السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إدوار الخراط يعبر للسماوات العالية

إدوار الخراط يعبر للسماوات العالية
إدوار الخراط يعبر للسماوات العالية




كتب - إيهاب كامل


اختفى الأديب الكبير إدوار الخراط من الساحة الثقافية منذ سنوات طويلة، بعد أن اختطف المرض اهتمام مثقف من أكثر المثقفين المصريين إنتاجا فى الأدب والنقد والترجمة، إلى أن فارقنا مغادرا صباح أمس إلى «السماوات العالية» عن عمر يناهز 89 عاما، بعد فترة صراع مع المرض قضى آخرها فى مستشفى «الانجلو»، التى خرج منها جثمانه إلى كنسية الدوبارة، ومنها إلى مسقط رأسه وعشقه الأثير، الإسكندرية، ليدفن فى مقابر برج العرب.
ارتبط الخراط بمحاولات التجديد فى الأدب طوال سنوات الثمانينيات تحديدا حين ذاع فى تلك الفترة مصطلحات مثل «الحساسية الجديدة»، و«الكتابة عبر النوعية»، التى اجتهد فيها بدر الديب، وتعهد الخراط برعايتها إعلاميا شأنها شأن الترويج لمفهوم الحداثة، لكنه نفسه توقف عند هذا الحد ولم تسعفه ظروفه الصحية أن يواكب التيارات التى عصفت بمفهوم الحداثة، وانتقلت إلى ما بعدها، كما تعهد الراحل برعاية العديد من الأجيال نقديا، أبرزهم جماعة «إضاءة 77».
وكان الخراط قد بدأ ضمن جيل من المثقفين فى أعقاب النكسة تبلورت تجربتهم الجمالية فى مجلة «جاليرى 68»، التى كرست لمفهوم مجلات «الماستر» الذى ساهم فى كسر هيمنة السلطة فى ذلك الوقت على فرص النشر واحتكارها للعمل الثقافى وقد بدى اختلاف الراحل عن التيار الأدبى السائد منذ مجموعته القصصية  الأولى «حيطان عالية» التى صدرت عام 1959واعتبرت منعطفًا حاسمًا فى القصة العربية إذ ابتعد عن الواقعية السائدة وركّز اهتمامه على وصف خفايا الأرواح المعرَّضة للخيبة واليأس.