السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء يرفضون التخريب والاعتداء على السفارات




شهدت دول العالم الإسلامى على مدار الأيام القليلة الماضية موجة غضب عارمة تجاه فيلم أقباط المهجر المسىء «اليوم العالمى لمحاكمة الرسول» وصلت إلى القتل وحرق السفارات الأمريكية.
 

 
وفى ظل تلك الموجة الغاضبة لابد وأن يكون للعلماء وقفة لتحديد أساليب الدفاع عن الرسول ومنع تلك الإساءات بطريقة تتفق مع سماحة الإسلام.
 
من جانبه رفض الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الخروج فى مظاهرات كرد على الإساءة خشية استغلالها فى سفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة، مؤكدًا ضرورة فتح قنوات للحوار مع العالم الغربى لتعريفهم بالنبى والإسلام.
 
وقال: إن الله حاور الشيطان؟ وحاور النبى أعداءه، لذا يجب أن يكون الرد علميًا وأن «نغلبهم» بالحجة والدليل، وعلينا أن نبين لمن يهاجمنا أن ديننا يأمرنا بالقسط وأوصانا بأهل الكتاب والمعاهدين خيرًا.
 
كما يؤكد د. محمد جميعة المتحدث الإعلامى باسم الأزهر أن المسلمين بحاجة كبرى لبذل مزيد من الجهد للتواصل مع العالم وإيضاح الصورة بشكل يمنع الإساءة إلى الإسلام ورسوله، فالإسلام دين العقل والمنطق ويدعو إلى «حوار الحضارات» والتعايش السلمى، وليس دين الصراع، وبث الكراهية وإثارة الصدام والعداء بين الشعوب.
 
ويرى الشيخ الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق أن الإساءة أصبحت أمرًا مفروغًا منه لأنها شيمة وطبيعة أعداء الإسلام.
 
يقول تعالى: «ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم» (آل عمران من الآية: 73) فالعداوة كامنة فى النفوس والقلوب وعلينا كمسلمين أن نوقن ذلك جيدًا.
 
حول الرد العملى على تلك الإساءة قال: يجب علينا إظهار القوة فى الحجة وتبيين خطأ من يسىء يقول ربنا: «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين» (المنافقون من الآية 8) أما المظاهرات التى يقوم الشباب الغيور على دينه وعلى رسوله فهى فطرة فى قلب كل مسلم، ولكننا تعودنا على الاستنكار والشجب وحرق الأعلام وما إلى ذلك وهذا كله لا يعتبر دفاعا عن الإسلام وإنما ينبغى أن يكون هناك مواقف حازمة من المسئولين المسلمين تجاه المسيئين.
 
وتابع: الحرية لا تعنى الإساءة إلى الدين الخاتم الذى قال عنه ربنا: «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه» (آل عمران من الآية 85) كما أن الإسلام أمرنا ألا نفرق بين أحد من رسله كما أن المسلمين ملتزمون باحترام الديانات الأخرى فينبغى على معتنقى تلك الديانات احترام الإسلام ورسول الإسلام، ولو أن المسلمين أظهروا قوتهم بجميع صورها ما استطاع أحد أن يسئ إليهم، ولو كانت الدنمارك تلقت درسا وقت الرسوم المسيئة لما تكررت الإساءات.
 
وأوضح د. محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الرد العملى يكون باتخاذ الوسائل القانونية العالمية لمحاسبة من قام بها حتى نزيل الأسباب التى يبتغيها من قام بالفيلم من فتنة واستفزاز.
 
ونتوقف عن التظاهر بالعدوان على المقارات الدبلوماسية حتى لا يصف الناس المسلمون بالتعصب والهوس.
 
كما يرى الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر أن الرد لا يكون بالتظاهر لأنه غير مجد ولابد وأن يكون الاحتجاج بالطرق الشرعية لأن الفوضى والقتل والتخريب والتدمير يرفضها الإسلام والقتل والغوغائية يثبت علينا الإساءات التى تنسب إلينا وللإسلام.
 
ويؤكد د. محمد مختار المهدى عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة، أن ما يحدث من إساءات متكررة للإسلام والنبى صلى الله عليه وسلم فخ نصب للمسلمين من الآلة الصهيونية العالمية لاستفزاز المشاعر فتتكرر مأساة 11 سبتمبر الماضى ويسمح للدول الأجنبية للتدخل، ولذلك لابد من الحكمة فى ردود الأفعال وتأثيرها دون استغلال المشاعر فى الردود غير المحكومة بالعقل.
 
ولفت إلى أن هناك أمورا مشروعة لمواجهة ازدراء الأديان مثل المقاطعة لمن يمولون تلك الإساءات، خاصة أن ما حدث أمر ليس غريبًا علينا فهناك الإسلاموفيا متواجد بقوة للتخويف من الإسلام.
 
وأوضح أن التظاهر ضد الإساءات مقبول لكن دون عدوان على أى شىء لأن الاعتداء مرفوض إسلاميا، وقال: علينا كمسلمين أن نستشعر الخطر على الإسلام بأن نتوحد وننبذ الفرقة ونتمسك بحبنا لنبينا وديننا ونتمسك بأخلاق نبينا ومنهجه.