الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إنشاء مدينة الجلالة على 17 ألف فدان.. وأكبر مصنع فوسفات فى العالم

إنشاء مدينة الجلالة على 17 ألف فدان.. وأكبر مصنع فوسفات فى العالم
إنشاء مدينة الجلالة على 17 ألف فدان.. وأكبر مصنع فوسفات فى العالم




كتب-عمر علم الدين

 عقب  حرب أكتوبر 1973  كان الجنرال أرئيل شارون - رئيس الوزراء الإسرائيلى  فيما بعد - فى قمة الذهول  وقال كان هناك شىء جديد علينا تماما.. المقاتل المصرى (الجديد).. لم يكن أحد منا يريد أن يصدق أن هذا هو الجندى الذى حاربناه فى عام 1956- وفى عام 1967، وشعرنا أن هناك تغييرا أساسيا قد حدث.. ولكننا كنا نرفض التصديق أو لأننا كنا فى حالة ذهول من نجاح أداء هذا الجندى، لقد وجدنا هذه المرة الجندى المهندس، والمحاسب، والمدرس واختفى الجندى القديم الذى لم يعرف الأرقام بالإنجليزية الموجودة على أجهزة المسافات.
ورغم بسالة الجندى المصرى وقوته فى معارك القتال التى شهد بها الجميع فإن  القوات المسلحة تسطر الآن بحروف من نور «مصر الجديدة» من خلال مشروعات عملاقة  لنرى الجندى المصرى وقائده فى ثوب جديد، يد تحمى الشعب وتحارب الإرهاب بلا هوادة وأخرى  تبنى دون توقف.
وفى الوقت الذى تستكمل فيه القوات المسلحة مشروعات قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق والكبارى العملاقة فإنها تشرع فى تنفيذ مشروع عملاق لتعمير منطقة جبل الجلالة، بإنشاء  مدينة الجلالة العالمية على مساحة 17 ألف فدان والتى بها جامعة الملك عبدالله ومنتجع سياحى يطل على خليج السويس، بالإضافة إلى طريق «العين السخنة- الزعفرانة»، الذى يشق جبل الجلالة ويعتبر ممر التنمية الرئيسى للمشروعات ويبلغ طوله 82 كيلو بالإضافة إلى 2 وصلة عرضية  لربط الطريق  مع الطريق الساحلى  الأولى طولها 17 كيلو والثانية 13 كيلو. تعمل القوات المسلحة ومعها 53 شركة مدنية على مدار 24 ساعة  للانتهاء من أعمال نسف وتفجير للجبال التى تعترض طريق الزعفرانة- العين السخنة، وكذلك الارتفاعات الكبيرة لتلك الجبال التى تصل إلى 700 متر فى بعض المناطق، كذلك أعمال تكسير الصخور العملاقة، ثم استخدامها فى ردم الوديان والمناطق المنخفضة المجاورة للجبال والتى يصل عمقها إلى 150 مترًا فى بعض المناطق، للانتهاء من الطريق الزعفرانة العين السخنة فى إبريل المقبل.
يقول اللواء كامل الوزير  رئيس أركان الهيئة الهندسية استطعنا شق الجبال، وتفتيت الصخور وأمامنا جزء أخير فى الطريق، سيتم الانتهاء منه بالكامل فى احتفالات تحرير سيناء 25 إبريل المقبل.
اللواء الوزير الذى صحبنا خلال تفقد المشروع والذى يحفظ كل خطوة وكل شبر فى المشروع قال إن طريق العين السخنة - الزعفرانة، الذى يشق جبل الجلالة جزء من  محور 30 يونيو «مشروع طريق مصر- أفريقيا» ويبدأ من بورسعيد ويقطع طريق السويس والعين السخنة فى منطقة وادى حجول، ويتجه جنوبًا حتى يصل إلى الكيلو متر 10 فى محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف الزعفرانة، ويتم الآن تنفيذ هذا الطريق بطول 82 كيلو مترًا، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلى، مثل وصلة منطقة «رأس أبوالدرج»، التى يقام فيها منتجع سياحى عالمى على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداى ملحة للربط بين الطريق الساحلى والطريق الرئيسى
وكشف الوزير عن أنه سيتم إغلاق الطريق الساحلى خلال الفترة المقبلة، وتحويله إلى طريق داخلى بين القرى السياحية، نظرا لكثرة الحوادث عليه.
وأوضح الوزير  أن  طريق العين السخنة الزعفرانة سيكون اتجاهين، بعدد 3 حارات مرورية فى كل اتجاه وسيكون له دور كبير جدا فى خدمة التنمية والمنشآت السياحية والتجارية والصناعية.
 بالإضافة إلى  الربط مع محور 30 يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر وكل دول قارة إفريقيا، وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانئ والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها فى تلك المنطقة الواعدة.
وتابع الوزير: ان الطريق الجديد يجعلنا نستفيد من الثروات الطبيعية بالمنطقة  فالطريق تمر  بمنطقة المحاجر، التى يوجد بها جميع أنواع الخامات الهامة، مثل الرخام، وخام «الكولينا» و«الطفلة» و«رمل الزجاج»
