرحلة الثانية ظهرت العديد من القضايا المتعلقة بالتناول الإعلامى سواء بالتغطية أو بالعرض فى الصحف والقنوات التليفزيونية من خلال البرامج الحوارية والتغطيات الصحفية والتقارير التليفزيونية، حيث التزم البعض بالحياد والموضوعية مواعيد الدعاية الانتخابية وظهور المرشحين، وتجاوز البعض من القنوات أو البرامج التليفزيونية.
وعملت لجنة متابعة ورصد وتقويم الدعاية الإعلامية والانتخابية على اعداد تقارير تجاه أى تجاوزات تحدث من قبل وسائل الإعلام ورفعها إلى اللجنة العليا للانتخابات خلال العملية الانتخابية، حتى تتم محاسبتها وتطبيق القانون عليها، حيث ظهر تجاوز بقناة الفراعين وعرضت لقاء لمرشحين فى اليوم الثانى للانتخابات وقدمت دعاية انتخابية وتجولت وقامت بتغطية الانتخابات لمرشحين، وهو ما يخالف قواعد اللجنة العليا للانتخابات.
وتناولت قناة العربية الإخبارية تقرير عن الانتخابات البرلمانية بمصر بشكل ساخر، وعرضت آراء لمرشحين ومواطنين  بشكل غير مهنى، وهو ما يعد حيادًا عن الحيادية من قناة تصنف أنها شبه حيادية، وأن هذا التقرير يعد تجاوزًا لقواعد المهنية.
«صحيفة روزاليوسف» ناقشت خبراء إعلام وتعرفت على رأيهم فى التغطية الإعلامية للانتخابات البرلمانية ومدى التزام وسائل الإعلام بمواعيد الدعاية واستضافة المرشحين وتناول الإعلاميين للانتخابات ومدى معالجتهم للانتخابات وحث الناخبين على التصويت فى الانتخابات بشكل محايد دون تحيز أو تجاوز فى التحقيق التالي:
فى البداية أكد الدكتور فاروق أبوزيد أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة أن التجاوز بشكل عام موجود فى كل انتخابات، ومن الملاحظ أن الانتخابات البرلمانية فى مرحلتها الأولى كان واضحا أن الإعلام كان ضعيف الاهتمام بالعملية الانتخابية كلها، وانعكس عدم اهتمامه على الناخبين، وتبين فى عدم الإقبال الكبير على الانتخابات، ولم تكن وسائل الإعلام متحمسة أو مهتمة بشكل كبير، واهتمامها كان مجرد تأدية الواجب.
وأضاف أبوزيد: إن معظم وسائل الإعلام فى المرحلة الأولى كانت تعالج موضوع البرلمان الجديد بنوع من عدم الاهتمام، وعدم نجاحه وساهمت فى اضعاف صورة المجلس المقبل أمام المواطنين، وشوهت صورة البرلمان قبل أن يتشكل، وهو ما أدى إلى عدم اقبال الناخبين على الانتخابات.
وأشار الدكتور أبوزيد إلى أن وسائل الإعلام أدركت الخطأ فى المرحلة الثانية وشعرت أنها لعبت دورًا فى عدم الإقبال على الانتخابات، بدأت فى المرحلة الثانية تركز باهتمام كبير على الانتخابات وبعض الصحف والمحطات خصصت صفحات وبرامج عن الانتخابات.
وقال: إن هذا التكثيف لم يجد صدى لدى الجمهور سواء قراء أو مستمعين أو مشاهدين لان أغلب الناس انصرفت عن كل ما يقدم عن الانتخابات والتفوا إلى أشياء أخرى، لشعورهم أنها لا تهمهم ولا تقدم شيئًا جديدًا، وبالتالى فالإعلام كان مقصر فى المرحلة الأولى وكسف من اهتمامه فى المرحلة الثانية بعد أن فقد الجمهور اهتمامه بالعملية الانتخابية، خاصة مع عدم وجود معارك انتخابية بشكل حقيقى، والإعلام كان دوره معقولاً وطبيعيًا وفق المرحلة الانتخابية، ولم يرتكب تجاوزات كبيرة خلال العملية الانتخابية وكان التعامل مهنيًا وموضوعيًا وفق الواقع الانتخابى الذى كان مطروحًا على الساحة.
وأكد إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق، وعضو لجنة رصد وتقييم الأداء الإعلامى لتغطية الانتخابات البرلمانية: أن التغطية الإعلامية للانتخابات البرلمانية ظهرت وكأن الانتخابات جاءت فجأة ولم يعلم عنها احد، حيث لم يكن هناك اعداد جيد فى البرامج فى المرحلة الأولى وإلى حد ما بدأوا يلتفتون إلى الانتخابات، وخاصة أن الإعلام فى أى مكان دوره فى الأساس هو ليس الاهتمام بالمرشح بقدر الاهتمام بالقاعدة الانتخابية العريضة، ولكن ما حدث هو عدم الاهتمام بالناخب ولا المرشح، انما ما حدث فى البرامج هو استضافات لعدد محدود جدًا من الوجوه الانتخابية لا تمثل كل القوى السياسية فى المجتمع المصرى، مما أدى إلى أن نسبة كبيرة من المرشحين لم يتناولهم الإعلام من قريب أو بعيد.
وأشار الصياد إلى أن الإعلام أصبح دوره هو إثارة الجبهات المتحاورة، ويلعب على التناقضات وإبرازها وهو ما ساهم فى وقوع الضيوف فى اختراق المعايير المهنية والموضوعية، وخاصة المعيار رقم 7 المرتبط بالتعريض الشخصى واساءة الحديث للأمور الشخصية للمرشحين، وتوجيه السب والقذف وغيره، موضحا أنه كان يجب الاهتمام بالناخبين فى الأساس ثم المرشح، فكان يجب تعريف الناخبين بفكرة المواطنة لان الانتخابات ترجمه لفكرة المواطنة، وتقديم تعريف بوظائف البرلمان الا فى ما ندر، الا فى التليفزيون الرسمى، انما تفرغ التليفزيون الخاص لإثارة المعارك بين المرشحين، وكان آخرها ما حدث بين قائمة التحالف وقائمة فى حب مصر.
وأكد الصياد أن التجاوزات التى حدثت فى المرحلة الأولى حدثت فى المرحلة الثانية، لكن أبرز ما لوحظ هو اختراق الصمت الانتخابى وتم اختراق الصمت من قبل العديد من القنوات، ورفعت لجنة رصد وتقييم الأداء الإعلامى لتغطية الانتخابات البرلمانية تقارير للجنة العليا للانتخابات، لاننا على مدى مرحلتين تجاوزنا أكثر من 30 تقريرًا، بالتالى الخرق غير مطلوب وخاصة أنا لاحظنا ان المعيار رقم 5 المتعلق بالعدالة والتوازن والشفافية والحيادية كان يتم اختراقه يوميا فى الانتخابات من كل القنوات، لأن الحيادية 100% غير موجودة ولكن على الأقل مطلوب التوازن والموضوعية هو الافضل ولكن الانتخابات تمت بدون تدخل حكومى والبرلمان المقبل سوف يحقق الاحتقاق الثالث من خارطة الطريق وسوف يضع خطوة إلى الأمام.