الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البنات يعترفن: «الفيس بوك» دمر حياتنا




لشبكة التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» فوائد عديدة لا يمكن تجاهلها.. ولعلها سبب أساسى فى تنظيم معظم ثورات الوطن العربى هذه الشبكة العنكبوتية السحرية المؤثرة، التى يجتمع عليها ملايين الناس لها وجه إيجابى قد يفيد الكثير والملايين من البشر ولكل شىء سلبيات.. ولعل المرأة بالتحديد هى أكثر المتضررين فهناك العديد من الحالات التى كانت لها قصص مثيرة مع شبكة التواصل الاجتماعى «الفيس بوك».
 
... فنجان القهوة المحوجة هى أول ما تقدم على عمله كل صباح.. وبعدها تتجه نحو الكمبيوتر فى حركة لا إرادية كنوع من الادمان ورغم أنها حاولت كثيرًا أن تؤجل هذه العادة إلى ما بعد الانقضاء من احتياجات المنزل. إلا أنها فشلت هكذا تؤكد صباح السيد 45 عامًا حاصلة على بكالوريوس تجارة التى فشلت فى أن تتخلص من هذه العادة السيئة التى ترتكبها كل صباح لعيون «الفيس بوك» وتروى لنا قصتها فى بكاء ندما على إهمال زوجها وأطفالها وبيتها: كانت حياتى تسير بشكل طبيعى، زوجى يعمل بمكتب محاماة.. ولدىّ من الأبناء بنتان وولد فى مراحل التعليم المختلفة، وكانت حياتى تسير بشكل منظم وسلس وفى الشرارة الأولى للخلافات بينى وبين زوجى جعل جارتى تقنعنى باقتحام عالم «الفيس بوك» ومشاركتها فى تبادل الصور والأخبار ومعرفة ما يدور فى العالم لنسيان الخلافات.
 
فى بداية الأمر كانت تسلية بالنسبة لى ولكنه تطور ليصبح شبه إدمان وأصبحت أقضى معظم ساعات يومى على «الموقع الملعون» الذى سرق منى اهتمامى بحياتى وأسرتى.. وتقول كان زوجى يأتى للمنزل بعد الانتهاء من عمله ليبدأ الشجار بينى وبينه حيث حذرنى مرارًا وتكرارًا من حجب الإنترنت ولكنه لم يستطع لحاجته له فى عمله وكنت لا أبالى بكلامه وتحذيراته.. حتى فاض بزوجى وأصبح يلجأ للشكوى لأهلى.. وكثيرًا ما وعدت بالتغيير ولكنى لم أقوى حيث كنت أدمنت هذه الشبكة بالفعل.. وتؤكد صباح إن صحتها تدهورت لإهمالها فى تناول الطعام.. فبعد شرب فنجان قهوة كل صباح لا تبالى بتناول الطعام.. كما أنها أصيبت بضعف النظر.. وبعد أكثر من عامين من المشاكل ما كان لزوجها إلا أن يقرر الانفصال وتركها لمعشوقها الوحيد «الفيس بوك» وتكره صباح هذا «الفيس بوك» لأنه تسبب فى هدم حياتها وتنصح كل فتاة وسيدة بالابتعاد عن هذه الشبكة حتى لا تكرر خطيئتها التى عرفتها بعد فوات الأوان.
 
 
أول لقائنا كان فى منزل جارتى بالصدفة وهو ابن عمتها.. أعجبت كثيرًا بشخصيته الجذابة، ومظهره الأنيق.. بعدها قابلته عدة مرات بمساعدة جارتها.. عرفت عنه الكثير «كنت فى عامى الأخير بكلية الآداب» هكذا تقول نشوى المصرى كان طبيب أطفال وافقت على خطوبته دون تردد وكانت أمى تقول لى «نصيبك حلو لأنى دائمًا أدعو لك» كان سخيا وكريما أول مناسبة بعد خطبتنا كان عيد ميلادى.. فألح على أن أطلب هديتى فطلبت جهاز كمبيوتر «لاب توب» لأنى أردت أن أكون مثل زميلاتى.. ومن هنا بدأت المأساة كنت أحمله معى أينما ذهبت ولا أتركه إلا عند نومى.. بدأ يلاحظ انشغالى عنه وتحولت حياتى لنمط «الإهمال» حيث رسبت فى عامى الأخير.
 
