الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء : دخول عالم الدين البرلمان لا شىء فيه

العلماء : دخول عالم الدين البرلمان لا شىء فيه
العلماء : دخول عالم الدين البرلمان لا شىء فيه




كتبت - ناهد سعد

مع نجاح شخصيات دينية فى الانتخابات البرلمانية ظهر العديد من التساؤلات حول دور العالم فى العمل السياسى داخل البرلمان، خاصة أنه دخل فى الدورة البرلمانية الحالية عدد من علماء الدين من بينهم السيد الشريف نقيب الأشراف ود. أمنة نصير والشيخ عبدالهادى القصبى.
وتبقى التساؤلات حول كيف سيوفق العالم بين صفته العلمية والاشتباك فى معترك السياسة، وما الدور الذى سيؤديه داخل البرلمان ويجعله مختلفا عن غيره من نواب البرلمان، لاسيما ان الأزهر لم يعترض على قيام علماء ودعاة بخوض العملية الانتخابية فى البرلمان بل إن جامعة الأزهر قدمت للدكتورة آمنة نصير التهنئة على نجاحها.
ففى البداية تقول د. آمنة نصير استاذ العقيدة بالأزهر وعضو مجلس الشعب القادم والفائزة عن قائمة فى حب مصر بالصعيد إن الدين مختص بكافة شئون الحياة ومنها السياسة، فالرسول «صلى الله عليه وسلم» كانت حياته تتضمن أمورا سياسية فعقد النبى صلى الله عليه وسلم البيعة مع الأنصار مرتين قبل الهجرة، والجانب السياسى فيها ظاهر بأن يحموه ويناصروه، وطلب منهم انتخاب قيادة تمثلهم عنده. كما عقد اتفاقية مع اليهود الذين لم يدخلوا فى دينه لكنهم دخلوا فى دولته، تنظم العلاقة فيما بينهم وبين المسلمين فى كافة المجالات المحلية والخارجية، كالحروب وغيرها.
و تضيف فلا بد من أن يكون هناك جماعة تتخصص فى الأمور الدينية لتحفظ للأمة الوعى بالدين من خلال المعرفة الواسعة فى أمور العقيدة والشريعة لأن ذلك هو الأساس لانطلاقة الحياة فى سبيل الله على هدى الإسلام بعيدا عن كل انحراف أو طغيان فى ما يمكن أن يحدث من خلال الجهل الذى يستغله المستغلون، فيصورون الحق بصورة الباطل، وبالعكس، فيتبعهم الجاهلون، لعدم وجود من يميز بين الحق والباطل فى ساحة المعرفة.
وأوضحت نصير أن أبرز القوانين التى تسعى لإثارتها داخل البرلمان المقبل هو قضية العلم والتعلم، فلا مستقبل لأمة أو حضارة دون علم سليم، سواء فى المنهج أو الأداء، أو المادة التعليمية، فى مختلف المراحل من المدرسة إلى الجامعة، والقضية الثانية التى ستناقشها فى البرلمان هى قضايا المرأة، حيث ما زالت تظلم من العنف الاجتماعى والموروث الثقافى وتفسيرات غير صحيحة للنصوص سواء للقرآن والأحاديث التى تبيح النقاب وغيره من العادات الدخيلة على الدين الإسلامى.. بينما قال محمود عاشور وكيل الازهر السابق إن مسئولية العالم أن يحرك مواقفه السياسية فى خط مبادئه، غير عابئٍ بأن يحاربه كل الناس، او أن يخسر على ارض السياسة بسبب مبادئه وإيمانه الراسخ بخط المسئولية والحساب بين يدى الله، يفرضان عليه أن يواجه كل التحديات فى ذلك الخط، وأن يكون النموذج الذى يحتذى فى تجسيد الحق والعدل والصدق.. وأضاف انه ينتظر من علماء الدين الموجودين فى هذا البرلمان العمل على مواجهة الانتشار الحاد للأفكار المتطرفة والشاذة على أيدى الجماعات الإرهابية التى تستغل جهلاء الشباب فى الزج بهم فى عمليات إجرامية، لخدمة أجندات ومصالح شخصية ضيقة، إزاء تلك التحديات الفكرية يأتى دور الأئمة ورجال الأزهر والأوقاف وجميع المؤسسات الدينية، فى مواجهة تلك الأفكار المنحرفة، بنشر الفكر الوسطى المعتدل، لذلك لا