الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

البرلمان أزمة أم حل‎؟

البرلمان أزمة أم حل‎؟
البرلمان أزمة أم حل‎؟




ياسر شورى  يكتب

بعيداً عن أطنان «الكومنتات» الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى من البرلمان والشخصيات الفريدة التى وصلت إلى مقاعده بعد ثورتين، فإن المهم الان، بعد أن أصبح مجلس النواب واقعا علينا، احترامه والتعامل معه على أنه مجلس الضرورة، وتحويله من أزمة مستعصية فى نظر البعض إلى حل لمعضلة كبيرة عشنا معها طوال السنين الماضية بسبب غياب سلطة الرقابة والتشريع، قد يغضب البعض من وصول بعض المدعين أو من جاءوا على أسنة المال السياسى والرشاوي، وهذا من حقهم، ولكننى أدعوهم إلى نظرة أعمق.
فى كل البلاد التى مرت بثورات من أى نوع، لم تصبح فى يوم وليلة واحة للديمقراطية، البرلمان الذى أغضبنا نحن مَن انتخبناه، ساهمنا فى وجوده حتى بعدم المشاركة، سلبية البعض أضاعت الفرصة لاختيار نماذج تستحق هذا المكان، غيابنا أعطى الفرصة للمال الفاسد كى يتدخل بقوة، ورغم كل هذا هناك نواب نجحوا بدون حتى دعاية تذكر فى دائر أغرقها آخرون بالأموال والرشاوي، مدينة نصر على سبيل المثال نجح فيها الأقل إنفاقا، الدكتور سمير غطاس وتامر الشهاوى واللواءحمدى بخيت.
سمير غطاس مثلا لم نر له «بانر» ولا يافطة وحسم المعركة من الجولة الأولي، أما تامر الشهاوي، وهو ضابط مخابرات سابق، فقد ابلغ المقربين منه أنه لم ينفق فى الجولتين سوى ٢٠ ألف جنيه، وأن شهرته وظهوره المتكرر فى التليفزيون واعتماده على الجولات المباشرة مع الناس فى دائرته، هما كلمة السر فى نجاحه، وأعرف مرشحا ينتمى لحزب سياسى أنفق ٨ ملايين جنيه بالتمام ولم يوفق، بجانب ذلك خسر البرلمان نماذج أخرى راقية كانت ستثرى مجلس النواب، أعرف سيدة قررت الترشح بين أبناء بلدتها تتويجاً لخدماتها السابقة هذه السيدة عضو بالمجلس القومى للمرأة اسمها الدكتورة ملاك جمعة، ووصلت لجولة الاعادة بدائرتها كفر صقر وحصدت ٤٠ ألف صوت ولم توفق، وأعرف كيف كان حزن الناخبين عليها.
هذه أمثلة لمن حالفهم الحظ ومن لم يحالفهم، الكل اجتهد وحاول ولكنها لعبة فيها الخاسر والمنتصر، وعلينا نحن أن ندرك أن البرلمان ليس شرا مستطيرا، أو خيراً كاملاً، هو ضرورة لمرحلة صعبة من عمر الوطن، لم يكن مستحبا أن يكون التشريع بيد الرئيس. وأن نتعايش مع حكومة بدون رقابة، ننتظر ونرى والتجربة ستفرز الصالح والطالح، والوطنى والانتهازي، ومع هذا لا بد أن نمارس على المجلس ضغوطا لوضعه فى الاتجاه الصحيح، وأول هذه الخطوات دفع النواب لاختيار رئيس للبرلمان من أعضائه المنتخبين، وعدم التسليم بمقولة أنه ليس منا من يصلح، وانتظار قطار المعينين، بالتأكيد كل هذه الاختيارات التى جاء بها الشعب من بينها من يصلح، عليه فقط إن يتقدم ويعرض نفسه ويجرى التربيطات اللازمة لهذا المنصب الرفيع، اما أولئك النواب فأنهم على المحك، اما أن تحركهم مصلحة البلد، او يتحولوا إلى مجموعات من اللصوص الباحثين عن المنافع، وعليهم ان يختاروا وفى خلفيتهم ما حدث لبرلمان ٢٠١٠، وعليهم ان يدركوا أن الثمن سيكون فادحا وسوف يوصم المجلس الحالى بكل نقيصه، ومع أول انتخابات سيجد هؤلاء المزهون بانتصارهم وارقامهم بلا شعبية ووقتها سيكون اكرم لهم الجلوس فى منازلهم وعدم التفكير فى خوض الانتخابات مرة أخرى.