الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير الطيران: صناعة النقل الجوى تحقق الطموحات الإفريقية

وزير الطيران: صناعة النقل الجوى تحقق الطموحات الإفريقية
وزير الطيران: صناعة النقل الجوى تحقق الطموحات الإفريقية




كتب - أحـمـد سـنـد

 

فرضت العديد من التحديات نفسها على صناعة النقل الجوى فى العالم وخاصة بعد تفشى ظاهرة الإرهاب لتنتشر فى مختلف الدول.
وتأتى استضافة مصر لفاعليات الجمعية العامة لمنظمة الطيران الإفريقية فى دورتها الخامسة والعشرين والتى تختتم أعمالها اليوم الخميس لتؤكد قدرة الدولة المصرية وريادتها على تنظيم المؤتمرات الدولية ولتعكس مدى الاستقرار والانضباط الأمنى اللذين تحققا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية قيادة البلاد.
وشدد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى على إيمان مصر  الراسخ بأهمية صناعةالنقل الجوى كأحد أهم روافد الاقتصاد بالقارة الإفريقية فنحن نتطلع الى تحقيق رؤية مستقبلية لصناعة الطيران المدنى من أجل تعزيز المكاسب الاقتصادية للبلدان الأفريقية لما يوفره هذا القطاع من تواصل بين الشعوب وتنامى لحركة الاستثمار والشحن والسياحة وبما يتماشى مع ما نهدف اليه من تحقيق التكامل الاقتصادى وتحرير الأجواء بين الدول الافريقية، وتقوم هذه الرؤية على وضع استراتيجيات شاملة وخطة عمل تحقق الارتقاء بمستوى صناعة الطيران بالقارة واعطاء الأولوية للملفات المتعلقة بتحقيق السلامة والأمن والحفاظ على البيئة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تداعيات التغيرات المتلاحقة على الساحة الدولية والإقليمية وكذلك الاهتمام بتحديث البنية التحتية للمطارات وتطوير نظم الملاحة الجوية وتيسير اصدار التأشيرات بين الدول الإفريقية وتأهيل العمالة المدربة وتحرير الأجواء بين دول القارة وخلق سوق افريقية موحدة للنقل الجوى، وكما أشرنا خلال الاجتماع الوزارى الذى عقد بجنوب افريقيا مطلع العام الحالى إلى أن النقل الجوى فى افريقيا لم يكن يأتى على قمة أولويات التنمية فى العقود الماضية وأن 80% من الحركة من وإلى افريقيا تقوم بها شركات غير افريقية.
وأكد الوزير تطلعه أن تكون جلسات هذا المؤتمر تعزيزاً للجهود التى تمت فى هذا الصدد وأن تساهم توصياته فى اتخاذ خطوات جادة وسريعة لتنفيذ سوق إفريقية موحدة للنقل الجوى، كما نأمل أن تتم المصادقة من العدد الأكبر من الدول الإفريقية على اتفاقية «ياموسوكرو» فى الاجتماع المزمع عقده من قبل الاتحاد الإفريقى فى شهر يونيو 2016 تمهيدا للوصول لسوق موحدة للنقل الجوى فى كامل قارة افريقيا بحلول عام 2063 تحقيقاً لمستقبل أفضل لنا جميعاً.
ولاسيما أن إحدى الدراسات التى قام بها الاتحاد الدولى للنقل الجوى (الأياتا) أوضحت أن التطبيق الفورى لقرار ياموسكرو والذى تم اصداره عام 1999 بخلق سوق جوية موحدة لفتح الإجواء بين 12 فقط من الدول الافريقية يمكن أن يوفر 155 ألف فرصة عمل ويزيد من الحركة الجوية فى افريقيا بنحو 5 ملايين راكب وبالتالى يساهم ذلك فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى للقارة بنحو 1.3 مليار دولار.
وفى هذا الصدد فان مصر لاتدخر جهداً فى تقديم جميع المساعدات والخبرات وكذلك الإستشارات الفنية فى مختلف مجالات الطيران المدنى، واغتنم الفرصة لاعرب عن استعداد وزارة الطيران المدنى المصرى وجميع شركاتها وهيئاتها التابعة لدعم قطاع الطيران المدنى فى افريقيا وتقديم كامل الخبرة المصرية فى الملاحة الجوية وبناء وادارة المطارات وفقاً للمعايير والمقاييس الدولية للمنظمات العالمية، وكذلك ادارة شركات الطيران، بالاضافة الى تقديم الخبرة فى مجال التدريب التى تتمثل فى استقبال الدارسين لعلوم الطيران من الأشقاء الأفارقة، وأؤكد ترحيب وزارة الطيران المدنى لأى مبادرة من شأنها تقوية أواصر التعاون المثمر والفعال مع البلدان الإفريقية الشقيقة والمشاركة فى دعم وتعزيز الاقتصاد الافريقى والإسهام فى مشروعات تحقق طموحات الشعوب الافريقية فى التنمية من خلال الاعتماد المتبادل على الإمكانيات المتوافرة فى مصر وسائر البلدان فى القارة السمراء.
