السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جورج فكرى ينحاز لقيم المجتمع الإنسانى فى «بهجة السرد»

جورج فكرى ينحاز لقيم المجتمع الإنسانى فى «بهجة السرد»
جورج فكرى ينحاز لقيم المجتمع الإنسانى فى «بهجة السرد»




كتبت - سوزى شكرى


رغم أن المجتمع الإنسانى متغير فإننا دائما ما نبحث عن بعض القيم والتقاليد والأعراف التى تميز مجتمعنا ونستبعدها من هذا التغير الذى يطاردنا، ومن أهم القيم التى يجب أن نحافظ عليها هى العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ، ورغم إصابتها بطلقات الرصاص فإنها لن تموت أبدا، يحاول البعض استرجاعها ويعيدها لنا وللأجيال الجديدة، والمجالات الفنية الإبداعية مثل الأفلام السينمائية والأدب والموسيقى الأغانى والشعر والفن التشكيلى، فهم بأدواتهم التعبيرية والوجدانية قادرون على السرد والحكى لإيقاظ مشاعرنا واستعادة القيم الإنسانية للمجتمع المصرى.
 كذلك هى أعمال الفنان التشكيلى الدكتور جورج فكرى فهو يحمل على عاتقة مسئولية استعادة العلاقات الاجتماعية الإنسانية وسردها تشكيلياً، الإنسانيات هى جوهر أعماله الفنية وإن اختلفت الموضوعات فى كل معرض خاص وفى معرضه الأخير المقام بقاعة الفن بالزمالك بعنوان «بهجة السرد» والمستمر إلى يوم 14 ديسمبر قدم  الفنان30 لوحة تصويرية تشكيلية تمثل العلاقات الاجتماعية والتقاليد والأعراف الأمثال الشعبية ولحظات البهجة والفرح والمعتقدات والأساطير، اختياره للمرأة الشخصية المحركة لعلاقات الوجدانية باعتبارها العنصر القادر على توطيد العلاقات الاجتماعية الذى هو مشروعه الفلسفى والفنى والتشكيلى والتقنى.
كل لوحة لها حكاية، حيث يربط الأعمال مضمون اجتماعى وإنسانى تتسم بالحيوية والطاقة الإيجابية والحضور القوى، التكوين الفنى اتسم بالحميمة الإنسانية وصياغة الحياة بالحوار والحكى البشرى والتشكيلى، تكوين حر وتلقائى وتعبيرى مضمونه التأكيد على ترابط وتواصل الشخصيات، الشخصيات تنجذب لبعضها لبعض بأكثر من وسيط فنى باللون والحركة بالتعبيرات والملامح، أكثر ما يشد انتباه الملتقى فى ملامح الشخصيات هى نظرات العيون، بعضها تشعرك أنها لنظرة عتاب وتأمل والبعض الآخر يشعرك بالبهجة وتدعوك لأن تكون معهم فى التكوين فى تقاربهم وعلاقاتهم الإنسانية، وهذا يؤكد عاطفة الشخصية المصرية، أما الألوان الساخنة التى استخدمها الفنان ويغلب عليها اللونان الأحمر والأصفر فهى مكملة  لحالة البهجة.
 اما السارد المتمثل فى الفنان فهو على ما يبدو انه يقدم لنا نصيحة من خلال لوحاته وهى البحث عن البهجة ، ودور البهجة فى إثراء الحياة وإعادة صياغة الحاضر حتى لو كانت البهجة فى الذكريات الماضية على حد قول «فكرى»: «إن الأعمال تجمع بين النوستجاليا السردية -الحنين إلى الماضي- والعاطفية القائمة على ذكريات الماضى، واستدعاء الحاضر بمتغيراته الجديدة مثل العلاقات الإنسانية والاجتماعية، أو الطقوس والعادات والنوادر والأمثال الشعبية الفكاهة الشعبية والسير والحكايات الشعبية كلها مصادر وإشارات تفاعلية تمتزج بعضها البعض فى إشارات تحمل فى معناها مظاهر البهجة المختلفة وتحرك الجانب التعبيرى لدى ومواكبة مظاهر الحياة المصاحبة لهذه العلاقات».
 ومن حيث الموضوعات اختار الفنان المرأة لأنها صانعة الحكايات والأمثال وتصدرت المشهد، عبر عنها فى عدة لقطات مثل لوحة قارئة الفنجان حيث تحاول أن تقرأ لهم المستقبل والكل يجلس فى صمت يترقب الكلام ربما يجد فى كلامها ما يسعده، ولوحه المرأة الجميلة التى تقضى اغلب يومها أمام المرايا  – والرومانسية التى تحلم فى يقظتها ، والمرأة حكيمة الأسرة التى تحتضن كل أفراد الأسرة، ولوحه امرأة تقوم بمساعدة زوجها بالفلاحة، وفرقة حسب الله للفن الشعبي..من جانب الخامات استخدم العديد من الوسائط  فبجانب الألوان الأكريليك استخدم قصاصات الورق ورغم انه قام بتلوين فوق القصاصات إلا أن الورق احتفظ بوجوده وتأثيره، وكأن القصاصات صفحات كان بها نصوص الحكايات التى تم تمزيقها بفعل التغير المجتمعى فأعاد صياغتها مرة أخرى إلى الشخصيات  لتلون علاقتنا الإنسانية.
 وعن المعرض يقول «فكرى»: «إن الأشياء التى لها أثر للذكريات أو مرتبطة بسرد حياتى أو يومي، حيث يمكن للسارد أن يقوم بعرض الأحداث وتحريكها أو التعليق عليها ويكون على اتصال بالمتلقى، وفى الفنون البصرية يأخذ شكل السرد أسلوب التحاور البصرى والتعبيرى فى عرض المشهد وتقديمه من خلال الصورة ووسائط التعبير المتعددة، وتحويل الجوانب الروحية والوجدانية والرمزية إلى جوانب مادية ملموسة ويأتى التعبير عن (البهجة) كفعل إنسانى واجتماعى وثقافى مواكب لمكونات الشخصية المصرية ومحور ركيزى فى الأداء العام لمكونات السلوك الاجتماعى».