 
حتى سألنى خطيبى: هل هناك شخص آخر فنفيت ولكنه لم يصدقنى.. لأنى انشغلت عنه بشاب تعرفت عليه عن طريق «الفيس بوك» استطاع أن يجذبنى بأفكاره المجنونة وتصرفاته الغريبة وشعرت بأن خطيبى الطبيب عاقل أكثر مما ينبغى، حتى رآنى مرة مع هذا الشاب فما كان منه إلا أنه تركنى بلا رجعة، وتعلمت درسًا قاسيًا ولكن بعد فوات الأوان.. تلك التجربة جعلت نشوى أكثر تريسا وموضوعية فى تصرفاتها.. وتحسب كل خطوة قبل الإقدام عليها.
 
 
كانت أعز أصدقائى وكنت اعتبرها أكثر من أختى.. ولكنها خانت ثقتى بها.. وخطفت منى خطيبى!! هكذا عبرت عبير أحمد 24 عامًا عن رفيقة دربها على مدار أعوام طويلة بداية من المرحلة الإعدادية وحتى تخرجا فى كلية الحقوق.. تقول عبير بعد تخرجى بعام التقيت بشاب كان يكبرنى بـ5 سنوات يعمل محاسبًا بشركة وله مكانة مرموقة اتفقنا على الزواج بعد عامين من خطبتنا ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فعرفته على أعز صديقاتى التى قابلها فى منزلى أكثر من مرة.. وتم خلال هذه الزيارات تبادل أرقام التليفون وبعدها فوجئت أنها تطلب منه أن يضيفها على «الفيس بوك» لم أعر الموضوع أى اهتمام لأننى كنت أثق بها وبه حتى لاحظت أنه يحدثها كثيرًا عن طريق الهاتف و«الفيس بوك» لساعات بعد أن أهملنى تمامًا كما أنها أصبحت تهرب منى باستمرار بحجة البحث عن عمل.
 
وحدث ما كنت أخاف أن أفكر به فى ذات يوم اتصلت به حتى أراه ولكنه اعتذر وأيضًا تحدثت إلى صديقتى وتحججت بأنها مرتبطة بموعد عمل.. وبعد أن حدثتها على «الموبايل» اتصلت بتليفون منزلها فأجابتنى والدتها وقالت لى إنها سمعتها تعطى موعدًا لشخص جاء إليها بفرصة عمل.. وعلمت مكان اللقاء وأفاجأ برؤيتهما فى وضع رومانسى.
 
 
وما كان من صديقتها إلا أن اعترفت بأنهما ارتبطا عاطفيا عن طريق «الفيس بوك» وحاولت أن تبرر لها أن هذه المشاعر كانت لا إرادية منهما..ولكن عبير لم تعطها الفرصة وفسخت الخطبة وقررت أن تقاطع هذا «الفيس بوك» للأبد.
 
 
البنات على «الفيس بوك» فاضية ولديهم فراغ عاطفى هكذا قالت فاتن شريف 23 عامًا حاصلة على ليسانس آداب قسم إنجليزى.. مؤكدة إنها قررت عدم المشاركة على «الفيس بوك» لما كانت تراه من مهازل بين زميلاتها وقررت الابتعاد عن هذا العالم الغريب بكل مشاكله وخلافاته، وتقول فاتن أشعر إن «الفيس بوك» «شىء مستفز» ويخترق خصوصيات الأشخاص.. وتتعجب كثيرًا من الفتيات اللاتى يعرضن صورهن على صفحاتهن دون خجل بالإضافة إلى الرجال الذين يعرضون صورًا لزوجاتهم وأولادهم على الملأ «وكل واحد عايز يشوف حاجة يفتح ويشوف».. هكذا قالت فاتن التى لم تخض أى تجربة لها على «الفيس بوك» اتقاء للشبهات وللمشاكل التى قد تنتج من مشاركتها فى هذه الشبكة الاجتماعية.