ينبغى على الأئمة وقيادات الأوقاف الانشغال بالحياة السياسية وترك العمل الدعوى بل يقوموا بتوظيف مكانتهم فى البرلمان لخدمة تلك القضايا بالعمل على وضع آلية محددة لتجديد الخطاب الدينى على ألا تكون مبهمة وعبارة عن شعارات ومصطلحات فقط.. بينما يقول احمد ترك مدير ادارة بحوث الدعوة بالاوقاف أنه لابد أن يكون للائمة والدعاة صوت فى البرلمان المقبل، حتى يتسنى لهم إنقاذ حقوقهم الضائعة على مدار السنين الماضية وانه ينتظر من هذا البرلمان اصدار قانون الدعاة وتنظيم الخطابة، مكملا لابد من وضع خطة واضحة للنهوض بالدعوة بعيدا عن الحسابات السياسية والمصالح الخاصة، على أن تتضمن تلك الخطة إعادة هيكلة شاملة لكل المؤسسات الإسلامية، وإعادة ترتيب لأولويات الدعوة، ودراسة كل المؤثرات الخاصة بها، حتى نبدأ من الصفر، ونتمكن من حل الأزمات مثلأ ازمة الدعاة المادية جزء من الأمر فقط، ونحن بحاجة إلى ثورة لتصحيح مفهوم الدين، فللأسف نحن لدينا غياب واضح لمفهوم الإسلام الوسطى.
ومن جانبه علق د. محمد الشحات الجندى على دخول علماء الدين مجال السياسة قائلا لقد استخدمنا مصطلح «عالم الدين» للتأكيد على الصفة البارزة لشخصيته، وهى الصفة المرتبطة بالفكر والثقافة والدعوة مما يفرض على عالم الدين أن يوازن بين عمله السياسي، وبين دوره التثقيفى والدعوى لأن المجتمع فى حاجة إلى تنظيرٍ لحركته السياسية، لكى يفهم القواعد التى ترتكز عليها المواقف السياسية.
ويضيف الجندى من هنا وجدنا أن الإسلام اعتنى بالفئة المفكرة فى الأمة، وجعلها المسئولة عن استمرار القيم فى حياة الأمة والمجتمعات، فقال تعالى « وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون»، ويكمل الجندى والدين واسع سعة الحياة وهذا يشمل فهم الواقع السياسي.. ويطالب الجندى بأن يكون تجديد الخطاب الدينى والعمل قدر الامكان على تنقية التراث الاسلامى من الافكار الشاذة لدعاة العنف من اولى اولويات علماء الدين تحت قبة البرلمان رغم علمى بصعوبة ذلك الامر جيدا.
بينما ترى د. إلهام شاهين استاذ العقيدة بالأزهر أن دخول امرأة داعية اسلامية فى البرلمان سيسهم فى اتخاذ مواقف تسعى لإنصاف المرأة وتعزيز فرصها فى الحصول على تعليم مناسب ومناصب قيادية فى الدولة، ومواجهة ظاهرة انتشار النقاب ومواجهة الفتاوى المضللة والمغلوطة بإصدار قوانين رادعة لذلك الامر، مع ضرورة تجديد الخطاب الدينى لمواجهة المستجدات على الصعيد الدينى والاجتماعى فى مصر والتى ظهرت مؤخرا وطالبت بضرورة العودة إلى صحيح الدين لمعرفة ما منحه الإسلام للمرأة من حقوق، وأن تكون أولوياتها التشريعية هى الاهتمام العلم والتعليم لأنهما الاساس، تليهما حقوق المرأة.
و فى النهاية يوضح د. سالم عبد الجليل وكيل وزارة الاوقاف سابقا أن الأصل لعالم الدين هو العمل الدعوى لجميع المؤسسات الدينية ورجالها ولكن الحياة السياسية حق للجميع ولكن المرحلة الحرجة تتطلب من كافة أبناء الوطن، خاصة رجال الدين، مزيدا من الجهد والعطاء لمواجهة هذا المد من الفكر المنحرف، الأمر الذى يتطلب العمل، وبقوة، على نشر الأفكار المعتدلة، التى نصت عليها الشريعة، ومقاصد صحيح الدين.. وطالب عبد الجليل العلماء بعدم السعى وراء المصالح الشخصية والحزبية، والانشغال بالقضايا الفكرية، حتى تمر البلاد من هذه المرحلة، ولأن دحر الإرهاب ليس مسئولية القوات المسلحة، بل هى مسئولية جماعية مشتركة، تتطلب التعاون من الجميع.