واحة الإبداع: الكرسى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]

اللوحات بريشة الفنان سمير فؤاد

كتبتها: عزة دياب

لم أعد قيد أمى وحدى شكلت مع أخى وأختى طوقاً متيناً، يطوق جيدها المرمرى.
بعد طلاقها أو خلعها لأبى، جلبت أربعة كراسى استداروا حول منضدة أنيقة، فرشت بيتها الجديد دون مساعدة من أحد، باعت مصاغها ودفعته مقدم لشقتها التى نسكنها الآن وتسددها من عملها. غرفة وصالة، تريد جدران تؤويها بعيداً عن تحكم أبى ومحاكمة العائلة.
كنا أسلحة أبى المشهرة فى وجهها، يمسكنا عنها ويمنعنا محادثتها ، أو يرسلنا إليها ليذيقها مصروفنا ولتقدر ما يصرفه علينا.
أحضرت كرسيا حشرته بجوار كراسينا إلى المنضدة، يبدو أرفع ذوقا من باقى الأثاث، ترفض أن يجلس عليه أحدنا، نعترض بضيق المكان وصغر المنضدة.               
لا تبال بنظراتنا المتشككة كلما لمعت الكرسى واهتمت بصدارته لمائدتنا، نحسده لاهتمامها به ونظرتها الهائمة إليه كأن هناك من يجلس عليه ولا يراه سواها.