الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السيسى زرع الأمل.. والأجيال المقبلة ستحصد ثماره

السيسى زرع الأمل.. والأجيال المقبلة ستحصد ثماره
السيسى زرع الأمل.. والأجيال المقبلة ستحصد ثماره




حوار - أحمد قنديل

الدكتور عبد الهادى القصبى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها وعضومجلس النواب فى البرلمان الجديد، نشأ فى بيت له تاريخ وطنى وصوفى حيث إن جده حسين القصبى عضو مجلس الشيوخ كان يطلق على منزله بطنطا «بيت الأمة» وتأسس به عام 1913  جمعية الهلال الأحمر، وشهد المنزل لقاءات بحضور الزعيم سعد زغلول فى سرايا حسين القصبى بطنطا، والذى شهد أيضا الإعداد لثورة 1919 واجتمع فيه رموز وقيادات الأمة، كما أن  جده عبد الهادى القصبى كان أيضا نائبا لمجلس النواب فى حينها لمدة 9 دورات متتالية ومشهود له بالوطنية والدفاع عن الحق، ووالده أحمد عبد الهادى القصبى هوعضو مجلس الأمة والمناضل السياسى الصوفى الذى تولى منصب المحافظ لبنى سويف والغربية ورئيسا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية، وهو لا يتحدث كثيرا، واختص «روزاليوسف» بهذا الحوار ليكشف لنا عن آرائه فى الأحداث السياسية التى تشهدها مصر، وما أولويات أجندته داخل البرلمان، نظرا لكونه قيادة بارزة فى قائمة «فى حب مصر» وإلى نص الحوار:

■ فى البداية عقب اكتمال خارطة الطريق خرجت علينا بعض الأصوات تشكك فى شرعية البرلمان المقبل هل ترى أن هناك احتمالية لحله؟
- فى البداية أوجه الشكر لـ«روزاليوسف» العريقة، وأقول إن مصر شهدت انتخابات حرة نزيهة، أعلن فيها الشعب أنه صاحب السيادة، وقبل الانتخابات كانت هناك أفكار واتجاهات سياسية مختلفة، تبناها بعض الأشخاص والجهات، وحشدوا لها، واستعانوا ببعض الإعلاميين والقنوات، وكان من الواضح أن لأصحاب تلك الجهات مصالح إيجابية أو سلبية، ولكن عندما أعلن الشعب موقفه فلا يجوز لأى شخص أو جهة أن تتحدث باسم الشعب لأنه قال كلمته واختار بإرادة حرة، رغم أن بعض الجهات كانت تهاجم بشدة وعنف، وتلقى عليهم التهم جزافا دون سند والكثير منهم شرفاء ووطنيون،
■ إذن ما الهدف من إطلاق تلك التصريحات بحله قبل بداية العملية الانتخابية؟
- أرى أن هذا المجلس بتنوع أعضائه وأحزابه وأفكاره واتجاهاته السياسية سيكون هذا فى سبيل الصالح العام ولصالح مصر، ويستطيع أن يؤدى مهمته، والأصوات التى أعلنت أن هذا المجلس سيتم حله للأسف الشديد أعلنت عن رأيها قبل أن تبدأ العملية الانتخابية، فكيف نحكم عليه قبل أن تتم؟، ولهم تجارب عديدة فى تعطيل الحياة السياسية، وهى محاولة يائسة منهم لعدم استكمال الاستحقاق الثالث، ورغبة منهم فى أن تظل حالة الضعف موجودة فى مصر، وبذلك يقدمون خدمة لأعدائها، لكن الشعب المصرى بفطنته استطاع أن يستكمل شكل الدولة المصرية.
■ كيف تقرأ إنجاز مصر للاستحقاق الثالث فى خارطة الطريق؟
 - استكمال خارطة الطريق يدعم مصر على الصعيدين المحلى والدولى، وأعتقد أنها تسير فى الاتجاه السليم، وأن المصريين لديهم عزيمة، واستطاعوا أن يبعثوا برسالة قوية للعالم أجمع، وأنهم حريصون كل الحرص على تصحيح المسار والنهوض بالبلاد.
 ■ كيف ترى الدور المقبل للبرلمان فى خدمة الوطن؟
- يجب على البرلمان أن يحافظ على سيادة مصر واستقلالها، وعدم التدخل فى قراراتها السياسية والسيادية من الخارج، وحفظ الأمن القومى بجميع أشكاله العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ودعم الاقتصاد الوطنى الذى يعد حجر الزاوية فى تحقيق الكثير من الآمال والطموحات، فالعدالة الاجتماعية مطلوبة، لذلك نرغب فى اقتصاد يلبى متطلبات واحتياجات الفئات المهمشة، ونعيد صياغة المناطق العشوائية والمحرومة من الخدمات، كما يجب أن ننهض بالعملية التعليمية، وتأمين خدمات صحية تليق بالمواطن المصرى، وكل ذلك يتعلق بقوة الاقتصاد، لأنه يساعد فى دعم الأمن الداخلى والخارجى، إضافة إلى دعم مؤسسات القضاء وتمكينها من عدالة ناجزة، فتأخير الأحكام يعد ظلما بينا.
