السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليس مجرد ميكروفون

ليس مجرد ميكروفون
ليس مجرد ميكروفون




ياسر شورى يكتب

أصاب وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بلا شك، ألقى بيده ميكروفون قناة المؤامرة والخيانة أثناء اجتماعات سد النهضة الإثيوبى، «الجزيرة» ليست وسيلة إعلامية بل ذراع سياسية وترويجية لمؤامرة حيكت للأمة العربية، هى أداة تنفيذ مخطط كونداليزا رايس للفوضى الخلاقة، إنه ليس مجرد ميكروفون ألقاه شكرى، انه سلاح صوبته قطر إلى كل الدول العربية وعلى رأسها مصر.
حاولت القناة العميلة التحصن بحرية الإعلام ونشرت «سم زعاف» فى كل الدول التى وصلت اليها، حطمت كل قواعد المهنية، وانحازت إلى فصائل تخريبية، لم تكتف بدعمها إعلاميًا، وإنما مولت ومن خلفها الدولة المالكة قطر بالمال هذه الشراذم، وشجعتها على حمل السلاح وتدمير الثورات العربية البيضاء، «الجزيرة» ليست قناة تليفزيونية وإنما مشروع ودور تخريبى، عصف بدول وأحالها إلى ركام.
نجحت «الجزيرة» فى دول عربية عديدة وتحطمت كل ألاعيبها فى مصر، حاولت مرات ومرات نشر الفتن والخراب وفشلت بفضل الشعب المصرى الذى عرف بحنكته ابعاد المخطط، رآه فى سوريا واليمن وعلى بعد كيلومترات قليلة فى ليبيا، الذين يتحدثون عن اللياقه الدبلوماسية التى تجاوزها الوزير عليهم أن يراجعوا اللياقة الاعلامية التى داستها «الجزيرة» كل يوم، تذكروا شاشتها المقسمة إلى أكثر من عشر نوافذ لنقل مظاهرات الإخوان الوهمية، انظروا إلى وصفها للإرهابيين الذين أدينوا فى أعمال قتل وتفجير بأنهم معارضون، أين المصداقية، ألم تشاهدوا انحيازها ووصفها لما حدث فى مصر بأنه انقلاب عسكرى متجاهلة إرادة المصريين فى ٣٠ يونيو، ومتغافلة عن عمد صناديق الانتخابات التى جاءت بالرئيس السيسى؟
بيان وزارة الخارجية على لسان المستشار أحمد أبوزيد لخص الحالة عندما قال إن ما قام به الوزير انفعال طبيعى، نعم للصبر حدود ولو ترك «شكرى» العنان لما بداخله من غضب من هذه القناة التى تتآمر على بلده لوضع ميكروفونها تحت حذائه، ولكنه تعامل بدبلوماسية مع قناة لا تستحق ذلك، لا تلوموا «شكرى»، قطر دولة تتحرك بالريموت كونترول، لها تحالف واضح مع الإخوان وخليفتهم أردوغان، ووزير الخارجية يعرف ذلك جيدًا، لذلك ففى اعماقه يدرك أن الدولة وقناتها أعداء لمشروع مصر السياسى، فماذا تنتظرون منه؟ هل يكظم غيظه ويبتلع انفعاله وهو يرى ميكروفون المؤامرة أمامه؟ اللعب اصبح على المكشوف ولا فائدة فى هذه الدويلة ولن يسكتها سوى الموقف القوى من جانب الدولة المصرية، ورد الصاع صاعين، وقتها ستدرك قطر أن مصر عصية وتستطيع أن تخرسها هى وكل عملائها.
ونصيحتى للزملاء المصريين فى قطر ضيوف «الجزيرة» الدائمين - وبعضهم كان صديقا - أن يراجعوا أنفسهم ويتبرأوا من تلك القناة ويعودوا إلى بلدهم فكل الأموال التى يأخذونها هناك معجونة برائحة المؤامرة، وبعض هؤلاء تورطوا ولكن طريق العودة لايزال مفتوحًا، عودوا يرحمكم الله، فاللعبة لم تعد تنطلى على أحد، قطر نفسها لما بتتزنق تتبرأ من «الجزيرة» وتقول إنها مجرد قناة وليس للنظام دخل فى توجهاتها، وطبعًا هذا الكلام كذب بواح ومجرد وسيلة للهروب من المسئولية تحاول من خلالها ممارسة المؤامرة بدون ضغوط على حركة النظام وكشف أوراقه بالمحافل الدولية.
انظروا إلى كلام تميم أمير قطر ووزير خارجيته، لم يجرؤ الأمير أو الوزير أن ينطق بكلمة واحدة من مفردات «الجزيرة» المسمومة، العلاقات مع قطر ستظل تراوح مكانها طالما السيد الأمريكى والوكيل التركى يريدان ذلك، واسألوا سامح شكرى.