الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنف الفن.. والثورة

أنف الفن.. والثورة
أنف الفن.. والثورة




يكتب: د.حسام عطا

تكرر قبل ثورة 25 يناير على الأقل منذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين أن الفن هابط وخارج عن دائرة التأثير وأنه لا توجد أعمال كبيرة ضمن حملة زمن الفن الجميل التى ظلت تجلدنا بالبكاء المتصل على الماضى.
وللماضى حنين وهو جميل بالفعل فى إبداع مصر فى الخمسينيات والستينيات فى كل اتجاه إبداعي، خاصة فى ظل وجود نجوم صاحبت القمر واشتعلت وهجاً وإبداعاً، ولكن الحق أن الفنون الجادة التى عملت ضد الانهيار منذ منتصف السبعينات وحتى ثورة 25 يناير هى فنون تستحق الرؤية والنظر والتحليل، لأنها فى معظمها عملت ضد السائد، أتذكر تلك الملاحظة الغائبة فى ظل تصاعد نبرة البكاء على الماضى واستمراء اتهام الفن المصرى بالسوقية والقبح فيما بعد الستينيات وحتى الآن، وفى هذا السياق تكرار الهجوم الحاد على أغنيات ثورة 25 يناير و30 يونيو للتأكيد على غياب الأغنية والكتاب والمسرحية والفيلم العلامة المعبرة عن الحدث العظيم، هكذا أزعجنى الرجل الكبير قامة وسناً الذى أطل من فضائية مصرية معروفة وهو يصبغ شعره بالأسود الفاحم ويهدد بأنه عندما يلتقى الرئيس السيسى سيخبره بكل فساد الفن، بل يسب ثورة 25 يناير متجاهلاً شرعيتها الدستورية التى تأسست عليها الجمهورية الجديدة فى مصر الآن والتى لا تقل عن شرعية 30 يونيو بالتأكيد، أنه يمرر تاريخ مصر المعاصر وإبداعها من منظور شخصى يقلب الحقائق، وليناير دستور يحميه أما الفن المصرى الحديث والمعاصر الذى تكرر إهانته واحتقاره فمن يحميه؟
إذا كان صغار الفنانين سجناء أيامهم التى تستهلكهم فهم فى مستوى الجمهور بالتأكيد، ولكن المقاومة الفنية الجماعية للجماعة الثقافية والفنية فى مصر مازالت فاعلة وتحتاج للدعم لا للسخرية والإحباط، كما يجب فهم حركة المبادلة بين الإبداع والواقع قبل 25 يناير وما بعدها فى إطار التأثيرات الصغيرة اللانهائية فى عدد محدود من الناس، تلك التى أنجزها عمل مسرحى مجهول وشريف فى أحد قصور الثقافة فى الأطراف، أو تلك التى أحدثها فيلم مثل «هى فوضي»، ليوسف شاهين وخالد يوسف أو كل تلك الكتابات والأغنيات الشريفة المتناثرة، لأن الوعى والحشد يحدث بالتراكم وبالتأثيرات المتنوعة، ثم يأتى بعد حركة التاريخ ومرور السنوات من يرصد الإبداع المتفرد ويحن إليه كما نحن الآن للماضى الجميل، ألا رفقاً بأنفسنا وبالجمهور العام وبالنور المتبقى، الإبداع والثقافة المصرية، رغم كل الملاحظات الحقيقية عن ضرورة عودتهما لدورها الفاعل فى حاضر ومستقبل مصر.