كما أن الأولويات المقبلة للبرلمان هو إصدار تشريعات يكون من شأنها فتح أبواب الأمل، ومواجهة غول البطالة الذى يقتل الانتماء فى نفوس شباب مصر من أصحاب الطاقات والعقول المفكرة، والتى تحتاج مصر إلى عطائهم، وبذل الجهد لتخطى الصعاب والتحديات التى تواجهنا، كما سنحرص خلال المجلس على استعادة مكانة مصر إقليميا وعالميا، وعدم السماح لتشويه صورتها، وتوطيد علاقاتنا بالدول العربية والغربية كمصالح مشتركة، والانفتاح على العالم بشكل يليق بمكانة مصر وتاريخها، بهدف تحقيق حياة كريمة لكل مواطن مصرى سواء كان عاملا أو فلاحا أو موظفا، بتوفير الحد الأدنى لمقومات الحياة من تعليم وصحة ومسكن، وتلك الأمور تتوقف على إصدار تشريعات لتنمية الدخل القومى للبلاد، ودعم السياحة وتسهيل الاستثمار الوطنى والأجنبى.
■ هل هناك قضايا أخرى مطروحة على أجندتكم البرلمانية؟
- بالطبع .. فيجب علينا أن نواجه الفساد بشتى أنواعه أينما كان أو وجد، فهو صخرة ضخمة تعيق تقدم البلاد وتحطم آمال وطموحات الشعب المصرى، ويجب علينا أن نتعاون جميعا لمواجهته سواء كان تشريعيا أو شعبيا أو أمنيا، فيجب أن نطهر جميع مؤسسات الدولة من الفساد، فمثلا المؤسسة الاعلامية يجب أن تتطهر من الأصوات والأقلام التى تعمل ضد مصر وتهاجم كل شريف وتقتل وتعرقل كل من سعى لإضافة إنجاز جديد للبلاد، وكذلك بالقياس يجب أن تتطهر كل مؤسسة تؤدى خدمة إلى المواطن المصرى من المنتفعين الذين لا يحققون مصالح المواطنين إلا بالرشوة، فهناك فسدة وخونة يدعمون مخططات تستهدف النيل من مصر، فتجب مواجهتم، بل يجب أن يتركوا شرف الانتماء للجنسية المصرية ويتجنسوا بجنسية أخرى، فالشعب المصرى ونحن معه أصبحنا رافضين أن يحيا بيننا من يخون مصر والمصريين، وأخيرا يجب أن نتكاتف كسلطة تشريعية مع باقى سلطات الدولة من أجل النهوض بالبلاد، وعلينا أن نتعاون مع كل مسئول شريف وطنى ينتمى إلى تراب هذا الوطن ويسعى للبناء، وأن نتصدى لكل من تسول له نفسه بالعبث بمصالح الشعب ومقدراته.  
■ هل ترى أنه كانت هناك محاولات لاختراق هذا البرلمان داخليا أو خارجيا؟
- نعم .. وأؤكد على وجود تلك المحاولات والتى مازالت وستظل، ولكن بفضل المولى سبحانه وتعالى استطاع شعب مصر أن يحبط تلك المخططات ويتصدى لها، قالى تعالى «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»، وأرى أن أعداء مصر كانوا ينتظرون الإعلان عن بدء الانتخابات البرلمانية لاستثمار المناخ، على اعتبار أن مناخ الانتخابات قد ينتشر فيه الفتن والشائعات والتشكيك والتقسيم، وكلها توفر مناخا خصبا لتنفيذ المآرب الخبيثة، ولديهم أذرع بالداخل.
 ■ بعد مرور أكثر من عام على تولى الرئيس السيسى رئاسة البلاد .. هل ترى أن هناك أملًا لبناء مصر جديدة؟
- أثق فى الله عز و جل أولا، وفى الرئيس عبد الفتاح السيسى ثانيا وهو الذى استطاع خلال مدة وجيزة أن يفتح أبواب الأمل، وأن يواجه تحديات ضخمة ومرعبة وأن يستعيد منظومة الأمن وينفذ مشروعات ضخمة وعملاقة ستحصد الأجيال القادمة ثمارها، وأوجه دعوة لكل مواطن مصرى أن يتقى الله فى البلاد والعباد، ويتعاون من أجل الاستمرار فى مواجهة التحديات وفتح طاقات الأمل أمام شعب مصر وشبابها، وعلينا أن نسجد لله شكرا على ما تحقق خلال تلك المدة، وفى نفس الوقت علينا أن ننهض ونعمل ونكافح ونتعاون ونبذل جهدا من أجل تحقيق الخير لمصر وللمصريين، ونظل جاهدين فى امتلاك قوت يومنا، فمن لا يملك قوته لا يملك قراره.
