الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإفتاء: داعش يدلس أحاديث «دابق» و«رومية» للحصول على الشرعية الدينية

الإفتاء: داعش يدلس أحاديث «دابق» و«رومية» للحصول على الشرعية الدينية
الإفتاء: داعش يدلس أحاديث «دابق» و«رومية» للحصول على الشرعية الدينية




كتب _صبحى مجاهد


أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أن اختيار تنظيم «داعش» لمدينة روما للترويج لمعركته الأخيرة يعكس رغبته الأكيدة وسعيه الحثيث لإصباغ عملياته القتالية بلباس من الشرع والدين، وترويجه لأحاديث ضعيفة  تؤيد روايته وتقويها.
وأضاف المرصد أن ترويج الأحاديث الضعيفة والاستناد إليها فى إراقة الدماء وقتل الأنفس هو سبيل الحركات والجماعات الإرهابية عبر التاريخ؛ للحصول على المشروعية الدينية والدعم المادى وتجنيد المزيد من المقاتلين الأجانب.
جاء ذلك فى أعقاب نشر تنظيم داعش الإرهابى لمقطع فيديو يحمل اسم «نجتمع فى دابق» ويكشف فيه عن رؤيته لمعركته النهائية مع الغرب، والتى تتضمن تقدمَ عناصره المسلحة باتجاه مدرّج الكولوسيوم الأثرى فى روما، ويركز المقطع على فكرة المعركة الدامية للسيطرة على العالم، حيث سيحارب أنصارُ التنظيم من سمّاهم «الصليبيين» فى العاصمة الإيطالية.
ولفت إلى أن التنظيم الإرهابى يتراجع فى دعايته لرواية «دابق» التى روج لها كثيرًا، لصالح رواية «معركة روما» وذلك بعدما تلقى ضربات قوية أفقدته الكثير من قواته فى سوريا والعراق وبالتالى بات احتمال فقدانه لمنطقة «دابق» قريبا، ليستعيض عن ذلك برواية «فتح روما» التى يتحدث عنها مقطع الفيديو الأخير والذى أثار العديد القلق حول العالم، وهو أمر يؤكد أن التنظيم يتنقل ما بين الروايات والنصوص الدينية بما تمليه مصلحته الذاتية وتقتضيه الظروف على أرض المعركة، وهو فى كلتا المعركتين يلقى الفشل والخزى والهزيمة.
ولفت المرصد إلى أن منطقة «دابق» بسوريا كانت تمثل إلى وقت قريب المرتكز الأساسى فى تلك الرواية التى يروج لها، باعتبارها مسرح الحرب بين الروم والمسلمين كما جاء فى الحديث النبوى: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّى بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتتحون قسطنطينية».
وأكد أن استمرار تنظيم «داعش» فى نشر روايته وتصوره الصدامى يعكس رغبته وإصراره على جذب المزيد من المقاتلين الأجانب بدعاوى دينية، كما أنه يؤيد روايات صدام الحضارات ونهاية العالم والتى تشكل كنزًا استراتيجيًا – ليس فقط لداعش– وإنما للتنظيمات المتطرفة واليمينية حول العالم، والتى تقدم تصورًا يقوم على أن نهاية التاريخ تقتضى قيام الصراعات والحروب بين الناس جميع، لذلك فإن أعمال العنف والقتل التى يقومون بها تمثل بداية تحقق تلك النبوءات على أرض الواقع، وهو ما يوفر لهم دعمًا معنويًا ونفسيًا وماديًا يكفى لإشعال المزيد من بؤر الصراع والصدام بين أبناء الحضارات والثقافات المختلفة حول العالم.
ودعا المرصد جميع المسلمين حول العالم إلى لفظ كل الروئ والتصورات الصدامية التى تدعيها جماعات العنف والقتل هنا وهناك، والتى تتصادم بالكلية مع مقاصد الشرع الشريف وغاياته العليا، والتحقق من النصوص الدينية التى يوردها تنظيم «داعش» فى مقاطع الفيديو التى ينشرها، والتى دائما ما تكون نصوص موضوعة أو ضعيفة ينتقيها التنظيم من شواذ الأقوال وضعيفها ليبرهن للعامة من الناس أنه تنظيم جهادى يحقق نبوءة دينية متحققة، وهى إدعاءات كاذبة لا تستند إلى نصوص صحيحة أو إلى دراية بالأحداث التاريخية التى تتحدث عنها.