الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العلاقى».. وادى الذهب المنسى






 
 
بعد عشرة أيام من الاحتفالات بالعرس ترحل الزوجة لبيت زوجها الذى لا يتخطى كونه «خيمة» مصنوعة من الخيش وسجاد للنوم أو سرير إذا كانت هناك قدرة مالية لشرائه، هذا بعد تقاضى والد العروس مهرها المتمثل فى إبل أو خراف أو ماعز وينتقل معها ليكون نقطة بداية لحياة جديدة ومعينًا على متطلبات الحياة، حيث يختلف نوع المهر بحسب القدرة المالية لوالد الزوج، تلك هى عادات وتقاليد الزواج لدى قبيلتى «العبابدة» و«البشارية» اللذين يعيشان فى وادى العلاقى فى الصحراء الشرقية.
 
 
«العبابدة» بحسب تحديد الحاج عبد المجيد خليفة، شيخ القبائل ونائب سابق فى بالبرلمان، هى 4 قبائل تعيش بعيدا عن الدولة.
 
كما يقول شيخ القبائل فليس لديهم نقاط شرطة وحياتهم البدوية فرضت عليهم القضاء العرفى لحل مشاكلهم، والحكم على من أخطأ ليكون رادعا له ولغيره، أما إذا فشلت القبيلة وشيوخها ولم يمتثل شخص لقضاء الشيوخ فيسمى شاذ، يحكم عليه ويتم تسليمه لقوات حرس الحدود لتنفيذ الحكم الصادر ضده.. وادى العلاقى الذى تعيش فيه العبابدة والبشارية، يضم 250 محجرًا ومنجمًا لإنتاج بودرة التلك والرخام ويتم تصديره لأوروبا ومعدن الفولسبار والحديد، وسبق أن تم وضع حجر الأساس لمصنع للحديد وتجهيزه وتم إلغاؤه دون أسباب، فضلا عن الذهب الذى يتم العثور عليه بوفرة منذ عام 1952 وبمناطق عديدة منها وادى القريات ووادى إحيمر.
يقول «خليفة»: كان يوجد بالوادى ثروة حيوانية تقدر بملايين الرؤوس من الإبل والأغنام والماعز، نفق أغلبها لعدم وجود مراعٍ وعدم نزول مطر لمدة 10 سنوات.
 
 
وفى أوائل عام 2012 تسرب لداخل الحدود المصرية سودانيون للتنقيب عن الذهب وساعدهم شباب الوادى من خلال أجهزة للكشف عنه وتم القبض عليهم جميعا، وقد صدر قبل يومين قرار رئاسى بالإفراج عن السودانيين، ويطالب خليفة بالإفراج عن أبناء الوادى أسوة بهم، فى حين تقدم خليفة بمذكرة للسلطات الحدودية المصرية لتقنين تلك الأجهزة لدى الشباب على أن يتم تسديد ضرائب سنوية بالقدر الذى تحدده الدولة، كما هو متبع فى السودان أو إنشاء شركات حكومية للبحث عن الذهب وتعيين أبناء العبابدة والبشارية، يطالب أبناء العبابدة والبشارية، بإنشاء ترعة جانبية من بحيرة ناصر لزراعة 20 ألف فدان صالحة للزراعة بالوادى وتسلم كل أسرة 5 أفدنة، وكذلك إنشاء مدارس للتعليم الأساسى، حيث لا توجد سوى مدارس ذات الفصل الواحد واستطاع أن يلحق بقطار التعليم من تمكن من الخروج من الوادى للقاهرة، كما يطالبون بوحدات صحية لخدمة السكان والعاملين بالمناجم.