الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

5 آلاف طفل يواجهون الموت يوميا فى المحاجر

5 آلاف طفل يواجهون الموت يوميا فى المحاجر
5 آلاف طفل يواجهون الموت يوميا فى المحاجر




أعده - محمود ضاحى

مهنة من أخطر المهن وأصعبها.. مشقة يومية كبيرة يواجهها العاملون من أجل توفير لقمة العيش.. فالعمل فى المحاجر يعرض حياة مزاولية للخطر فى كل لحظة.. فإن نجا من انفجارات الديناميت لن ينجو من سكينة تقطيع الكتل الخرسانية التى تبتر الأطراف أو الأسلاك الكهربائية العارية أو من تقلبات الجو أو الغبار الذى يسبب الحساسية الشديدة.
أطفال فى عمر الزهور يتعرضون للموت كل لحظة بسبب عملهم فى المحاجر، حيث واجهتهم الدنيا بالأسى والفقر والجهل، ووجدوا أنفسهم مسئولين عن أسر بأكملها قد يصل عدد بعضها إلى 10 أفراد، ولا حيلة لهم فى الرزق سوى العمل وسط المخاطر.. فقدوا صحتهم وتعليمهم وحقوقهم الآدمية، مقابل هذا العمل، من أجل لقمة العيش.
وأثناء عملنا فى المحجر لفت انتباهنا وجود عدد من الأطفال يعملون بالمحجر، فاقتربنا من 3 أطفال يعملون على مقربة من أخطر آلات تقطيع الحجر، للإنفاق على أسرهم، إذ يعد الفقر السبب الأول فى الدفع بهم نحو «حرفة الموت» كما يسميها العمال، فضلًا عن التسرب من التعليم فى مراحله الأولى.
تحدثنا مع الطفل «محمد» - 11 عامًا من قرية بنى خالد بالمنيا - والذى عرّف الماكينة التى يعمل عليها بــ «القصافة» وهى سكينة تقطيع الحجر التى قال إنه يصعب التعامل معها، وتحتاج إلى الحيطة والحذر لأنها أصابت الكثير من العاملين عليها بعاهات مستديمة وإعاقات بعد قطع أرجلهم وعقل أصابعهم، واستطرد قائلا: «ده مصدر رزقى، بصرف على أسرة كاملة وعندى 7 أشقاء، والـ 3 شهور الماضية لما وقفت المحاجر كنا مش لاقيين ناكل ومفيش ملجأ غير الجبل، وسيبت المدرسة من تانية ابتدائى».
ويواصل سرد أصعب المواقف التى تعرض لها خلال عمله بالمحجر: والدى فقد ساقه اليمنى تحت سكين تقطيع الحجر التى تسببت فى بترها أثناء عمله، فلم يستطع العمل مرة أخرى، وأن عجز والده كان من أسباب عمله فى المحجر للإنفاق على أسرته، لكن الكارثة أنه تعرض لحادث مماثل لوالده بعد قطع عقل أصابعه اليمنى  فى نفس عمل والده، وكأن مصير أسرته الهلاك فى المحاجر.
يوسف السيد - طفل 12 عاما من قرية السرارية - كان يعمل بالمحجر، وقال: «شلت الهّم بدرى، وبصرف على أبويا وأمى وإخواتى، لكن شغلى اتعودت عليه واليومية دى مش هلاقيها فى مكان تانى»، مضيفًا إنه ترك دراسته من الصف الثالث الابتدائى بعد أن أصيب والده بمرض خطير تسبب فى جلوسه بالمنزل.
أما الطفل علاء توفيق - 15 عاما من قرية السرارية - فلا ينتمى لأى مدرسة ولا صلة له بالتعليم، وكان يعمل بالمحجر هو الآخر، وقال إنه وعدد آخر من العاملين بالمحاجر أصيبوا بأمراض التحجر الرئوى وحساسية الجلد والتهابات العين وضعف السمع والحمى بسبب ضربات الشمس.
ويضيف عن المواقف المؤثرة التى مرت عليه أثناء عمله بالمحجر: إن ابن عمه توفى منذ عامين فى هذا المكان، حيث كان يكبره بعام واحد وكانوا صديقين، وكان سبب موته أنه وضع رجله على كابل كهربائى عار فوق الأحجار سهوا، «الكابل الموصل الكهرباء من المولد لسكين تقطيع الحجر»، وبمجرد لمسه الكابل الكهربائى ذا الفولت الشديد لقى حتفه فى الحال، مؤكدًا أنه لا يعرف مصيره وسط الجبل.
وأكد محمد سيد - أمين عام نقابة عمال المحاجر - أن هناك 5 آلاف طفل يعملون فى المحاجر سواء المرخصة أو غير المرخصة، وتوجد حالة واحدة فقط موثقة لديه لطفل أصيب ببتر فى ساقه وتشوه فى العمود الفقرى.