الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتخابات نصف الكوب المليان!

انتخابات نصف الكوب المليان!
انتخابات نصف الكوب المليان!




رشاد كامل  يكتب


قرأت وشاهدت العجب قبل وأثناء وبعد انتخابات مجلس النواب التى انتهت منذ أيام بدلالات ونتائج جاءت عكس كل تحليلات وتوقعات بهوات وأفندية التحليل  السياسى والتفعيص الليبرالى.
قبل أن تبدأ الانتخابات توقعوا لها ألا تتم وتمت!! وتوقعوا عودة الفلول ورجال الحزب الوطنى المنحل واكتساحهم للبرلمان وجاءت النتائج النهائية بمثابة لطمة ساحقة ماحقة لهم فقد فشل العشرات من هؤلاء رغم الملايين التى أنفقوها بل جاء فشلهم الذريع فى الدوائر نفسها التى كانوا ينجحون فيها بمئات الألوف من الأصوات، وكنا نتصور أنهم أصحاب شعبية طاغية وكاسحة وهو ما لم يحدث!
وقبل الانتخابات ارتفع صياح وصراخ هؤلاء أين الشباب فى مجلس النواب المقبل؟! وكيف يصل نائب شاب إلى البرلمان الجديد وسط عزوف أو غياب الشباب عن المشاركة فيها؟! وكانت المفاجأة المذهلة نجاح 39 شابا وشابة تحت سن الـ35 سنة فى المرحلة الأولى والثانية!
البعض أيضا من محترف التحليل وأهل الفيس بوك راح يشكك فى إمكانية نجاح عدد لا بأس به من النساء إلى مجلس النواب بسبب العادات والتقاليد والهجوم الشرس وغير المهذب الذى تعرضت له المرشحات للمجلس، وجاءت القنبلة الرائعة بفوز 72 سيدة وشابة فى المجلس لأول مرة فى تاريخ ومشوار كفاح المرأة المصرية وحصولها على حق الانتخاب والترشح بعد ثورة 23 يوليو 1952 بأربع سنوات!!
كسبت المرأة وفازت رغم دعاوى الجهل والتخلف وحزب أعداء الحياة وكل من لا يراها سوى وليمة جنسية فوق سرير!!
وتأتى المفاجأة الأقباط فى هذه الانتخابات فقد راحت بعض الأقلام تشكك فى نجاح الأقباط استنادا إلى مراكز حقوق إنسان غربية ومشبوهة تصرخ وتبكى على اضطهاد الأقباط والتمييز المروع الذى يعانون منه! وجاء رد الناخب المصرى باختيار 35 نائبا قبطيا لأول مرة فى تاريخ البرلمانات المصرية على وجه الإطلاق.
وربما لا يعرف البعض أنه فى انتخابات سنة 1995 ترشح 57 قبطيا لم ينجح أحد منهم، ولعل أكبر نتيجة حققها الأقباط كانت فى انتخابات عام1942 التى فاز فيها الوفد بالأغلبية فقد نجح منهم 27 عضوا بنسبة 10.5٪ من أعضاء المجلس وعددهم 264 نائبا.
وبنفس المنطق البعيد عن المنطق راح هؤلاء يهولون ويحذرون من حزب النور وامكانية غزوه واكتساحه للبرلمان فجاءت النتيجة صادمة لكل تحليلاتهم ولم ينجح سوى بضعة أفراد لا أكثر ولا أقل.. وذهبت تهويلات وتهويمات وهلاوس الأفندية أدراج الرياح!
ثم ما حكاية بعض أفندية الفضائيات وكلامهم عن «المال السياسى» ألا يستحى هؤلاء وكل واحد منهم يتقافز من محطة إلى محطة ومن قناة إلى قناة مقابل «المعلوم» - وليس لوجه الوطن - أليس هذا مالاً سياسيًا أم أنه مال تليفزيونى!! اختشوا بقى!!
وتبقى تحية تقدير وإعزاز لرجال شرفاء فى القوات المسلحة والشرطة نجحوا فى تأمين الانتخابات حتى خرجت بهذه الصورة المثالية والنموذجية، وكل كلمات الشكر لا تكفى فى حقهم.
وتحية للقضاء المصرى الشامخ العظيم الذى أشرف على هذه الانتخابات ولم يأبه بأى تهديدات بل دفع الثمن غاليا واستشهاد البعض من خيرة رجاله على يد إرهاب خسيس وجبان.
كل التقدير لمن ذهب إلى صناديق الانتخابات وأدلى بصوته أما من تقاعس وتخاذل تحت أى سبب من الأسباب، واكتفى بالجلوس على كنبة أو مقهى واكتفى بالتريقة والسخرية والنضال فوق صفحة فيس بوك «أتمنى أن يراجعوا أنفسهم، فمصر تحتاج لجهد وعمل كل مصرى ومصرية».
هذه ملاحظات قلم من أنصار حزب نصف الكوب المليان لا نصف الكوب الفاضى!!