الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الأزهر يحذرون من خطر فتاوى مواقع التواصل الاجتماعى على شباب الأمة

علماء الأزهر يحذرون من خطر فتاوى مواقع التواصل الاجتماعى على شباب الأمة
علماء الأزهر يحذرون من خطر فتاوى مواقع التواصل الاجتماعى على شباب الأمة




كتبت - هايدى حمدى


مع اتساع استخدام مواقع التواصل الاجتماعى اتسعت معه انتشار العديد من فتاوى الجماعات وغير المتخصصين ما جعل تلك الفتاوى هى الأولى عند البحث فى أى موضوع، فلايجد الشاب أمامه سوى اتباع تلك الفتوى فى أمر من الأمور، وهنا تحدث الكارثة مع تصفح الشباب المستمر لمواقع التواصل الاجتماعى للبحث عن معلوماته الدينية من خلال تلك المواقع باعتبارها أسرع طريق للحصول على المعلومة، ومع اتساع رقعة الشباب المنخدع بفتاوى التواصل الاجتماعى ظهر التحذير من قبل علماء الأزهر من خطورة فتاوى مواقع التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت معتبرين أن تلك الفتاوى تحارب فكر الأمة وتشوه عقول الشباب نحو الدين
وعن رؤية بعض الشباب لفتاوى مواقع التواصل الاجتماعى تقول عزة صقر، 20 عامًا: أستقى الفتاوى من بعض المشايخ فى البرامج الدينية وأحيانًا من خلال القراءة عبر موقع الإفتاء، ولا أفضل متابعة المنشور منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فنسبة كبيرة منها مضللة كما أن أغلبها يكون غرضه إما التشدد أو التحرر ولا تنتمى للوسطية التى يقوم عليها ديننا الحنيف، ومن بين هذه الفتاوى صلاة الفجر سنة وليست فرضًا، ويجوز شرعًا مقاطعة الأقارب إذا كانوا مستهترين وغيرها.. واستطردت ألجأ إلى الموقع الخاص بدار الإفتاء إذا واجهنى أمر يحمل الجدل خاصة فيما يتعلق بالصلاة والصوم، فالمواقع الأخرى يذهب لها نوعان من الأشخاص الذى يبحث عن التشدد والتزمت فى الفكر أو الذى يميل إلى التحرر وخلق الحجج فى إسقاط فروض أو واجبات دينية كأنها النهج الدينى الصحيح.
وتتفق معها شاهندة علي، 18 عامًا، حيث أكدت أنه فى مواقع التواصل الاجتماعى لك مطلق الحرية فى كتابة خبر تم تكذيبه لكن هذا لا يتناسب مع الفتوى فى أمور بعينها، ففى البداية كنت متابعة لمواقع التواصل الاجتماعى كمصدر للفتوى والعمل بها، لكن اكتشفت أن هناك تزويرًا فى تلك الفتاوى فتلك الصفحات تنتحل صفات الشيوخ لتتاح لها فرصة الترويج لفتوى معينة، ومن بينها «لما تنامى تستغفرى الملائكة تكمل لك استغفارك»، فضلا عن الرسائل التى تقول إن لم تنشرها فاعلم أن شيطانك قد منعك من هذا وغيرها، لذا أفضل أن استقى الفتوى التى أريدها من خلال معلمتى بالمسجد، وبصفة عامة مواقع التواصل الاجتماعى تقدم المعلومة بشكل مبسط ومناسب لتفكير الشباب فى الوقت الحالى لذا ينجذبون لها، على عكس المواقع الخاصة بدار الإفتاء تكون معقدة بالنسبة لهم.
واعتبر محمد خميس، 22 عامًا، أن مواقع التواصل الاجتماعى مجرد متنفس لإبداء الآراء حتى ولو كانت صفحات رسمية لكبار المشايخ، بالتالى اتجه لأخذ الفتوى من شيخ أزهرى أثق فى أنه ليس له انتماء سياسى معين، ولكنها ستكون بمثابة نصيحة لى فقط حتى أتأكد من صحتها من أكثر من مصدر، لكن ليس من ضمن هذه المصادر أئمة المساجد لأنى أرى أنهم أصبحوا موجهين سياسيًا للإفتاء بأمور معينة دون أخرى.
رؤية العلماء
