محمود رزق الجمال: تضحيات السيسى من أجل مصر وراء تنازلى عن ممتلكاتى لصالح بلدى

حوار - كمال عامر
قصة شديدة الغرابة.. مواطن مصرى فقد أولاده فى حادث أليم أمام مطعم أون دين أمام مستشفى المعادى.. اكتفى بالدموع والحزن رافضا مجرد تحرير محضر لصاحب السيارة القاتلة..
حبه وعشقه لمجتمعه ولمصر بشكل عام أمر  واضح وقد انعكس ذلك على قرار بالتبرع بكل أملاكه إلى أهله فى مسقط رأسه بقرية قرموط صهبرة - ديرب نجم شرقية.. وهو قرار ينسجم مع انحياز المستشار محمود رزق الجمال للفقراء والبسطاء فى كل موقع.
القصة الإنسانية عميقة ومؤثرة.. مشوار انتهى بمحصوله على لقب مستشار بهيئة الخدمات لمنظمات حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهو ما زاد من هموم الرجل حيث بدأ الاتجاه بالانشغال بحقوق الإنسان بجانب تفرغه للأعمال الإنسانية.
وهو كرجل أعمال بالسياحة ثم تكريمه من كل المهنيين بالحركة السياحية.. وزراء ورؤساء غرف ومسئولين دوليين عمل فى عدد من المناصب الرياضية بدأ كلاعب رفع أثقال ثم عضو بمجلس إدارة الاتحاد المصرى للمصارعة.

 

تغيرات كثيرة تواجه المجتمع المصرى ككل.. لم تعد القواعد الحاكمة قبل يناير 2011 موجودة.. والتغير شمل كل شىء.. لكن بدرجات.
منذ 30 يونيو حالة من الهدوء تسيطر على المجتمع برغم الأخطار الخارجية.. بل والداخلية التى تحيط بنا من كل جانب مهددة الجميع بشرا ومكاسب، بل تاريخا ومستقبلا.. إلا أننى ألاحظ هدوءا وعدم انفعال يتساوى مع الأخطار ودرجتها.
الثقة فى الرئيس السيسى والقوات المسلحة والشرطة، بالطبع صنعت جزءا من الطمأنينة لدى الناس وزيادة القوة المصرية ونمو مكانة مصر بين كبار العالم، سواء قوة القرار أو تأثيره، كلها أمور تؤدى إلى التراضى فمن المعروف أن الثقة والهدوء والتى تصل إلى التراضى أمور تنتج وقت السلام والأمن، والمصريون - الآن - أكثر أمنا وسلامة عما عاشوه قبل 30/6، حيث الأخطار تزايدت مع ظهور حكم الإخوان.. بالتالى شاهدنا حالة الاستنفار القصوى التى عاشها المصريون وأدت إلى ثورة غضب حقيقية حررت البلد من حكم الطائفية والعشيرة!
الآن مصر تتعافى.. وبرغم الهدوء فى رد الفعل على ما يحدث فى البلد من إنجازات إلا أن بيننا من يعلم قيمة ما نعيشه وما وصلنا إليه كبلد وحالة.
المستشار محمود رزق الجمال، المستشار بهيئة الخدمات الدولية بمنظمة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، مواطن مصرى شاهد على العصر اقترب من الأحداث.. وتفصله أمتار عن التاريخ وعمره 82 عاما.. ويعيش بعيون نشيطة وعقل يرصد ويحلل ويفرق وقد اقترب من مسئولين كبار وبسطاء.. اختار خدمة الناس والبسطاء تحديدا كهدف وفلسفة.
انفعل مع التغيرات السياسية..حاول أن يفهم حكم الإخوان، واقتنع بأن الرئيس السيسى أرسله الله لإنقاذ البلد والشعب من الحرق! والموت وإنقاذ المكاسب التى حققها الشعب طوال عمره بدءا من الآثار مرورا بالمنشآت والهيئات حتى عمر الفرد وأسرته!
المستشار محمود رزق الجمال مؤمن بضرورة استكمال العمل لتطبيق أهداف ثورة 30 يونيو.. والشعب عليه أن يناضل ويقاتل ويظل فى حالة استنفار.
