الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

البعثات الدبلوماسية بوابة لتنشيط السياحة

البعثات الدبلوماسية بوابة لتنشيط السياحة
البعثات الدبلوماسية بوابة لتنشيط السياحة




أحمد عبده طرابيك  يكتب

نظم مركز مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية فى باكو «عاصمة أذربيجان» عدداً من الأنشطة والفعاليات بهدف التعريف بتاريخ مصر وحضارتها ومعالمها التاريخية والأثرية، وقدراتها السياحية، فقد ألقى مدير المركز الدكتور أحمد سامى العايدى محاضرة بجامعة أذربيجان للسياحة والإدارة حول العلاقات الثقافية بين مصر وأذربيجان والإمكانيات السياحية بمصر، ونظراً لمعرفة الملحق الثقافى بأذربيجان ولغة أهلها جيداً، فقد استطاع أن يصل إلى الأماكن والأشخاص الذين يمكن من خلالهم تحقيق أفضل النتائج فى الدعاية والترويج بأقل التكاليف، فقد نظم على هامش المحاضرة مسابقة لطلاب جامعة أذربيجان للسياحة والإدارة حول أفضل موضوع إنشائى حول السياحة فى مصر، كما تم تنظيم احتفال ومعرض عن مصر بمجمع حيدر عليف التعليمى المعاصر بالتعاون مع صندوق العلم التابع لرئيس جمهورية أذربيجان، وقد ضم الحفل بعض الفقرات الغنائية والأشعار باللغة العربية قام بأدائها طلاب المجمع الذين يدرسون اللغة العربية، كما تم عرض نماذج ولوحات لبعض الآثار الفرعونية والمناطق السياحية فى مصر.
شارك المركز فى مهرجان الجامعة الدبلوماسية بأذربيجان الذى ضم 35 دولة، حيث عرض الجناح المصرى عددا من النماذج لبعض الآثار المعبرة عن الحضارة المصرية، وتم توزيع بعض الكتيبات على المناطق والمعالم السياحية المصرية، وارتدى بعض الطلاب الزى الفرعونى إلى جانب ذلك شارك مركز مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية فى الأسبوع الدولى بالمدرسة البريطانية بأذربيجان، وتم تنظيم لقاء تليفزيونى للسفيرة سوزان جميل، سفيرة مصر فى أذربيجان بقناة «Space»، إحدى أهم القنوات التليفزيونية، حول السياحة فى مصر، ومدينة السلام «شرم الشيخ»، بهدف تصحيح بعض المعلومات الخاطئة لدى المشاهد الأذربيجانى عن السياحة والأمن فى مصر، والتى يتم بثها فى بعض وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الروسية.
كل هذه الأنشطة والفعاليات تم تنظيمها خلال شهر نوفمبر 2015 فقط، والتى قام بتنظيمها مركز مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية، ومن اسمه يتضح أنه ليس متخصصاً أو مسئولاً عن قطاع السياحة، ولكنه قام بواجب رأى مدير المركز أنه عليه القيام به تجاه قطاع السياحة الذى يمر بمرحلة حرجة خلال هذه الفترة، الأمر الذى يعد من أسوأ الفترات فى تاريخ السياحة المصرية، ورغم قلة الإمكانيات إلا أنه عمل بقدر ما توفر له منها، مستفيداً من علاقاته بالأفراد والمؤسسات التى كونها خلال فترة حصوله على الدكتوراة من أذربيجان، وهذا النشاط يجعلنا نتوقف عند عدد من النقاط:
أولاً: أن جمهورية أذربيجان ودول آسيا الوسطى من المناطق المهمة بالنسبة لقطاع السياحة والاستثمار فى مصر، فهذه الدول التى كانت ضمن الاتحاد السوفيتى السابق تمتلك موارد وامكانيات كبيرة، ويتطلع شعبها دائما إلى مصر باعتبارها من أهم الدول فى العالمين العربى والإسلامى، وتلك ميزة نسبية يمكن الاستفادة منها فى هذا المجال، ويمكن من خلال تلك الدول فتح أسواق جديدة للسياحة والمنتجات المصرية بعيداً عن الأسواق التقليدية كروسيا وأوروبا التى تضع فى حساباتها مصالح أخرى تؤثر فى قطاع السياحة.
ثانياً: تقيم مدينة شرم الشيخ علاقة تآخى مع مدينة جبله فى أذربيجان، باعتبار أن المدينتين من أهم المدن السياحية فى البلدين، وتم مؤخراً تسيير خط طيران مباشر بين شرم الشيخ وباكو عاصمة أذربيجان، حيث كان عدم وجود مثل هذا الخط إحدى العقبات فى عملية تنشيط السياحة بين البلدين، ويمكن تكرار تجربة التأخى والطيران المباشر مع مدن أخرى فى أذربيجان ودول آسيا الوسطى الخمس الأخرى.
ثالثاً: يمكن للمكاتب الثقافية والبعثات الدبلوماسية القيام بدور كبير فى عملية التنشيط والترويج السياحى لمصر فى الخارج، وذلك تخفيضاً لتكاليف المكاتب السياحية، على أن يتم التنسيق معها وتدعيمها بالإمكانيات اللازمة لذلك من قبل الوزارات المعنية كالسياحة والآثار.
رابعاً: حان الوقت أن يتم النظر إلى دول آسيا الوسطى والقوقاز نظرة أكثر إيجابية والتقارب معها، وداعماً هاماً لمصر فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، والاستفادة من الموروث التاريخى والثقافى المشترك مع شعوب تلك الدول، باعتبار ذلك الموروث من أهم دعائم تطوير العلاقات مع هذه الدول بما تملكه من مقومات وموارد ساهمت بها لنحو سبعة عقود فى صناعة أحد قطبى الزعامة الدولية خلال تلك الفترة.