واستعرض كمال  ملامح الرؤية المصرية المستقبلية لقطاع الطيران فى افريقيا والتى لابد وأن تلتزم بتطبيق المعايير والمقاييس الدولية فيما يتعلق بالسلامة والأمن والبيئة والملاحة الجوية.
وقال إن قارة أفريقيا من أعلى المناطق نمواً فى حركة الركاب والبضائع، ولابد لنا أن نجهز البنية التحتية اللازمة لهذا النمو، وعلى سبيل المثال نتوقع نمو الحركة الجوية بمصر إلى 55 مليون راكب فى عام 2020، مضيفا لذلك قد بدأنا من الآن تنفيذ مشروعات لزيادة سعة المطارات المصرية الرئيسية من 54 مليون مسافر فى الوقت الحالى إلى 75,5 مليون عام 2020 .
ويتبع ذلك أيضا زيادة الأسطول المصرى من الطائرات ومساعدة شركات القطاع الخاص على الدخول بقوة للسوق، وكذلك تنمية ومضاعفة قدرات الشحن عن طريق مشروع مدينة البضائع الجديدة على مساحة 150 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تصل الى 350 ألف طن سنويا بحلول عام 2020 ، وتصل إلى 800 ألف طن بحلول عام 2025. مع تطبيق نظم الشحن الإلكترونى E-FRIEGHT.
ولفت  الوزير إلى النمو المتوقع فى الحركة، ونظم المراقبة الجوية المعمول بها حالياً فى القارة ، فإننا نرى ضرورة تنفيذ سيناريو جديد على المدى المتوسط ​​والبعيد لتحديد شبكة مسارات للحركة الجوية أكثر مرونة وكفاءة، تسمح بتخفيض المسافة والوقت لرحلات الطيران، واستخدام الملاحة بنظام R-NAV ، بالإضافة إلى استخدام أكثر كفاءة للمجال الجوى من خلال التنسيق المدنى العسكرى فى ادارة الفضاء الجوى خاصة مع زيادة مناطق الصراع حول العالم، ومن خلال تحسين التخطيط فى المراحل الاستراتيجية والتكتيكية، واستخدام نظم وادارة الملاحة الجوية المستقبلية (CNS/ATM)، إلى جانب الاعتماد بشكل أكثر كثافة للمعلومات لتسهيل اتخاذ القرارات التشغيلية وكذلك الاعتماد على نظام الملاحة القائم على الأداء أو ما يعرف بــالـــPBN والذى وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى (الإيكاو) فى الخطة العالمية للملاحة الجوية على رأس أولوياتها والتوجة إلى الاعتماد على انظمة الأقمار الصناعية سواء العالمية أو الإقليمية بدلاً من الانظمة الأرضية لتكون اللاعب الاساسى فى إنشاء منظومة تنسيقية مدنية عسكرية ناجحة يتم من خلالها إدارة مثلى للفضاء الجوى مع وجود الكثير من الطرق البديلة، وكذلك المضى قدما فى تطبيق مبادرات الايكاو فى هذا الشأن.
وأشار إلى أهمية الارتقاء بالعنصر البشرى بجميع قطاعات الطيران المدنى عن طريق تنميط وتدقيق عمليات الاختيار وتكثيف التدريب ورسم مسارات الترقى وإعطاء الفرص للعناصر الواعدة للإبداع وإعداد الشباب إعداداً جيداً يؤهلهم لقيادة قطاع الطيران المدنى فى المستقبل والاستفادة من خبرات الدول ذات التاريخ الطويل فى هذا المجال.
ونوه إلى الاعتماد على استخدام التكنولوجيا والأنظمة الرقمية ومسايرة المبادرات الصادرة عن الأيكاو والأياتا فيما يتعلق بميكنة عمليات التشغيل والإجراءات، وتسهيل اجراءات السفر لتوفير الوقت والجهد وزيادة الفاعلية.
وبعد أن عرضنا بعضاً من التحديات التى تواجه القارة الإفريقية ورؤيتنا المستقبلية لقطاع الطيران بها.
وأعرب الوزير عن تقديره واحترامه للدور الكبير الذى تقوم به منظمة الطيران المدنى الافريقية الـــAFCAC فى مجال تعزيز سلامة وأمن وكفاءة الطيران المدنى فى افريقيا وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، كما أشاد بدور القائمين على تنظيم هذا الحدث من مختلف الجهات لإخراجه بالشكل الذى يليق بمكانة مصر مشددًا على تطلعه إلى تحقيق المزيد من التكامل مع قارتنا الإفريقية فى ظل التوجه الذى تدعمه الحكومة المصرية بقوة، خاصة أن مصر استكملت مسارها الديمقراطى بإتمام الاستحقاق الثالث فى خارطة الطريق وهو انتخابات مجلس النواب 2015 ، وقطعت شوطاً كبيرا فى سبيل تحقيق الاستقرار السياسى والأمنى ورسم مستقبل أفضل يستحقه ابنائها المخلصون.
وأعلن كمال عن تقديم وزارة الطيران المدنى المصرى عدد 20 منحة دراسية بالأكاديمية المصرية لعلوم الطيران تقوم منظمة الأفكاك بإعداد الترشحيات لها على أن تبدأ الفرق التدريبية خلال عام 2016 لتوفير الفرصة للشباب الواعد فى القارة الإفريقية.