■ كيف ترى المحاولات الخارجية لاستهداف مصر؟ وما رسالتكم للضالعين فيها؟
- رغم كل الأحداث والمخططات التى واجهت المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص، أرى أن مصر اليوم تمد يدها بالسلام إلى العالم أجمع، وعليه أن يبادلنا نفس التوجه، وعلى كل القوى التى تخطط إلى التقسيم وإشاعة الفتن ودعم الإرهاب من أجل دولة بعينها أو مصالح سياسية واقتصادية، نوجه لهم تحذيرا بالتوقف عن تلك السلبيات التى خلفت الدمار والإرهاب وقتلت الأبرياء وسفكت الدماء، ولو أنهم وجهوا جهودهم الداعمة للإرهاب لدعم الإنسانية لعم الخير العالم كله، لأنه فى الآونة الأخيرة تم هدم وتدمير شعوب بالكامل، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل وحدة الشعب المصرى لن تستطع أى قوى أن تنفذ تلك المآرب على أرض مصر، وستفشل تلك المحاولات، وسيعلم العالم أجمع أن الشعب المصرى لن يسجد إلا لله، وهو من يمتلك زمام الأمور وهو وحده صاحب السيادة على الأراضى المصرية.
■ هل هناك رسالة تحب أن توجهها إلى نواب مجلس النواب؟
- علينا جميعا كنواب أن نكون واجهة مشرفة، ونقدم صورة جيدة للشعب المصرى وإلى العالم أجمع، لأننا نتحمل أمانة ثقيلة فى ظل ظروف عصيبة، لذا يجب علينا أن نصطف صفا واحدا دفاعا عن مصر والمصريين.
■ ماذا عن الاتهامات التى وجهت إليكم بأن قائمة «فى حب مصر» تسعى إلى استنساخ الحزب الوطنى خاصة سعيكم لتشكيل ائتلاف برلمانى بالمجلس؟
- أقول لهؤلاء إن قائمة «فى حب مصر» تضم قامات وطنية وشرفاء، لا يبتغون سوى خدمة الوطن، وتضم ممثلى العديد من الأحزاب، إذن كيف تكون استنساخًا للحزب الوطنى، وبالنسبة لسعينا للائتلاف داخل البرلمان أقول لهم إن الشعب قال كلمته، وكفاكم تشكيكا وإحباطا، وعلى تلك الأصوات أن تخفت، فلا يوجد برلمان فى العالم دون أغلبية، ولو لم يكن هناك تكتلات فى البرلمانات فلن يصدر عنها تشريع واحد، وأقول لهؤلاء أردتم أن تفتتوا البرلمان وتعطيل الدولة المصرية وهذا لن يحدث على الإطلاق.
■ كيف ترى الدعوات التى خرجت تطالب بالتظاهر فى «25 يناير» المقبل؟
- سيّمر هذا اليوم بصورة طبيعية، وأثق بأنه لا أثر لتلك الدعوات الآن، ولا مجال لها، فمصر محفوظة بأمر الله وستظل محفوظة، وأراهن على فطنة الشعب المصرى، فلا يمكن أن يستجب لتلك «الخزعبلات»، ولن نسمح بتكرار سيناريوهات سوريا واليمن وليبيا والعراق فى مصر.
 ■ بصفتك رئيسا للمجلس الأعلى للطرق الصوفية ونائبا بالبرلمان .. هل ترى أن هناك تعارضا بين الاثنين، وهل ستتبنى قضايا تخدم الصوفية فى البرلمان المقبل؟
- فى البداية لا يوجد تعارض بين الاثنين، لأنهما يكملان بعضهما البعض، والنائب منذ اللحظة الأولى لانتخابه لم يعد ممثلا لفئة بعينها ولا طائفة بذاتها، ولكنه ممثل  للأمة كلها، وسأتبنى كل القضايا التى تحقق مصالح أى فئة بما فيها أهل التصوف، وأود أن أقول إن الصوفية تعنى منظومة القيم الأخلاقية والتى بدونها لا يمكن تحقيق أى تقدم أو إنجاز أى مصالح، وعلينا جميعا أن نتكاتف من أجل دعم منظومة القيم الأخلاقية التى تعد منهج أهل التصوف، فالقيم تبنى الأمم وتحقق الانتماء للوطن وسنواجه بها الفساد والمفسدين.