الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مثيرة للجدل صلاة الجمعة والأعياد فى الشوارع

مثيرة للجدل صلاة الجمعة والأعياد فى الشوارع
مثيرة للجدل صلاة الجمعة والأعياد فى الشوارع




تحقيق ـ محمد فؤاد


آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة وعيدى الفطر والأضحى والقيام فى رمضان فى الشوارع والطرقات والميادين، واختلف علماء الدين حول الحل والحرمة لتلك الظاهرة، حيث يتسبب افتراش المصلين فى الشوارع والميادين فى قطع الطريق وحبس حرية المواطنين فى منازلهم والمارة، وتعطيل مصالحهم.. «روز اليوسف» رصدت المواطن السبع المكروه فيها الصلاة مع علماء الأزهر والشريعة الإسلامية والفقه المقارن، بين مؤيد ومعارض.
بداية قال الدكتور أحمد كريمة - أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر - إن أمر الصلاة فى الشوارع والميادين والطرقات جائز شرعا، ولا شىء فيه بإجماع العلماء، خاصة أنه يستخدم عند الضرورة حينما يغلق المسجد من شدة الزحام فى صلاة الجمعة لمتابعة خطيب بعينه أو لقرب المسجد من المسكن وأسباب كثيرة.
مضيفا أن هذا الاستخدام للشارع فى الصلاة لا يستغرق دقائق، مشيرا إلى أن ذلك يكون عادة عند المسلمين فى صلاة الجمعة وعيدى الفطر والأضحى، وهى سنة مؤكدة، وفيما يتعلق بالطهارة التى أعلنت وزارة الأوقاف فى بيانها عنها قبل عيد الأضحى فإن الأصل فى كل شيء هو الطهارة، وأن مثل هذه البيانات تكون لعدم تجمع كتل بشرية فى الشارع حرصا على الأمن العام والظروف التى تمر بها البلاد.
وشدد «كريمة» على وزارة الأوقاف ألا تصدر أى بيان يختص بالأمر الشرعى والفقهى قبل عرضه على أهل الاختصاص من أساتذة الفقه المقارن والعقيدة والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فيكون لهم دور المراجعة والتصويب حتى لا تحدث فتن بين المسلمين.
وكانت الأوقاف قد حذرت من إقامة صلاة العيد أو الجمعة فى الميادين أو الشوارع العامة، مؤكدة أنها لا تعد خلاء ولا تحقق المقصد الشرعي، إضافة إلى أن الصلاة فى الشوارع أو الطرقات تعطل مصالح الناس وتنال من قدسية العبادة.
أما الدكتور سعد الدين الهلالى - رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر - فقال إن صلاة مثل العيد سنة مؤكدة، فما الداعى للتمسك فى إقامة طاعة على معصية؟، وذلك بقطع الطرق على الناس وتعطيل مصالح المواطنين منهم المريض وذا الحاجة.
ومن جانبه قال الشيخ حمدى قدوسة - نقيب الدعاة بالقليوبية - إن الصلاة مكانها المسجد وذلك لمكانتها عند الله وقدسيتها عند المسلمين، حتى جعل الله الأجر العظيم للمداوم عليها، فكانت الخطى إلى المساجد رباطًا مع الله وأعد الله نزلا فى الجنة كلما غدا أو راح المسلم إلى المسجد، لكن دائما الإسلام لا يترك أيا من الأمور دون تشريع، مشيرا إلى أن هناك أكثر من رأى فى حكم الصلاة فى الطريق، فقال الشافعى ومالك وأبو حنيفة بكراهة الصلاة فى الطريق، وأما الحنابلة فقالوا بالجواز، والعلة فى الكراهة هى حديث ابن عمر، فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فى سبع مواطن .. فى المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق ومعاطن الإبل والمحاش والحمام.
مضيفا أما الجواز فاستدلوا بحديث النبى «فضلت على الأنبياء بخمس ، وذكر منها وجعلت لى الأرض مسجدا وترابها طهورا»، ونخلص من هذا أن النهى أولى من الجواز وذلك لسببين  لانشغال المصلى وصرفه عن الخشوع فى الصلاة أو طهارة المكان، والتى هى شرط لصحة الصلاة، والطريق لا نطمئن لطهارته، ووقوع المارين به فى المعصية رغما عنهم للمرور بين يدى المصلى أو حبسهم حتى ينتهى من صلاته مما يعطل مصالحهم،، أما الساحات التى تعد لصلاة العيد فهى من السنن التى وردت عن النبى صلى الله عليه وسلم، ورغب فيه، وتكون فى العيدين فقط، وأما ما يحدث من تجاوزات الآن فى صلاتى العيد أو الجمعة فهو مخالف للشرع، حيث أن الخلاء هو المكان الخالى من أى انشغالات وبعيدا عن طرق الناس ومصالحه، فإن الإسلام دعا إلى التآلف والوحدة والجماعة ونهى عن كل ما يخالف ذلك.
الشيخ نشأت زراع - الداعية الإسلامى - يقول إذا تضرر أحد من الصلاة فى الشارع والميادين وساحات الخلاء المقامة وسط المساكن  حيث تمنع مريضًا من الذهاب إلى المستشفى مثلا أو امرأة فى حالة ولادة فهى مكروهة وتصل للحرمة، فالعبادات كلها لمصلحة الإنسان، والصلاة فى الشوارع تكون مباحة إذا لم يترتب عليها أى مضايقات لأحد، فالقاعدة تقول لا ضرر ولا ضرار.