كمال يستقبل رئيس «الإيكاو»

استقبل الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى مساء أمس الأول بمقر وزارة الطيران الدكتور بينارد أليو  رئيس المنظمة الدولية للطيران المدنى  الإيكاو على هامش زيارته لمصر للمشاركة فى افتتاح الدورة الخامسة والعشرين للجمعية العامة للمنظمة الإفريقية للطيران المدنى (الأفكاك) والتى انطلقت فاعليتها أمس الأول.. وخلال اللقاء تقدم أليو بالشكر لوزير الطيران على استضافة مصر للجمعية العامة للأفكاك فى دورتها الحالية وأشاد بدور مصر فى دعم صناعة النقل الجوى داخل القارة الإفريقية والذى ظهر واضحا فى مبادراتها لتفعيل اتفاقية «ياموسكرو» بإنشاء سوق إفريقية موحدة لما لها من تأثير إيجابى على مستقبل الطيران المدنى فى إفريقيا.
واستعرض وزير الطيران ورئيس منظمة الإيكاو عددًا من القضايا والموضوعات المقرر مناقشها خلال جلسات الجمعية ومن بينها إجراءات تأمين وسلامة الطيران المدنى وتطوير البنية التحتية للمطارات ونظم الملاحة الجوية وكذلك المشكلات البيئية وقضايا المناخ وسبل الارتقاء بالعنصر البشرى وغيرها من التحديات التى تواجه صناعة الطيران فى المنطقة.. وفى نهاية اللقاء دعا الدكتور برنارد أليو رئيس المنظمة الدولية للطيران المدنى (الإيكاو) الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى لزيارة مقر المنظمة بمونتريال والقاء كلمة أمام المجلس معربا عن استعداد المنظمة لتقديم كافة الدعم المطلوب وتعزيز التعاون مع منظومة الطيران المدنى المصري.