الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سر السيسى

سر السيسى
سر السيسى




نهلة سليم تكتب:

 

من سيدة عاشت فى ألمانيا أكثر من ربع قرن بين السياسيين الألمان وأحزابهم أستطيع أن أقول إن الزعماء الذين استطاعوا أن يسارعوا فى تنمية بلدهم بشكل سريع ومتقن لم يستطيعوا أن يقيموا بلدانهم من سباتها العميق سواء من انهيار اقتصادى أو تعليمى إلا ولو كانت وراؤهم أسرار عميقة، أهم مفاتيح هذه الأسرار قوة شخصية هذا الزعيم أو الحاكم ورؤيته الصائبة وتصوره إلى الحل وليست المشكلة. نعم لقد استطاع الرئيس السيسى أن يتعدى المنطق المتعارف عليه بالشرق ألا وهو النظر للمشكلة على أنها مشكلة وليست حلا لذلك طريقة تفكير السيسى ومنطقه أصنفه أنا كمصرية عاصرت أكثر من رئيس حكومة لألمانيا، بأنه رجل يفكر بمنطق هؤلاء الرؤساء بل لا أكون مزايدة عندما أقول إنه أكثر منهم لأنه بالإضافة إلى سرعة القطار الذى يركبه الرئيس ويقوده خوفا من ألا يصل فى موعده، بل خوفه أيضا من هاجس الفشل الذى لاحق بهذا الشعب منذ أكثر من ثلاثين عاما فلذلك يسرع بقطار مصر.
هذا الرجل الملىء بالقوة التى ليس لها حدود لذلك فهو يتميز عن رؤساء حكومات ألمانية والغرب وحتى حكام أمريكا، يتميز عنهم بأنه يربى ويعلم ويعمل، ليس له أدنى مصلحة سوى أن يؤسس دولة قوية ويبنى شعبا صلبا لا يستطيع أى من جاء من بعده بأن يغيره، رجل يبنى بلده لأحفاده وأحفاد الشعب لأنه يؤمن بأن أحفاده سوف يعيشون على هذه الأرض فكيف يعيشون عليها وهى خراب وقبل أن يحاكمه الشعب سوف يحاكمونه أحفاده كما يحاكمون أحفاد الرئيس الذين قبل الرئيس عدلى منصور.
إن سر السيسى ليس فى تكوين شخصيته الأمنية القوية فقط بل الرجال الذين يعملون معه ومعنى كلمة رجال لا تعنى أن ليس للنساء أيضا من نصيب ولكن أقصد هنا المعنى الحقيقى لكلمة رجل أى القوة والصلابة والمسئولية والحماية والثأر من الأعداء والعمل على النهوض وليس الانكسار.
إنه يعلم جيدا ماذا يريد ومتى يفعل هذه ميزة ليست فى استطاعة الكثير حتى ولو كانوا زعماء أو حتى ملوكا، كل هذا كاد أن يكون ليس له أى أثر دون تعاون رجال مصر الأقوياء المؤمنين هؤلاء الجنود المجهولة التى تعمل حتى الموت تعمل دون أن يراها أحد.. هذه الخلية الكبيرة وأصفها بخلية النحل التى تعمل دون شكوى، بل تعمل حتى آخر جهد لتعبر بمصر من طريق الظلام التى عاشت به عقودا إلى طريق النور، نور العلم والعمل والحماية، فتحية لهؤلاء الرجال الذين وثقوا فى رجل وثق فيه 90 مليون مصرى ولم يخذلوه بل رفعوا رأسه أمام شعبه وأمام العالم وذلك بالتحدى الذى يفاجئنا به من بناء بلدنا يوما بعد يوم.
وكما رأينا منذ أن اختارناه وأصرينا على أن يحكم مصر فى هذه الفترة التى عندما أصفها بكلمة صعبة أكون مستخدمة أخف تعبير، فترة كانت من أصعب فترات مصر على مر العصور لأن مصر على مر عصورها كانت تعرف أعداءها الأغراب وجيوشهم، فكانت تعد لهم العدة، أما الأصعب بأن يكون أعداء الأم أبناءها الذين يريدون أن ينفوا اسمها من صفحات الحياة وذلك بالفكر القاتل الذى أصبح أسهل سلاح تستطيع أن تفنى به أمما من البشر وأعتقد ألف مرة لكى يوافق أن يتولى المسئولية وهذه المسئولية قبلها السيسى شرطا أن يبنى كل شعب مصر معه وكان واضحا من البداية عندما قال فيما معناه إذا أردتمونى فاعملوا معى يدا بيد، وإلى اليوم لا أرى الذى يعمل معه بحق غير رجال الدولة رجال الجيش حماة الوطن، وهذا العمل أخشى أن يتواكل الشعب عليه، خاصة الشباب الذى لم يشارك حتى فى اختيار نائبه وهنا أتوجه له بالسؤال لأقول له ماذا تنتظر بعد؟ أنت معزز مكرم على أرضك الحرة ملكك أنت ولست شريكا فيها، عندك جيشك الحامى لظهرك بل ويموت من أجلك، عندك رئيسك لم يغفل ولم ينم هو ورجاله كالنخل ويجول العالم غربا وشرقا ولم ير منه سوى الأماكن الرسمية فقط وليس للنزهة هو ومن معه عندك مؤسسات الدولة وقضائها، عندما يضيع حقك والآتى لك مجلس نواب ليطالبوا لسعادتك بكل حقوقك حتى من رئيسك الذى يعمل بدل سيادتك إذن فماذا تريد بعد؟ أنت ملوك متوج ولكن عليك أيها الملك الشاب أن تعمل وتأخذ من رئيسك هو ورجاله الذى يسارعون الوقت، تأخذ منهم القدوة لأن البلد الذى يبنوها لك أنت وأولادك وأحفادك الذين ستحصدون ما زرعوه لكم هؤلاء الرجال الأبطال فنهنى أنفسنا برئيس يعى كلمة مسئول وتحية لرجالنا الذين يعووا كلمة مسئولية الواجب.