الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وراء كل زوجة «مفترية».. رجل سلبى

وراء كل زوجة «مفترية».. رجل سلبى
وراء كل زوجة «مفترية».. رجل سلبى




كتبت - أسماء قنديل

 

الكثير من الأعباء والمسئوليات ملقاة على عاتق الزوجة والتى ينتظر منها أفراد أسرتها أن تقوم بها على أكمل وجه وإذا اشتكت أو مرضت فيشدوا من أزرها لتواصل المسيرة بمفردها فهى تستيقظ مبكراً وتطهو الطعام وتنظف المنزل وتذهب لعملها وتذاكر لأولادها، وزوجة مطيعة لا ترفض طلبًا لزوجها.. ولكن فاض الكيل بالمرأة التى تضطلع بهذه المهام بمفردها خصوصًا فى ظل تخاذل زوجها عن مشاركتها فى المسئولية.. مما أدى إلى تدهور صحة بعض الأمهات النفسية والجسدية لدخولهن فى دوامة الحياة التى لا تنتهي. فتحولت الكثير من البيوت إلى صراخ وعويل بين الزوجين لأتفه الأسباب وقد يتطور الأمر إلى استخدام العنف بينهما أثناء الجدال فى مناقشة أمور الحياة أو حدوث مشادات كلامية بين الأم وأبنائها فيرتفع ضغطها.. وللخروج من دوامة الخلافات والمشادات اليومية يجب أن يساعد الرجل زوجته فى المنزل لأن مؤسسة الزواج قائمة على المشاركة بينهما فى الأمور الحياتية لكى ينشأ الأبناء فى مناخ صحى مما ينعكس بدوره على المجتمع.
فى البداية، تقول د.إنشاد عز الدين، أستاذ علم الإجتماع بجامعة المنوفية، إن الكثير من السيدات يتعاملن بعنف مع أزواجهن وأبنائهن لأنهن أصبحن منهكات القوى من كثرة المسئوليات الملقاة على عاتقهن، كما أنها لا تجدن إشادة وتقدير من زوجها على جهودهن المضنية فى خدمتهم، مما يؤدى إلى إنفجار بركان الغضب داخل المنزل وحدوث مشادات بين الزوجين وصياح مستمر من الزوجة.. ولعلاج ذلك يجب أن يتفق الطرفان فى البداية على إستراتيجية تربية الأبناء وتوزيع الأدوار بينهما لأن سيكولوجية الإنسان المقهور تضر المجتمع فى النهاية.
وتضيف د.داليا الشيمي، الخبيرة فى مجال المساندة النفسية والاجتماعية وحل الخلافات الزوجية، أن تزايد ظاهرة عنف الزوجات بسبب ارتفاع لغة العنف التى أصبحت سمة ملحوظة فى العديد من المجتمعات العربية، فنجد العنف بين الناس فى تعاملاتهم المختلفة، ونلحظه فى الشارع وفى كل شيء حولنا، ومن الطبيعى أن ينعكس هذا العنف على الأسرة وعلى العلاقة بين الزوجين.
ونبهت إلى أن عمل المرأة ومشاركتها بشكل أساسى فى تلبية احتياجات المنزل، أفقد الرجل بعضًا من قوامته التى ذكرها القرآن، وأصبحت المرأة تشعر أنها مثل الرجل، بل ربما تفوقه، وهذا بلا شك أفقد الرجل جزءًا كبيرًا من هيبته، وأكسب المرأة جرأة غير معهودة فى ممارسة العنف تجاه زوجها، بالإضافة إلى دور الأفكار النسوية التى تدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة فى غياب نموذج المرأة الهادئة الوديعة، بل هيأت هذه الأفكار الأجواء لتنامى ظاهرة العنف ضد الأزواج، لافتة إلى أن الإعلام لعب دورًا هامًا فى تغذية هذه الظاهرة، حيث أنه يدعو المرأة للتعبير عن نفسها بأشكال التعبير كما يفعل الرجل.
وفى هذا السياق، أشارت دراسة حديثة أعدها مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية إلى أن أكثر من نصف الرجال المتزوجين فى مصر معرضون للضرب من زوجاتهم، ووصلت نسبة عنف الزوجات ضد أزواجهن إلى 50.6% من إجمالى عدد المتزوجين، وأن العنف يزيد بين الزوجات الأميات بنسبة 87% بالمقارنة بالمتعلمات، وأن 5.6% منهن يستخدمن آلات حادة، والغريب أن ثلث النساء لا يشعرن بالندم لتصرفاتهن تجاه أزواجهن، وذكر المشرفون على الدراسة إنهم اعتمدوا على نتائج عدة بحوث أجراها قسم الاجتماع فى كلية الآداب بجامعة جنوب الوادى.
وقالت الباحثة رباب محمد حرش إن العنف تراجع ضد المرأة فى المناطق التى تعمل فيها النساء وتتحمل مسئولية الإنفاق على أسرتها، حيث يحاول الرجل غير المتعلم التغلب على تدنى مستواه التعليمى برفع صوته وضرب زوجته لإثبات أنه الأقوى، وأشارت إلى أن السيدات اللاتى يضربن أزواجهن من الفئة غير المتعلمة، وهن نسبة قليلة بالقياس لعنف الرجال ضد النساء.
فيما أكد د.عوض علــى عيســـى، مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، أن بعض الرجال يلجأون إلى ممارسة العنف ظنًا منهم أنهم يحكمون السيطرة ويسيٍرون أمور بيوتهم لكى يضمنوا زوجة مطيعة تحافظ على البيت والأولاد، ولكن هذا السلوك ليس من شأنه إلا أن يهدم بيوتًا ويشرد نساء وأطفالاً، كما أنه يتسبب فى انتشار الكثير من الحالات النفسية والاضطرابات السلوكية لدى النساء والأطفال الذين يعيشون فى وسط ينتشر فيه العنف الأسري.
ولفت إلى أنه فى كثير من الأحيان تكون المرأة أكثر عنفًا وعندما تفكر فى العنف ضد زوجها تميل إلى القتل، وأن الرجل أكثر ميلاً إلى العنف البسيط، بينما تكون المرأة أكثر ميلاً للعنف الشديد، خاصة حين تتعرض للقهر بصور مختلفة.
وأكد أن العنف الأسرى سببه المشكلات العاطفية، مهما تلونت الأسباب، مشيرًا إلى أن الرجال يتعرضون للعنف من قبل زوجاتهم، لكنهم لا يبوحون بما يتعرضون له من عنف، تجنبا لنظرة المجتمع لهم، عكس الزوجات اللاتى يلجأن إلى الشرطة فى حال تعرضهن للعنف من قبل الزوج.
وقد أثارت هذه الدراسة جدلاً كبيراً بين أساتذة علم النفس والإجتماع، حيث أشارت د.إنشاد عز الدين إلى أن السيدة المصرية حقها مهدر منذ زمن بعيد وترى أنه ينبغى عدم تعميم الدراسة على المجتمع المصرى بأكمله، خاصة فى ظل سيطرة الثقافة الذكورية على المجتمع الذى نعيش فيه، كما أنها لا تعتقد أن الرجال يتعرضون للضرب فى الصعيد.
وتتفق معها د.هناء الجوهرى، أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة، حيث ترى أن عنف المرأة يكون دفاعًا عن النفس، وأن هذه الدراسة يصعب تعميمها على كل الناس، وتتوقع أن تكون الظاهرة منتشرة فى الأحياء الشعبية، كما أنه لا يوجد سيدة تبدأ بالعنف إلا إذا كانت مريضة نفسيًا.