وعن رأى العلماء يقول د. إبراهيم نجم، المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية: يمكننا القضاء على مثل هذه الظاهرة من خلال الرجوع إلى المتخصصين فى الفتاوى، لأن الفتوى صناعة ولا تتاح للذين لا يحسنون هذه الصناعة، فقد قال الله عزوجل فى كتابه الكريم: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، سورة النحل، فالفضاء الإلكترونى صعب السيطرة عليه لأن فيه ملايين الرسائل والفتاوى من هذا القبيل، لكن عندما يصدر شىء غير صحيح تسارع دار الإفتاء بنشر الرأى الصحيح فى مثل هذه الأمور والقضايا، ولكن العبء الأكبر يقع على من يكتب الفتوى حيث لا بد أن يكون متخصصًا فى هذا المجال.
وأضاف «نجم»: دار الإفتاء لها صفحات معينة على مواقع التواصل الاجتماعى وتكون موثقة من قبل إدارة هذه المواقع، فينبغى على المستخدم أن يتأكد أن الصفحة موثقة، ولأننا نعلم أن أى وسيلة تكنولوجية تخدم الدين بطريقة إيجابية حرصت دار الإفتاء المصرية على دخول مواقع التواصل الاجتماعي، وقد وصل عدد متابعينا على «الفيسبوك» ما يقرب من 2 مليون شخص، فنحن أكبر مؤسسة دينية فى العالم بها هذا العدد والمقارنة هنا بين دار الإفتاء وجميع المؤسسات الدينية حول العالم، كذلك يوجد موقع دار الإفتاء على الإنترنت يبث بعشر لغات حية وفى تواصل دائم مع رواده، فنحن ندرك أهمية مواقع التواصل الاجتماعى ولذلك حرصنا على الدخول فيها.
وأشار إلى أن مؤسسة دار الإفتاء المصرية تتلقى يوميًا ما يقرب من 2000 فتوى سواء عبر الإنترنت أو الهاتف أو التواجد الشخصى أو البث العادي، وهذا يعنى وجودا اقبال ليس بضئيل على مواقعنا.. فيما يؤكد. أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء أن الذين يتلقون الفتاوى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى مخطئون، فأغلبها تكون فتاوٍى مغرضة لا تمت بصلة صحيحة للشرع، لأن الله عزوجل حذرنا من ذلك وأمرنا ألا نسأل إلا أهل العلم، وهؤلاء الذين يتبعون الفتاوى الخبيثة التى يبثها من هم ليسوا من أهل العلم مخطئون فيجب عليهم أن يبتعدوا عن الفتاوى المغرضة كما يجب أن يعلم أصحابها أنهم من أهل النار، وذلك تبعًا لحديث النبى (صلى الله عليه وسلم): «أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار».
كما أبدت د. سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، استياءها من قصور المؤسسات الدينية التى تركت الساحة خالية لمثل هذه المواقع المليئة بالفتاوى المغلوطة، فقالت: يتأثر أغلب الشباب بالفتاوى الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعى لأن الساحة فارغة ولا يوجد أحد قريب منهم فى المسائل الدينية، ومن هنا يضطرون إلى أن يخضعوا لأى فتاوى على المواقع مثل «الفيسبوك» وخلافه، وهذا يعنى أن هناك ضعفا أو قصورا فى المؤسسات الدينية الموجودة، فأرى أنه من الضرورى أن يكثف الأزهر الحلقات التى تعقد فى المراكز الشبابية وتكون تحركاته بشكل أسرع، وعليه أن يسارع فى التقرب من الشباب بحضوره للندوات الثقافية وكل التجمعات الشبابية حتى المدارس والجامعات، وهذا سيفيده عندما يتواجد على مواقع التواصل الاجتماعى من حيث سرعة التواصل مع فئة الشباب، لكن مشكلة الأزهر أنه ينتظر ذهاب الناس إليه لعرض استفساراتهم، بالتالى يواجه ضعفا فى الاقبال على مواقعه الإلكترونية، فهو يعمل دون أن ينشر ما يصممه من مواقع بين أوساط الشباب.
وأكدت «خضر» خطورة المواقع غير المعترف بها، فقالت: لا نستطيع رصد العائد الإيجابى لتلك المواقع فنحن لا نعلم مصدرها، مشددة على ضرورة تحرك الأزهر فى خطواته نحو الشباب والتواصل السريع معهم.ص