الرجل بدوره لم يكتف بدور المتفرج وحتى ينسجم مع دعوته للشعب والناس بضرورة الاستثمار الدائم وبالإيجابية فى المساندة والمشاركة مع الرئيس فى تقديم كل المساعدات والمساندة كل فى مجاله.
ترجم محمود رزق الجمال الخبير السياحى القناعة بقرار.. حيث قرر التنازل بالتبرع عن كل ثروته لصالح أهل بلده.
وذهب للشهر العقارى ليسجل رسميا دعوته ورغبته.. هذه الأملاك التى تقع فى قرية قرموط صهبرة بديرب نجم شرقية تشمل عمارة من 5 أدوار وفيللا دورين وجامعا بثمن تقديرى 8.5 مليون جنيه.
لم يعد لى سوى مطعم أوندين بالمعادى للبسطاء والفقراء نصيب مهم فى هذا المشروع.
ونظر للخدمات التى يقدمها لمجتمعه، فقد تم تعيينه مستشارا بهيئة الخدمات الدولية لمنظمات حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
الرجل بحكم عمله فى السياحة يحمل رؤية اقتصادية مهمة.
فى حوار لـ«روزاليوسف» دار كالآتى:
■ قلت: السياحة فى مصر تتعرض لمخاطر.. التغيرات السياسية والإرهاب وراء تراجع إيرادات السياحة بشكل كبير، كيف ترى الخروج من المأزق؟
- قال محمود رزق: يجب أن تعلم أن مصر دولة أصبحت تهدد الدول الكبرى التى راهنت على تقسيمها.. وبالفعل الإرهاب ضرب السياحة وأثر عليها بشكل ملحوظ، لكن السياحة فى مصر لا تموت.. قد تمرض لفترة لأن مصر تملك مقومات فريدة فى عملية الجذب للسائحين لدينا التاريخ والحاضر والمستقبل والعملية لا تحتاج لخبراء أو هيئة تنشيط السياحة لإعادة الأمور لنصابها، لأن كل سكان العالم يتفقون على أن زيارة مصر آمنة.
■ كيف ترى السلوك العالمى على مصر الآن؟
- قال محمود رزق: الرئيس السيسى قاد وحده مصر ومنع البلد من السقوط فى حرب أهلية بين مجموعات تحمل السلاح، وهو رجل لا يخاف البشر ووهب حياته فى سبيل الله والبلد، والعالم الغربى كان يتعامل معنا كدولة تابعة لهم، كانوا يتحدون باسم مصر ويوجهوننا لصالح أهدافهم..
الآن مصر السيسى نجحت فى كسر الطوق المفروض حولها، تتحرك برشاقة وسط العالم وهو ما يزعج الغرب تحديدا لذلك، لا يتركون فرصة إلا واستغلوها لصالح تردى الأحداث وزيادة توتير المشهد ليهرب السائح وبالتالى يصاب اقتصاد البلد بأضرار.
لقد استغلوا حادث سقوط الطائرة الروسية وإنجلترا قادت عملية منع وصول السائحين وأوعزت لآخرين.
ما نراه الآن محاولات جديدة من أنواع الحصار.. لكن مصر ستنتصر، لإيمان المصريين والرئيس السيسى بقوة البلد، مصر لن تستسلم أبدًا.. التاريخ بيقول كده.
■ كيف ترى حالة الاسترخاء من بعض الناس تجاه عملية التنمية والأخطار التى تواجه البلد بشكل عام؟
ـــ قال محمود رزق الجمال: شوف عبور 1973 كان معجزة.. الفلاح مع العامل مع القوات المسلحة وكل فئات الشعب.. عملوها وانتصرنا حررنا بلدنا بذراعنا.. وليس غيرنا.
عندما قررنا حفر قناة السويس الجديدة.. وجدنا كل المصريين عاوزين يحفروا بأيديهم.. وتسابقوا لدفع الـ60 مليار جنيه كتكاليف للمشروع دون أدنى ضغوط.
إذا النجاح حليف المصريين.. الجيش المصرى يتصدى للإرهابيين نيابة عن البلد كله.. والشرطة أيضًا تقوم بدورها.
على كل مصرى أن يعلم بأن عدونا غير ظاهر.. ولذلك اصطياده صعب ويحتاج لعمليات نظيفة لضمان سلامة الأبرياء الذى يحتمى ويختفى بينهم.
