الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إيران» سبقت العالم فى تجسيد «الرسول» بفيلم سينمائى موجه للغرب




 «الوصايا العشر».. «الرغبة الأخيرة للمسيح».. «انجيل لوقا» «شفرة دافنشى».. وأخيراً «براءة الإسلام».. أفلام أساءت للأنبياء موسى وعيسى ومحمد الذين اختصهم الله بحمل رسائله السماوية إلى البشرية.. وأختصهم أيضا كثيرون بالهجوم والإساءة على مر العصور دون باقى الأنبياء الذين بعثهم الله إلى الأرض.
 
هؤلاء الأنبياء حملوا «الحق» إلى البشرية ليواجهوا مساوىء بنى آدم ويستقبلوا بالهجوم منذ اللحظة الأولى التى رأوا فيها برهان ربهم.. واستمر هذا الهجوم سنوات وعقوداً حتى عادوا إلى بارئهم.. لتبدأ حملات التشكيك فى رسائلهم الربانية.. وبمرور القرون تطور شكل تلك الحملات.. لنجد أفلاماً مسيئة للثلاثة اصحاب الرسالات فقط).
 
وبمقدار الإساءة التى تضمنتها هذه الأفلام كان رد فعل أصحاب تلك الديانات يشتعل تحيزاً للرسالة السماوية التى انزلها الله على نبيهم.. لتشعل الأفلام غضب اليهودى والمسيحى والمسلم وتتفق الطوائف الدينية على تحريمها لرفضها أى مساس بـ«قدسية الأنبياء».
 
 
فى هذا الملف.. نستعرض الأفلام التى حملت هذه «الإساءة» على مدار العقود الماضية.. ورد الفعل عليها.. والتحركات التى بدأت على الساحة الشعبية والفنية للرد على آخر تلك الإساءات.
 
فى الوقت الذى ثار فيه العالم الإسلامى ضد الفيلم المسىء للرسول وانطلقت فيه دعوة الداعية الإسلامى فاضل سليمان لتجسيد النبى محمد فى عدة أفلام عالمية لتعريف الغرب به وتصحيح صورة الإسلام وتعاليمه ومبادئه فى أعين الغرب، كانت إيران قد انتهت بالفعل من إنتاج أول فيلم سينمائى يجسد الرسول بشكل حى، على غرار مسلسل «يوسف الصديق».
 
المخرج الإيرانى مجيد مجيدى انتهى مؤخرًا من تصوير فيلم سينمائى بعنوان «محمد صلى الله عليه وسلم»، ويشهد هذا الفيلم أول تجسيد للنبى محمد حيث تم تصوير مشاهد الفيلم فى منطقة «كرمان» ومدينة «نور» السينمائية الواقعة فى جنوب شرق إيران، وجرى تصوير المشاهد المتعلقة بهجوم أبرهة الحبشى، وأجزاء من المدينة المنورة، وحركة القوافل بين مكة والمدينة قبل البعثة بعد أن تم بناء مجسّم لكعبة صغيرة مبنية من الأحجار - كما تم جلب عدد من أشجار النخيل من منطقة «بم» بشرق إيران وزرعها فى أطراف المدينة السينمائية، بجانب إنشاء نحو 60 بيتًا لتصبح أجواء الفيلم أكثر واقعية.
 
ويرى صناع الفيلم أن حياة النبى صلى الله عليه وسلم أكبر من اختزالها فى فيلم واحد، لذا قرر المنتج مهدى هيدريان، والسيناريست الشهير كامبوزيا باتروفى، والمخرج مجيد مجيدى، عمل ثلاثية سينمائية ترصد حياة الرسول منذ ولادته وحتى وفاته، وتناول الجزء الأول الذى تم إنتاجه وتصويره مؤخرًا، سيرة طفولة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام منذ ولادته فى عهد الجاهلية حتى بلوغه الثانية عشرة، ويروى الفيلم نشأته، وسفره مع عمه أبى طالب إلى الشام، ووصولهما إلى صومعة الراهب المسيحى «بحيرا» الذى بشرّ أبا طالب بظهور خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بعد المسيح عليه السلام.
 
 
فترة كتابة الثلاثية استغرقت حوالى ثلاث سنوات، وتمت ترجمة الوثائق التاريخية للأحداث بمساعدة فريق آخر شارك فيه عدد من رجال الدين من عدة دول مثل إيران والمغرب وتونس ولبنان والعراق والجزائر.
 
 
وقال المخرج مجيد مجيدى عن سيناريو الفيلم الأول: «لسوء الحظ لا توجد مصادر شاملة كاملة حول طفولة الرسول خاصة أن المصادر المتاحة تحوى بعض البيانات المتكررة والمزيفة».
 
هذا التصريح أثار المزيد من الشكوك بعد أن تعمّد المخرج الإيرانى أن يؤكد زيف وتكرار المصادر الإسلامية المتاحة، وربما قصد بذلك مصادر أهل السنة، حتى يضع بالفيلم ما يناسب رؤيته الشيعية. وأضاف مجيدى قائلاً: الفيلم يحاول أن يظهر الضروريات والأسباب التى أدت إلى ظهور النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى تلك الحقبة، مع إظهار طبيعة المجتمع العربى آنذاك، خلال مرحلة طفولة النبى، وأؤكد أن الإيمان والأخلاق والقيم الروحية هى شغلى الشاغل فى السينما، وهذه القيم تظهر فى أفلامى بطرق مختلفة، وسيجسّد النبى فى الفيلم باعتباره رمزًا للأخلاق والقيم الروحية الحميدة، وسيترجم الفيلم إلى اللغات العربية والفارسية والإنجليزية بآلية لم يعلن عنها بعد».
 
ورغم علم المخرج الإيرانى بخطورة الموقف وإشكاليته، وكم الهجوم المتوقع عليه، إلا أنه لديه ما يبرره، إذ قال: «إنتاج فيلم عن النبى يظهر فيه بهيئته، جاء بسبب قلة الأفلام التى تتحدث عن التاريخ الإسلامى المجيد وحياة الرسول الأعظم، حيث لم يتم إنتاج سوى عدد قليل من الأفلام قبل أكثر من 40 عامًا، فى حين أنه تم إنتاج أكثر من 200 فيلم عن حياة النبى عيسى، وأكثر من 100 فيلم عن حياة النبى موسى، فمن الطبيعى ألا يعرف المسلم كثيرًا عن حياة نبيه العظيم؛ بسبب قلة الأفلام التى تم إنتاجها عن حياته الشريفة، كما أن إنتاج فيلم عن طفولة النبى فى الوقت الحاضر الذى تشهد فيه الهوية الإنسانية أزمة خانقة للغاية، بعد سقوط بعض القيم الأخلاقية والإنسانية لدرجة جعلتنا نعيش فيما يسمى بالجاهلية الحديثة، سيجعل من الفيلم مشعلا يضىء الدرب للجيل الراهن والمستقبل