الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع: المدينة المدمرة

واحة الإبداع: المدينة المدمرة
واحة الإبداع: المدينة المدمرة




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات بريشة الفنان سمير فؤاد

كتب: محمد طكو

أفـتِّــشُ فى الـمـديــنة عن كيانى
أرانـى واقـفـاً بـــــل لا أرانـــى
وأمشى لسـتُ أدرى ما طريقى
يسابق خُطْـوتـى وهـم الــدخــانِ
أرشُّ على الدروب فتاتَ شعرى
عسانى ألحظ البشرى عســــانى
أحــاول رغـم يـأسـى أن أغنّــى
يـعـود الصوت مجروح الأمانى
تجـاعـيـد البـيـوت أثــرنَ نفسى
وفصل الموت يرتشف الثوانى
تـهـبُّ الـريـح لا تـــدرى مداها
فـتـحـمـل فى صحائفها المعـانى
عويل الدهر صــوتٌ مـن تـلالٍ
يـعـانــق فـى رحى جـفـنيـه فانِ
يــمـــرّ الموت فى عجلٍ أمامى
فـأدخـــل فـى زوابـعـه أعـانــي
وألـحـظ فى مـدى كـفـيه بـعثى
وهــل فى الموت بعثٌ لو أتانى
أنـا ما زلــت مـنـتصــراً لنفسى
ورغم البؤس أمضى فى زمانى
ألـمـلـم مـن رمــاد الحى ذكرى
كــطـفـلٍ راح يعبث فى الجمانِ
هنا كـــانـت مـديـنـتـنـا تـغـنّــي
نشـيـد الـعشـق مـجـنـون الـبيانِ
كأنّ الأمــس لـم يـبـرح ثــراهـا
ووهج الشمس من نور الحسانِ
وبعض جميلِها الأحلام يمضـى
وبـيـن الـهـدم مـعـقـود الـلـسـانِ
يــغـرغــر فـى سويعاتٍ ويبكى
يـئـنُّ الـكــــون من وجع الكمانِ
يـفـتِّــش فـى ســراديـبِ المبانى
يـفــتِّــش عن بــقـايــا للأمــانـى
عـن الأطـفــال كـانوا ذات يــومٍ
وصـــاروا الآن من رسم المكانِ
عــلـى مــرِّ الـبيوت أرى أناسي
يمزِّق بعضَها سيــفُ الهــــــوانِ
يراودنى الشـجــون بـكـــلِّ وجهٍ
يطوف على الهــيــاكل لا يرانى
ويضنينى ويـــذبــحـنـى هــلاكٌ
ويــقــذفـنــى ويـــقـعدنى مكـانى
ويتـــركــنــى لأنــدب كــلَّ بابٍ
ووحى الشعر مطلــوق العــنــانِ
سأبكيــهــا الديـــــار بجلِّ فـنِّـــى
وألتحف السمـــا أو سنــديــانــى
وأعتصر البحور لحون شعرى
وأرفع فى المدينة صولـــجـانــي
وأبـرق للـتـراب فـمنـه أحــيـــــا
رمى الموت البيوت وما رمـانى