الإرهاب يهددنا جميعًا.. يهدد مستقبل البلد من هنا يجب أن ننتبه بأن الأخطار لم تختف.. بل العدو يتخذ صورا متنوعة لينفذ رغباته.
سيظل الصراع بين الخير والشر حول وفى مصر قائما.. وعلينا أن ننتبه.
■ قلت: كيف ترى العملية الاقتصادية برمتها؟
ــ قال محمود رزق الجمال: مازلنا حتى الآن نعانى من بيروقراطية الجهات التى تمنح الأوراق.. هناك تأخر فى إصدار التصاريح ولكنى أثق فى حزمة الحوافز التى أطلقها الرئيس فى اجتماعه الأخير مع المستثمرين ورجال الأعمال عندما أكد حماية الأموال والاستثمارات الخاصة وتسهيل الإجراءات الإدارية واستخراج الرخص للمشروعات.
■ بصفتك عضوا بهيئة الخدمات الدولية لمنظمة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ماذا عن ملاحظاتك للمشهد السياسى ولحقوق الإنسان؟
ــ قال محمود رزق: أولا أنا مؤمن بأنه لا وجود للحرية المطلقة.. بل عادة ما يكون لها ضوابط وهناك قانون وقيم أخلاقية تحكم تلك العملية.
أحكى لك.. كان لى طفلان توءم، وأثناء وجودى فى مطعم أو ندين خرجا للطريق السريع وسقطا أمام عجلات سيارة وفارق الحياة.. لم أحرر محضرا ضد من صدمهم بسيارته.. لك أن تتخيل الألم الذى عشته ومازال كان الطفلان حياتى والآن ليس لى أولاد.. زوجتى مازالت حتى الآن تعيش الحادث برغم مرور سنوات عديدة.
لم أنتقم لكن لدى يقين بأن صاحب السيارة القاتلة لم يقصد.. ولم يفكر فى ارتكاب ذلك الحادث هنا القيم الإنسانية تسود وأعتقد أن توأم روحى أولادى عبدالرحمن ومحمد رحمة الله عليهما سعداء بموقفى.
لكن فى المقابل من يرفع سلاحا مهددًا مواطنا أو رغبة منه فى إلحاق الأذى بالبلد يجب أن يحاكم.. ولقد أعجبنى جدًا حكاية على لسان الرئيس عندما رفض ضرب مجموعة من الإرهابيين لأنهم كانوا داخل منزل ومعهم أطفال وأبرياء.
وأعتقد أن مصر اتغيرت بشأن عملية احترام حقوق الإنسان وزاد الاهتمام بتلك العملية من جانب الجهات الرسمية واعتقد أن عملية الهجوم على مصر من خلال حقوق الإنسان أمر غير عادل، لأن الواقع يقول إن إنجلترا أو فرنسا وحتى أمريكا عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى لتلك الدول وتأتى تهديدات من الداخل أو الخارج يتم تعليق كل القوانين المدنية ويتم فرض الطوارئ أو التعامل بخشونة تصل للعنف مع الجميع حتى الأبرياء.
حقوق الإنسان لعبة يرفعها فى وجهنا الغرب للابتزاز.
فى نفس الوقت هناك تجاوزات بالفعل تحدث وأعتقد أن القانون والإعلام يرصدان ويطاردان المخطئ.
■ قلت: لماذا تبرعت بكل أملاكك ما الفكرة والهدف؟
صمت المستشار محمود رزق لمدة 40 ثانية.. وقال لى.. أنا راجل ربنا سبحانه وتعالى أكرمه.
سعيد جدا لما أشوف رد فعل فرحة أدخلتها على بسيط.. طول عمرى أراقب الناس وأتفاعل معهم فى مشروعى السياحى «أوندين المعادى» أخصص عددا من حفلات الزفاف مجانا لغير القادرين وأستضيف بدون أى مقابل حفلات للصغار الذين فقدوا أسرتهم.. وأطفال مرضى السرطان.
فى حفلات محددة الموعد سنويا أحاول من خلالها صناعة البهجة لتلك الفئات المحرومة.
