الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انطلاق قمة «المناخ» بتكريم ضحايا هجمات باريس

انطلاق قمة «المناخ» بتكريم ضحايا هجمات باريس
انطلاق قمة «المناخ» بتكريم ضحايا هجمات باريس




باريس –وكالات الأنباء

بعد عقود من المفاوضات الشاقة التىاتسمت بإخفاق قمة سابقة للمناخ فىكوبنهاجن قبل ست سنوات، انطلقت أمس فى العاصمة الفرنسية باريس أكبر قمة للمناخ فى تاريخ الأمم المتحدة وسط إجراءات أمنية مشددة، ولا سيما بعد هجمات باريس التى أوقعت نحو 130 قتيلاً.
فمن شبه المؤكد أن يتم التوصل لشكل ما من الاتفاق التاريخى بحلول منتصف ديسمبر المقبل.
وأدت تحذيرات من علماء المناخ ومطالب من ناشطين ونصائح من زعماء دينيين مثل البابا فرنسيس مصحوبة بتحقيق تقدم كبير فى مصادر أنظف للطاقة مثل الطاقة الشمسية إلى زيادة الضغوط لخفض انبعاثات الكربون التى يُنحى باللوم عليها فىارتفاع درجة حرارة الأرض.
وزار العديد من قادة الدول المشاركين مسرح باتكلان حيث سقط معظم الضحايا، مثل الرئيس الأمريكىباراك أوباما الذىقام مساء الأحد بزيارة مسرح «باتكلان» برفقة نظيره الفرنسى فرانسوا هولاند، ووضع باقة من الزهور تكريما للضحايا الذين سقطوا يوم 13 نوفمبر الجاري.
كما زار المسرح أيضا رئيس الوزراء الكندىجاستن ترود ورئيس وزراء كييك فيليب كاويار.
وكانت رئيسة تشيلى ميشيل باشليه قد زارت ظهر الأحد مسرح باتكلان حيث وضعت باقة من الزهور، فىخطوة سبقها إليها رئيس الوزراء البريطانىديفد كاميرون.
ويتوقع أن يقوم بهذه الخطوة العديد من القادة المشاركين فىمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ.
وتنعقد هذه القمة فىظل حالة من الطوارئ المعلنة فى فرنسا بعد هجمات باريس، وبعد يوم من احتجاجات دفعت سلطات الأمن إلى اعتقال العشرات.
واستعملت الشرطة الفرنسية الغاز المدمع لتفريق عشرات من نشطاء البيئة الذين تحدوا قرار منع التظاهر.
وبدلا من التظاهر، لجأ بعض الناشطين إلى ترك آلاف الأحذية التى يزيد وزنها على أربعة أطنان، طبقا للمنظمين، فىساحة الجمهورية.
وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت أنها ستنشر نحو 2800 من عناصر الشرطة والجيش لتأمين موقع المؤتمر فى ضاحية لوبورجيه، كما سيتم نشر 6300 آخرين فى أرجاء باريس.
وخرجت فىلندن مظاهرات للمئات من أصدقاء البيئة، طالبوا خلالها القادة المجتمعين فى باريس بضرورة اتخاذ قرارات من شأنها الحد من التغيرات المناخية.
وشهدت العديد من العواصم أمس خروج أكثر من 570 ألف شخص فى2300 مظاهرة دفاعا عن المناخ، وفق تقديرات أعلنتها منظمة «أفاز» غير الحكومية، إحدى الجهات المنظمة لقمة باريس.
ويهدف الاتفاق الذىستخرج به قمة باريس إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل درجتين مئويتين أو أقل فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك عن طريق الحد من انبعاثات الكربون التى يعزى إليها التغير المناخي.
وقال محللون إنه حتى إذا التزم عدد من الدول التى قدمت طوعا تعهدات بخفض انبعاثات الكربون لدعم التوصل إلى اتفاق فى باريس، فإن حرارة الأرض متجهة إلى الارتفاع بمعدل ثلاث درجات مئوية.
وثمة كثير من العوائق أمام مؤتمر باريس من بينها تمويل الدول المعرضة لتأثيرات التغير المناخي، ومراقبة خفض انبعاثات الغاز، وحتى الوضع القانونىللمعاهدة.
وكانت منظمة «أوكسفام» البريطانية طالبت فىدراسة أعدتها، الدول الصناعية السبع الكبرى بالبدء فورا فىتنفيذ خطة لإنهاء اعتمادها على الفحم فىتوليد الطاقة. وتتصدر ألمانيا قائمة الدول المستهلكة للفحم فىالعالم، رغم ما تسببه من هجرة سكانية من مواقع محطات الفحم ومناجم التنقي.
ويقول معظم العلماء إن الإخفاق فىالاتفاق على إجراءات قوية فى باريس سيجعل العالم يشهد متوسط درجات حرارة مرتفعة بشكل لم يحدث من قبل وتجلب معها عواصف أكثر فتكاً وموجات جفاف متكررة بشكل أكثر وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية.
وفى مواجهة مثل هذه التوقعات المثيرة للقلق يأتى زعماء أكثر من 150 دولة مسئولة عن نحو 90 فىالمائة من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وهم يحملون تعهدات بخفض إنتاج بلادهم من الكربون وإن كان بدرجات متفاوتة .