 هذا بالإضافة إلى  التنمية الصناعية، خاصة بعدما تم التخطيط من قبل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإنشاء مصنع عملاق للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن فى العام، وسيكون له موقع مميز ونفق تحت الطريق الرئيسى لخدمة حركة النقل وعملية الإنتاج، بالإضافة إلى تصميم المصنع بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الغاز، وقد تم التنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذا المشروع العملاق، وكذلك سيتم عمل محطة تحلية لمياه البحر لخدمة المشروع، الذى يتم بالتعاون مع شركات عالمية ويعد هذا المصنع بهذا الشكل هو الاكبر فى العالم.
وعن تنفيذ المشروع، قال الوزير إن هناك  53 شركة مدنية وطنية تعمل مع القوات المسلحة فى مشروع هضبة الجلالة، منها 40 شركة مصرية فى مجال الطرق و5 فى مجال الانشاءات والأعمال الصناعية والكبارى والأنفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم، إلى جانب 8 شركات تعمل فى منطقة رأس ابوالدرج فى المنتجع السياحى المطل على خليج السويس، ويعمل فى تلك الشركات  15 ألف عامل وفنى ومهندس، تحت إشراف ومتابعة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
 أثناء جولتنا  بمرافقة اللواء الوزير على طريق ممهد، قال  نحن الآن نسير على طريق العين السخنة الزعفرانة  فقد تم الانتهاء من حوالى 20 كيلومترًا من الطريق أعلى هضبة الجلالة، بالإضافة إلى 65 كيلو مترًا تم الانتهاء منها مابين قطع ونسف فى الصخور شديدة الصلابة، إلى جانب أعمال الحماية والتدبش، ومتبقى نحو 17 كم، فى مناطق جبلية متضرسة يتم العمل خلالها بسواعد رجال المهندسين العسكريين الذين ينفذون أعمال نسف حذر وتدمير للطبقات الصخرية لاستكمال الطريق. وأوضح اللواء الوزير أن المشروع تم بدء العمل فيه منذ شهر يونيو 2014، وقد تم نقل المعدات الثقيلة التى تتولى تفتيت الصخور فوق جبل الجلالة، من أجل شق الطريق، الذى سيكون بوابة للتنمية الحقيقية فى خليج السويس، وشريان أمل جديد للأجيال المقبلة.
وتابع الوزير أن درجة الميل فى طريق العين السخنة الزعفرانة 3% حتى لا يشعر المسافر بأى معوقات أو صعوبة، أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذى يمر بين الجبال، بالإضافة إلى وجود سدود توجيه ومخرات سيول على جانبى الطريق حتى تنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر، لافتا إلى أنه تم عمل مخرات وبرابخ للاستفادة من مياه السيول فى المشروعات الصناعية والزراعية، وقد تم التعاون مع جامعة عين شمس لإنشاء بربخ صندوق 2 عين خرسانى، نظرا لخبراتهم الكبيرة فى هذا المجال.
ورحب الوزير بالشركات للعمل بمشروعات الهيئة الهندسية وايضا بالعمالة قائلا كل من يرغب فى العمل بالمشروع عليه الحضور إلى مواقع العمل، وتابع: «الضباط الموجودون لديهم تعليمات بتشغيل كل من لديه حرفة، سائق أو سباك أو نجار أو حداد، أو من يرغب فى العمل بالتدبيش أو أعمال الردم».  
وعن  منتجع الجلالة السياحى قال  الوزير أنه على مساحة 1000 فدان، وسو يتم انشاء فندقين به، أحدهم جبلى وآخر ساحلى، الجبلى يضم 300 غرفة و40 شاليهًا، بينما الساحلى يضم 300 غرفة أيضا و60 شاليهًا، إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول متطور وسيتم ربطه بطريق 17 كيلو مترًا وتليفريك تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية، ويتم تنفيذه بسواعد شركة مصرية، بالإضافة إلى مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت. اليوم السابع -12 -2015 وأشار اللواء الوزير إلى أنه تم البدء فى مشروع المنتجع السياحى منذ شهر أكتوبر 2015، وسوف يتم الانتهاء منه فى أبريل المقبل، عدا الفندق الجبلى، ومارينا اليخوت، الذى تم الانتهاء من التصميم الخاص به، جار عرض أفضل الاسعار لتنفيذه، موضحا أن المنتجع بالكامل ينتهى أول يوليو 2017. وأوضح الوزير أن هناك محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحى ومدينة الجلالة العالمية ستكون جنوب المنتجع مباشرة، بالإضافة إلى توفير الكهرباء اللازمة للمشروع، مؤكدا أن جميع المرافق الخاصة بالمشروع جاهزة، والمدنية العالمية أعلى هضبة الجلالة مساحتها 17ألف فدان قابلة للزيادة.
وعن  جامعة الملك عبدالله الذى اعلن عنها الرئيس وفاء لما قدمه الراحل لمصر، قال إن الجامعة ستعمل وفق أحدث النظم العلمية والوسائل الحديثة وستضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصرى فى تخصصات غير نمطية، وغير موجودة فى الجامعات العاديةستكون الجامعة على مساحة 100 فدان.