«واحد متر مربع» يواجه استباحة خصوصية البنات

كتبت  - نهى عابدين


الخصوصية مفهوم غائب عن المجتمع المصرى وتتجسد أسوأ صور استباحة حرمة الآخرين مع السيدات خاصة مع الجهل بحقوقهن فى عدد من المجالات، ومن هذا المنطلق قام مركز «نظرة»  للدراسات النسوية بإطلاق حملة وهاشتاج «واحد متر مربع» على مدار 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء نظمت خلالها عدداً من الفعاليات للتوعية بقضايا الخصوصية والمساحات الشخصية والسلامة الجسدية.
فى البداية تقول أمل المهندس، مديرة برنامج «المدافعات عن حقوق الإنسان»  بمركز نظرة إن انتهاك الخصوصية الشخصية بشكل عام تحول إلى سمة عامة فى المجتمع المصرى متمثلاً فى عدم احترام المساحات الشخصية للأفراد خاصة النساء وذلك قد يكون عن غير قصد بسبب الازدحام المبالغ فيه فى وسائل المواصلات المختلفة كالمترو والميكروباص، ولكن غالبا ما يكون اختراق تلك المساحات متعمداً بغرض إيذاء النساء وعدم احترام حقهن فى الخروج والمشاركة فى جميع المجالات العامة علاوة على التربية الخاطئة السائدة المتمثلة فى عدم احترام أجساد النساء وبالتالى عدم احترام مساحتهن الشخصية.
وأضافت إن الحق فى الحياة الخاصة والمساحة الشخصية أمر يتغافل عنه الكثيرون فلكل إنسان مساحة شخصية خاصة به تحيط به ويحملها معه أينما ذهب ويفترض على المحيطين عدم تعديها إلا بموافقته، حتى فى الأماكن المزدحمة ينبغى الحفاظ على مساحة شخصية خاصة للنساء ومن الطبيعى أن يكون التلامس الحميمى والحركات الجنسية مثل التحرش والتلامس اتصالاً جسديًا وعنفاً غير مقبول.. كما أكدت أن  أبرز اشكال انتهاك الخصوصية يكون فى الإعلام حيث يتعامل الإعلاميون والصحفيون مع حالات التحرش والعنف الجنسى بعدم حرفية ويقومون بنشر صور للناجيات أثناء تواجدهن فى مراحل التحقيق ونشر أسمائهن وبياناتهن الشخصية، وأشارت إلى أن بعض الإعلاميين يطلقون الأحكام على الناجيات ويلومهن ويستخفون بالجرائم المرتكبة فى حقهن  ويتسبب ذلك فى تدمير مستقبلهن.. ومع التطور الذى يشهده الفضاء الالكترونى انتشر انتهاك الخصوصية الشخصية عبر شبكات الإنترنت بشكل كبير خاصة مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وأوضحت أن الوصول إلى المعلومات الخاصة بالأفراد بات أمراً فى غاية السهولة ولذلك انتشرت حوادث الابتزاز التى تتعرض لها الكثير من النساء.