الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

..ومياه الرى تدمر 6 آلاف فدان بالفيوم




 دائما ما تأتى الشكوى من ندرة مياه الرى ومخاصمتها لأغلب المناطق التى تقع فى نهايات القنوات المائية. أما أن تأتى الاستغاثة من تزايد وكثرة مياه الرى.. فهذا هو الغريب والجديد حيث أتلف ارتفاع منسوب مياه الرى بقرية النصرية فى الفيوم حوالى 6 الآف فدان جميعها أراض زراعية خصبة تجود فيها زراعات القطن والذرة والقمح والطماطم نتيجة تحويل معظم أراضى القرية إلى مستنقعات لا تصلح فيها الزراعة بسبب المصرف اللعين الذى نفذه عباقرة فى سوء استخدام مياه الرى. فى حين يشكو اهالى قرى إطسا ويوسف الصديق وطامية من ندرة مياه الرى.
 

 
 مأساة قرية النصرية يرويها أبناؤها بشىء من الحزن على ضياع اقتصادهم الزراعى.
 
 يروى محمد عدلى عيد « مزارع» مأساة قريته قائلا انه تم شق مصرف قبلى السكة الحديد منذ أكثر من 25 عاما بطول 5 كيلو مترات.. تبدأ من قرية سيلا ليكون متنفسا للصرف الزراعى لقرى سيلا و النصرية والعسال والجابرى الا انه تحول الى مقالب للقمامة وتسبب فى انسداد المجرى المار من الكتلة السكنية بقرية سيلا مما أدى إلى ارتداد المياه لتغرق الآف الأفدنة.
 
ويقول محفوظ فرج «فلاح» أملك ثلاثة أفدنه بحوض سليم باشا الحموى حصلت عليها من الإصلاح الزراعى.. وبالرغم من أننا على مشارف فصل الشتاء إلا اننى لم أستطع زراعة أرضى مما دفعنى للعمل لدى بعض كبار المزارعين بسبب الغرق المستمر لأرضى ما جعلها طينية لا تصلح للزراعة أغلب فترات السنة.. لافتا الى أن نباتات الشوك والبردى و«البوص الفارسى» أصبح تكسو أرضه.
 
ويرى ياسر محمد حسين «فلاح» المصرف الذى تم إنشاءه قبل 20 عاما الذى أقيم بشكل خاطئ حيث يبلغ انخفاضه حوالى نصف متر مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه و غرق الأراضى الواقعة بطول المصرف مما يفقدها الزراعة أغلب أشهر السنة.
 
ويقول يوسف محمد خالد «مزارع»: أمتلك أربعة أفدنة قمت بزراعتها زرة وسمسم.. وفوجئت قبل جنى المحصول بغرق أرضى لمدة 15 يوما متصلة وعندما ذهبت لوكيل وزارة الرى للشكوى من تزايد المياه فى المصرف بصورة مستمرة الذى وعدنا بتطهير المجرى المائى وأزالة التعديات خلال وقت قريب ورغم مرور 30 يوما.. إلا أنه لم يتم شئ وتبخرت وعوده مثلما تتبخر المياه فى بحيرة قارون.
 
ويطالب محمد عيد «فلاح» بإعادة حفر المصرف ليصل عمقه إلى 15 متراً حتى لا تغرق المياه أراضينا. مشيرا إلى انسداد ما يسمى بالصرف الزراعى الذى يرتد الى الأراضى مرة آخرى ما يتسبب فى عودة الأملاح مرة أخرى بسبب عدم تطهير الخزانات التى تمتلئ بالمياه.
 
وفى حين كانت زيادة المياه خرابا على ابناء قرية النصرية يتسبب نقص مياه الرى فى جنوب مركز أطسا فى هلاك المحاصيل الزراعة وتلفها ايضا.
 
يشير ناصر راتب اللواج «مزارع» إلى انه يمتلك 40 فدانا بمنطقة الكاشف والحاوى للأسف لا يمكنه زراعة سوى 5 أفدنة منها نتيجة قربها من بحر البشوات أما باقى المساحة فاينتظر الشتاء حتى تساعده الأمطار فى رى الزراعات الشتوية أما الزراعات الصيفية فقد نسوها بسبب غياب مياه الرى وتحويلها الى اراضى أصحاب النفوذ فى الأراضى الصحراوية التى ليس لها مقننات مياه.
 
ويلفت محمود رشاد الى انه يمتلك 12 فدانا يزرعها بأشجارالزيتون وللأسف تلفت معظم الأشجار وينتظر الشتاء حتى يأتى موعد زراعة القمح الذى لا تزيد أنتاجية الفدان منه نحو 3 أرادب فى حين ينتج الفدان حوالى 23 أردبا فى الاحوال الطبيعة.. ولكن هذا التفاوت ناتج عن اختفاء مياه الرى.
 
ويكشف الدكتور سمير سيف اليزل الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الفيوم عن حدوث كارثة لهذه الأراضى فى القريب العادل ما لم تفق لذلك اجهزة الزراعة والرى حيث تزايد كمية المياه التى تخرج من المصارف تغرق الأراضى   وتتسبب فى أختناق الجذور وتعفنها.
 
وقال سيف اليزل: إن مياه المصارف صالحة للزراعة حيث تحتوى فقط على 200 جزء فى المليون بشرط تصفية المياه فى المصارف بعد عملية الرى أما فى حالة تركها فإنها تؤدى الى تدهور خصوبة التربة وعدم مقدرتها على تغذية النبات ولا يصل الأوكسجين للنبات بسبب امتلاء الفراغات الهوائية بهذا الغاز وكذلك يستبدل عنصر الصوديوم محل الكالسيوم مما يؤدى الى ضعف التربة و يتسبب فى انتشار الحشائش والنباتات المستديمة التى يصعب القضاء عليها حيث يحتاج إلى 5 سنوات ..
 
يرى المهندس عبد الغنى شومان وكيل وزارة الرى بالفيوم أن سلوك المواطنين وراء المشكلة خاصة انهم يلقون بمخلفاتهم فى مجرى المصرف المار أمام المنازل بقرية سيلا وأن هناك خطة سيتم تنفيذها لأعادة تطهير المصرف وحفره مرة أخرى حتى لا تغمر المياه الأراضى الزراعية وتوجيه الفائض الى المناطق التى تعانى من ندرة مياه الرى.