فى بلدتى قرموط صهبرة ديرب نجم شرقية قمت ببناء جمعية النور الخيرية لخدمة الفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة وقد تبرعت بشقة 240 م لعمل الأسرة المنتجة وتخصيص مكان لتحفيظ القرآن بشقة خاصة تبرعا لجمعية النور بقرموط وشقة للكمبيوتر.. وتبرعت بزاوية للأوقاف بغرفة للشيخ و5 دورات مياه و6 حنفيات وبأكبر جامع بمأذنة 75 مترا مجهز بغرفة للشيخ ومفروش بالسجاد مع صالون.
التبرعات أيضا تشمل مستشفى كاملا بالمعدات وبعمارة كاملة بجميع مرافقها لجمعية النور لتنمية المجتمع و5 أدوار.. كما تبرعت بـ«فيللا دورين كل دور 5 غرف و2 صالة للجمعية بالقرية وشاليه بالحديقة المرفقة بالفيللا وهذه الأصول كما قدرها الشهر العقارى تبلغ قيمتها 8 ملايين و500 ألف جنيه.
ويضيف محمود رزق الجمال: أنا سعيد لأن أهل بلدى هم الذين سيستفيدون من تلك المشروعات خاصة أننى أنظم شهريا لأهل بلدى قوافل طبية لعلاج البسطاء من أهل البلد ومن نجومها د.وسيم السيسى أستاذ المسالك البولية ود.يحيى المعادن خبير جراحة العظام والعلاج الطبيعى بألمانيا ويتردد للعلاج على المركز الطبى المئات والنادى النسائى بالطابق الخامس من العمارة مجهز بثلاث ماكينات للحياكة وهذا النادى يصنع الملابس الجاهزة كدخل للأسر الفقيرة.
وأعتقد أن لأهلنا حقا علينا ويجب تقديم المساعدة لهم لأن الحكومة لا يمكنها أن تقوم بكل شيء.
فلسفتى من التبرع بكل ما لدى لصالح أهل بلدى إن ده حقهم أنا راجل عمرى 75 عاما أعيش مع زوجتى نادية طلبة شعيب وعمل الخير وتقديم المساعدة لأى طالب هدف يشعرنا بالسعادة والفخر ويمنحنا قيمة جديدة للحياة.. ومن الواجب أن يهتم رجال الأعمال بخدمة المجتمع والناس البسطاء حولهم.
تؤيدنى فى ذلك وتشجعنى زوجتى نادية طلبة شعيب ثابت نائب رئيس مجلس إدارة جمعية النور لتنمية المجتمع بمحافظة الشرقية والتى أرأس مجلس إدارتها.
ومعها أعضاء مجلس إدارة الجمعية وهم: محمود عبدالعظيم، أمين الصندوق، ووحيد على همام السكرتير العام، والصاوى محمد، ولؤى محمود، وإيمان عامر، وأحمد حسن عبدالله، وأكمل صادق أعضاء.
■ قلت كنت عضوا بمجلس إدارة الاتحاد المصرى للمصارعة.. لماذا لم تستمر؟
قال محمود زرق الجمال: ما يحدث فى الرياضة المصرية مأساة.. الإدارة الرياضية مشكلة يقوم بها مجموعات لا تعلم شيئا عن كيفية التطبيق العلمى للأشياء.. ستظل الإدارة الرياضية آفة أو الفيرس الذى يجهد الجسد الرياضى.
موضحا.. لقد اقتربت من أسرة المصارعة نملك قماشة جيدة يمكن أن ننافس بها لكن مع الأسف غابت الأخلاق وزادت المصالح وبالتالى لم يعد هناك من يعمل لصالح البلد إلا فى أضيق الحدود.
تجربتى فى الرياضة أنا أغلقتها لأننى أحسست بأن الصراحة والوضوح أشياء تزعج الزملاء.. إنهم يسعون لصالح تحقيق أرباح خاصة.
يكفينى فخرا أننى رئيس البعثة الوحيد فى تاريخ الرياضة المصرية الذى اعترف فى تقرير رسمى عن ممارسات وسلوكيات مؤلمة أثناء رئاستى لبعثة المصارعة إلى المجر على العموم م.خالد عبدالعزيز الله يكون فى عونه يتعامل مع 27 اتحادا وكل اتحاد عاوز وزير وضابط.